أسطورة نرسيسوس اليونانية

كتابة مها العتيبي - تاريخ الكتابة: 17 يناير, 2021 10:54 - آخر تحديث : 3 يناير, 2023 11:01
أسطورة نرسيسوس اليونانية


أسطورة نرسيسوس اليونانية وكل مايخص أسطورة نرسيسوس اليونانية في هذه السطور التالية .

أسطورة نرسيسوس اليونانية

نرسيسوس Narcissus أو نركيسوس Narkissos أو نرجس (باليونانية: Νάρκισσος) هو شاب وسيم، في الأساطير الإغريقية، التفّت حوله المعجبات ومن بينهن الحورية إيكو إلا أنه صدهن بغطرسة. وكعقوبة لقسوته، حكمت عليه الآلهة بأن يفتتن بجمال صورته التي تنعكس على صفحة بركة في جبل هلكون باليونان. كان يستلقي يومًا بعد يوم، بجانب بركة يحدق بولع في انعكاس صورته إلى أن قضى نحبه وذوى جسده.
عندما خرج الباحثون يستقصون أمره، لم يجدوا سوى زهرة، تسمى اليوم النرجس. وذوى جسد إيكو أيضًا بسبب حبها لنرسيسوس، ولم تعد في النهاية سوى صدى في الغابات. وتظهر أشهر رواية لحكاية نرسيسوس في كتاب التحولات ، وهو مجموعة قصصية للشاعر الروماني اوڤيد.

قصة أسطورة ناركيسوس

لا عجب أن للأسطورة مكانًة خاصًة في التاريخ اليوناني القديم ، فمعظم الأساطير التي وصلت إلينا ارتبطت بآلهة الإغريق اليونانيين ، وناركسيوس هو أسطورة النرجسية وحب الذات التي قتلت صاحبها .
وتعود القصة إلى عصر الآلهة القديمة حينما تزوج كفيسوس إله النهر من حورية المروج الخضراء ليربوبي ، وأنجب منه طفلًا رائعًا ، لم يولد مثله في الحسن والجمال اسموه ناركسيوس ، كبر الصبي وصار شابًا يافعًا أعجب به كل من الرجال والنساء ، وكثر أصدقائه ، فأحس بذاته وأخذه الغرور ، ولم يعطى للعواطف وزنا وصد كل من أحبوه.
من بين من أحبوا ناركسيوس ايكو الحورية الحسناء ، وكانت ايكو متحدثة لبقة ، من يستمع إليها لا يرغب في تركها ، لديها من عذوبة الصوت وطلاقة اللسان ما يجعلها مؤثرة على كل سامعيها .
وذات مرة وبينما هي جالسة ترقب الرائح والغادي شاهدت من بعيد الآله زيوس يلهو مع حورية حسناء ، وإذا بالسماء تنشق وتنزل من هيرا غاضبة تبحث عن زوجها زيوس ، ولما رأت ايكو سألتها عنه ، فادعت أنها لم تراه وأخذت تقص عليها الأحاديث المسلية حتى راح غضبها وهدأت نفسها.
ولما حل المغيب رأت هيرا زوجها زيوس يهرب من خلفها عائدًا إلى مملكة الألومبوس ، فاشتعلت نار الغيرة بداخلها ، وقررت معاقبة ايكو على كتمانها لسر زيوس ، فحرمتها من صوتها وجعلتها فقط تردد أخر مقطع من الكلام  .
وظلت ايكو تجلس بين المروج الخضراء ترقب الرائح والغادي وتردد ما تسمعه من حديث العابرين حتى جاء اليوم ، ودخل ناركسيوس الغابة مع رفاقه ليصطادوا وكانت ايكو تعشق ناركسيوس كثيرًا ، فظلت تتابعه أينما ذهب.
وكان ناركسيوس قد شغلته فريسة يلاحقها عن أصدقائه ، فلما أصابها بسهامه القاتلة وجد نفسه تائهًا لا أحد معه سوى ايكو التي ترقبه في صمت من أعلى الربوة ، أخذ ينادي على رفاقه ، وايكو تردد المقطع الأخير من كلامه حتى ظن أن أحدهم يسمعه ويجيبه .
ففكرت ايكو أن تنزل إليه لتؤنس وحشته ، ففتحت ذراعيها وسارت إليه مسرعة ترغب في إحتضانه وتقبيله ، ولكن ناركسيوس رفض وابتعد من أمامها فسقطت على الأرض وسقطت معها كرامتها ، فانصرفت ايكو وهي حزينة وظلت كل يوم تفكر في ناركسيوس وكرامتها المهانة حتى ذبل وجهها ونحف جسدها ، وظلت هكذا حتى ماتت ، ولم يبقى منها سوى صوتها الذي يردد كلمات العابرين والمسافرين.
لم يرض هذا الأمر الآلهة أفروديت آلهة الحب والجمال التي كانت تنصر العاشقين المنبوذين وقررت الانتقام من ناركسيوس بأن جعلته يعشق صورته ، فذات مرة وبينما ناركسيوس في رحلة صيد بالغابة ، أرهقه التعب ، فجلس يستريح بجوار غديٍر للماء ، ولما اشتد به الظمأ التفت يشرب منه فرأى وجها رائع الجمال يحملق فيه .
فأحس بشيء غريب تجاهه وأخذ يحدثه والوجه يحرك شفاه كأنه يقول شيئًا ، فلوح له بيده ، وكذلك لوح الوجه ، ظن ناركسيوس أن الوجه لحورية الماء الجميلة ، ووقع في حبها على الفور ، ولكن الوجه لم يكن سوى وجهه هو .
غادر ناركسيوس الغدير ، وسهر ليلته مفكرًا في ذلك الوجه الذي أسره ، وهام به عشقًا ، وأخذ يترد في الليل والنهار على ذلك الغدير ، ويلوح لصاحب الوجه ، ويحدثه بأجمل عبارات الغزل ولكنه لا يسمع سوى صدى صوته بصوت نسائي عذب .
حاول كثيرًا أن يمد يده في الغدير ليلمس حوريته ويقبلها لكن صفحة الماء كانت تهتز وتختفي الصورة فجأة ، فأحس أن حبيبته ترفضه وعاش منبوذًا صابه الهم والحزن حتى ذبل عوده واختفى جماله ، وظل هكذا حتى فارق الحياة وهو يقول : وداعًا يا من أحب وداعًا ، وسمع صوتا يرد عليه : يا من أحب وداعًا ، ولم يكن هذا سوى صوت ايكو الحورية الجميلة التي عشقته .
وبعد موت ناركسيوس أشفقت عليه الآلهة أفروديت وأعادته إلى الحياة مرًة ثانيًة ولكن ليس في صورة بشر بل في صورة زهرة جميلة تسمى زهرة النرجس (ناركسيوس) ، وبهذه الأسطورة ارتبطت النرجسية ويقصد بها حب الذات والغرور الزائد بالفتى ناركسيوس ، الذي عشق صورته بينما ارتبط مصطلح ايكو أو صدى صوت بأسطورة الحورية الجميلة ايكو التي عاقبتها هيرا بأخذ صوتها وترديد أخر مقطع من الجمل.

 أشهر 5 أساطير يونانية

1- أسطورة أفروديت
أفروديت هي آلهة الجمال والحب والشهور والإنجاب في الأساطير اليونانية، وهي لا ترمز إلى الحب الرومانسي على عكس الاعتقاد الشائع، بل إنها ترمز إلى الحب الجسدي الجنسي الذي يعني ” إيروس “، ويطلق عليها الرومان اسم فينوس، الأسطورة تقول أن أفروديت ولدت بسبب سقوط المنى والدم الخاص بأورانوس في البحر، بعد أن قام كورنس بقطع عضوه الذكري، وتكون من سقوط الدم والمنى في البحر رغوة والتي تكونت منها أفروديت، وظهرت في البحر مثل اللؤلؤ داخل الصدفة، وكانت جميلة جدا وعارية، وولدت كفتاة بالغة ولم تولد كطفلة، لذا كانت مرغوبة جدا للزواج، ويقال أنها الآلهة الإغريقية الوحيدة التي تزوجت .
2- أسطورة زيوس
زيوس هو أبو الآلهة والبشر، وهو إله السماء والصاعقة، ويحكى عن أسطورة ميلاده أن أبو زيوس الذي يدعى كرونوس قام بابتلاع أطفاله الخمسة الذين أنجبهم من ريا زوجته لأنه خاف من أن ينتزعوا منه السلطة، لأنه هو من قام بنزع السلطة من أبيه أورانوس، لذا عندما أنجبت ريا زيوس أخفته في جزيرة كريت، وأعطت زوجها بدلا منه حجر ملتف في قطعة من القماش ليبتلعه، ونشأ زيوس في جبل في جزيرة كريت، وعندما كبر زيوس أجبر والده على استفراغ أخوته، وتربع زيوس على السلطة مع أخويه الكبيرتين .
3- أسطورة نرسيسوس
نرسيسوس هو شاب وسيم كانت المعجبات تلتف حوله لاسيما الحورية إيكو، لكن كان هو يصدهن جميعا لأنه كان متغطرس، لذا غضبت عليه الآلهة وحكمت عليه أن يعجب بنفسه من خلال صورته المنعكسة في المياه، لذا ظل بجانب البركة يوما بعد يوم مفتون برؤية صورته فيها، حتى قضة نحبه وتحلل جسده، وعندما ذهبوا للبحث عنه لم يجدوا إلا زهرة يطلق عليها النرجس حيث أشفقت عليه أفروديت وحولت جسده إلى هذه الزهرة .
4- أسطورة هرقل
هرقل أو هيراكليس هو ابن الإله زيوس وألكميني البشرية، وهو أيضا بطل إلهي اشتهر بقوته الخارقة للطبيعة، وقد كانت ألكميني متزوجة من أمفتريون وكانت عاشقة له، إلا أن زيوس كان يحبها وكانت تصده دائما في عفة وكبرياء، وفي يوم خرج أمفتريون للحرب، لذا تهيئ زيوس في هيأته حتى أن ألكميني لم تستطع أن تكشفه، وقضى معها ليلة رائعة ثم ذهب، وعندما جاء زوجها صدمت وتفاجئ هو من عدم استقبالها له بالشوق، فأخبرته أنها استقبلته بالشوق أمس، فذهب زوجها للعراف الذي أخبره الحقيقة، ولما لم يستطع أمفتريون ولا ألكميني الوقوف أمام الإله، قرروا تناسي ما حدث، وما لبثت ألكميني أن وضعت توأم ذكور، أحدهم ابن زيوس وهو هرقل والآخر ابن أمفتريون .
5- أسطورة الغريفين
الغريفين هو حيوان أسطوري يمتلك جسم أسد ورأس وجناح عقاب، وقد اشتهر الغريفين بالحكمة والفراسة وكان يحرس الكنوز، وكان يجر دائما عربة ديونيسيس إله الخمر، وتقول الأساطير أن الغريفين كان مخلوق شرس، ويقال أن الغريفين كان من المخلوقات التي تتزوج مرة واحدة فقط، حتى إذا مات الزوج لم يكن يسعى الغريفين إلى البحث عن شريك آخر للزواج منه .

علم الأساطير الإغريقية

الميثولوجيا الإغريقية ‏ هي مجموعة الأساطير والخرافات التي آمن بها اليونانيون القدماء، والمهتمة بآلهتهم، وشخصياتهم الأسطورية الأخرى، وطبيعة العالم، وتعدّ أساس ممارساتهم الدينية والطقوسية. كانت الميثولوجيا جزءاً من الدين في اليونان القديمة، وجزء من الدين في اليونان المعاصرة، كما أصبح يمارسها اليوم بعض الأشخاص خارج اليونان. يهتم العلماء المعاصرون بدراسة هذه الأساطير لفهم الحياة الدينية، والسياسية في اليونان القديمة إضافة إلى معرفة نشأة هذه الأساطير بحد ذاتها.



809 Views