أسباب ثقافة العيب

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 11 مارس, 2022 10:23
أسباب ثقافة العيب


أسباب ثقافة العيب وكذلك ثقافة العار، كما سنوضح أنواع ثقافة العيب، كما سنتحدث عن ما هو العيب، وكذلك أسباب انتشار ثقافة العيب، كما سنقوم بذكر الفرق بين العيب والحرام، وكذلك سنوضح نتائج ثقافة العيب، كما سنقوم بوصف ثقافة العيب في العمل، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

أسباب ثقافة العيب

إن الأسباب الحقيقية لثقافة العيب والتمسك بالتقاليد الاجتماعية البالية لدى شعوبنا ترجع إلى تفشي الجهل وغياب الوعي الثقافي وضعف الوازع الديني.
لذلك يجب العمل على تجاوزها من خلال الرجوع للدين والسنة المطهرة، ونبذ الأفكار والسلوكيات النابعة والمستمدة أصولها وفروعها من عصر الجاهلية والمعتقدات الشركية الفاسدة، فلا يعيقنا كلام الناس ولانخشى ملامتهم ولكن الله أحق أن نخشاه.

ثقافة العار

ثقافة العار” هو مصطلح يستعمل في مجال دراسات الإنسانية يدل على مجتمع يسيطر على أطفاله عن طريق تلقين قيم العار وبالتالي، نبذ كل من يخالف قيمه.
مجتمع العار هو غير مجتمع الذنب الذي يستخدم الشعور بالذنب، وانتظار العقاب إما مباشرة أو بعد الموت، كوسيلة لضبط أعمال أفراده، كما هو غير مجتمع الخوف الذي يعتمد الإرهاب أو الخوف كأسلوب تنظيم مجتمعي.

أنواع ثقافة العيب

1- ثقافة العيب الفردية:
هي كلّ قرار يتخذه الفرد وحده؛ بناءً على أفكار، وآراء شخصية خاصة بهِ، تجعله يرفض مجموعة من الوظائف التي يرى أنها لا تتناسب مع مهاراته، أو قدراته الفردية، كما أنه يعتقد أن الأفراد المحيطين بهِ سينظرون له نظرة سيئة، وسيفقد احترامهم، لذلك يتمنّع عن الوظيفة المتاحة، ويفضل عدم العمل.
2- ثقافة العيب الاجتماعية:
هي مجموعة من الأفكار التي تشمل مجتمعاً كاملاً يرفض وظيفة معينة، فلا يقبل عمل بعض الأشخاص الذين يوجدون ضمنه، ويسبّب هذا النوع من ثقافة العيب العديد من التأثيرات السلبية على قطاعات العمل في البيئة الاقتصادية، ومن الأمثلة على ثقافة العيب الاجتماعية: عدم تقبل عمل المرأة في قيادة سيارة الأجرة، أو حافلة النقل العام.

ما هو العيب

العيب في اللغة بمعنى: الوصمة، أو الخلل (مثلاً في جهاز، أو في جملة، أو في المنطق الفكري، إلخ)، وهذا يكافئ كلمة (بالإنجليزية: Defect)‏.
والعيب في الفقه الإسلامي غالبا ما يكون في فقه المعاملات، مثل: العيب في المبيع.
العيب اجتماعياً هو التصرف غير الملائم، والمنظور له كتصرف سيء ضمن المجتمع، وهذا يكافئ عبارة Inappropriate behaviour باللغة الإنكليزية، والتي تعني “تصرف غير لائق”. وقد يعاقب المجتمع مرتكب العيب بدرجات متفاوتة بحسب التصرف، وقد تتدرج العقوبة من نظرة ازدراء إلى القتل، بحسب المفاهيم الاجتماعية السائدة.
العيب الاجتماعي يخضع للقواعد الاجتماعية المحلية، بحيث قد يُعتبر تصرف ما عيباً في قرية أو في بلد ما، ولكنه تصرف مقبول في قرية أو بلد آخر عادة يتم تنبيه أو توبيخ مرتكب التصرف المعيب بعبارة “عيب عليك”.
يتشابه العيب مع الحرام في كونه تصرف غير مرخّص أو غير مقبول، ولكن مصدر تصنيف العيب هو اجتماعي يتغير بتغير الزمن أو المكان، بينما مصدر تصنيف الحرام هو التعاليم والنصوص الدينية.

أسباب انتشار ثقافة العيب

1- عدم وجود حريّة فرديّة في مجتمعاتنا.
2- الفراغ الّذي يجعلنا نكثر الكلام والتّدقيق والملاحظة ويجعلنا نقيّم النّاس بناء على الظّاهر.
3- تأثير البيئة المحيطة ولذلك نرى نظرة سلبيّة للمطلّقة والأرملة أو مثلاً عدم تقبّل عمل المرأة في قيادة سيّارة الأجرة أو حافلة الّنقل العام.
4- النّظرة السّلبيّة للمهن والعاملين بها.
5- تأثير الأسرة على تفكير الطّفل وكيفيّة تنشئته.
6- عدم التّمييز بين التّعاليم الدّينيّة والعادات والتّقاليد.

الفرق بين العيب والحرام

فالعيب أو الأمر المعيب لا يلزم أن يكون مذموما شرعا، بل قد يكون عيبا ـ ذوقا أو مروءة أو في بلد دون بلد وزمن من دون زمن.
أما الحرام في الاصطلاح الشرعي: فهو كما جاء في شرح الكوكب المنير: وهو ـ أي: وحدّه ـ ما ذم فاعله ـ ولو قولا ـ و لو عمل قلب شرعا.
فخرج بالذم: المكروه والمندوب والمباح, وبقوله: فاعله ـ الواجب، فإنه يذم تاركه، والمراد: ما من شأنه أن يذم على فعله، ودخل بقوله: ولو قولا ـ الغيبة والنميمة ونحوهما مما يحرم التلفظ به, ودخل بقوله: ولو عمل قلب ـ النفاق والحقد ونحوهما، ولفظة: شرعا ـ متعلقة بذم، وفيه إشارة إلى أن الذم لا يكون إلا من الشرع. ويسمى الحرام: محظورا وممنوعا ومزجورا ومعصية وذنبا وقبيحا وسيئة وفاحشة وإثما وحرجا وتحريجا وعقوبة، فتسميته محظورا من الحظر ـ وهو المنع ـ فيسمى الفعل بالحكم المتعلق به، وتسميته معصية للنهي عنه, وذنبا لتوقع المؤاخذة عليه, وباقي ذلك لترتبها على فعله وعلى ذلك، فالعيب أعم من الحرام.

نتائج ثقافة العيب

– حدوث فائض في وظائف مُعيّنة، مع وجود عجز في وظائف أخرى مما يؤثّر سلبياً على القطاع الاقتصادي.
– قلة عدد الأيدي العاملة في المهن الحرفية، والإنتاجية ممّا يرغم المصانع والشركات على الاعتماد على العمالة الوافدة بدلاً من العمالة المحلية.
– ارتفاع نسبة الزيادة في مُعدّل البطالة بين فئات الشباب القادرين على العمل.

ثقافة العيب في العمل

تعد ثقافة العيب في البحث عن لقمة العيش الشريفة من أكثر الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعاتنا العربية، فهي معطلة ومعيقة للتنمية في كثير من مناحي الحياة للفرد والمجتمع، وثقافة العيب – مع الأسف – بعيدة كل البعد عن مبادئ الدِين وتعليماته وتوجيهاته، وقد أسهمت بعض التقاليد المتوارثة في بقائها منذ العصور السابقة.
ويقال إن الاستعمار هو من أوجدها وأسهم في انتشارها، وعمل على تحقير المهن لدى الشعوب العربية، لكي يبقوهم خارج إطار البحث عن الرزق، من خلال ممارستهم للمهن، خاصةً الصناعة على وجه التحديد، فبقي العربي ردحاً من الزمن اتكالياً، لا هم له إلاّ الافتخار بفروسيته وشجاعته، فتعطل عن البحث عن الرزق الحلال والتسابق نحو الصناعة والابتكار.



316 Views