اصحاب الرؤيا الصادقة

كتابة امل المهنا - تاريخ الكتابة: 16 سبتمبر, 2020 9:38
اصحاب الرؤيا الصادقة


اصحاب الرؤيا الصادقة سنتعرف عليهم بالتفصيل في هذا المقال مع عرض لاهم علامات الرؤيا الصادقة .

 الأحلام

دراسة الأحلام وجدت لها آثار على الألواح الحجرية التي ترجع إلى سومر أقدم حضارة عرفتها البشرية، واعتقدت بعض الشعوب القديمة مثل الإغريق أن الأحلام عموما هبة من الآلهة لكشف معلومات للبشر وزرع رسالة معينة في عقل الشخص النائم.

أنواع الرؤيا والمعيار الذي يدل على صدقها

فإن  الرؤيا على ثلاثة أضرب: الرؤيا الصالحة وهي ما يراه الشخص الصالح في منامه من المبشرات، وهي من إكرام الله لعباده الصالحين، وحديث النفس فقد ينام الإنسان وهو مهتم بشيء ما فيرى حلما في النوم في شأنه، ففي حديث  البخاري:  لم يبق من النبوة إلا المبشرات . قالوا : وما المبشرات؟ قال : الرؤيا الصالحة .  وفي رواية مسلم:   لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة.
وفي الصحيحين أيضا: الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان.
وفي صحيح مسلم: الرؤيا ثلاثة: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس.
وفي الحديث : الرؤيا ثلاث: فبشرى من الله ، وحديث النفس ، وتخويف من الشيطان ، فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقص إن شاء، وإن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد ، وليقم يصلي.  رواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني.
وروى ابن ماجه عن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرؤيا ثلاثة: منها تهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم ، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته ، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة. وصححه الألباني أيضا.
قال المناوي في فيض القدير: الرؤيا الصالحة الحسنة أو الصحيحة المطابقة للواقع.
وقال أيضا في شرح حديث عوف بن مالك السابق: ( الرؤيا ثلاثة منها تهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم ): ولا حقيقة لها في نفس الأمر ( ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه )
قال القرطبي: ويدخل فيه ما يلازمه في يقظته من الأعمال والعلوم والأقوال، وما يقوله الأطباء من أن الرؤيا من خلط غالب على الرائي ( ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ) … . اهـ .
واعلم أن الرؤيا قد تتفاوت أحوالها فيتذكر الرائي رؤياه بشكل واضح وقد ينسى بعضها، ولكن مجرد  وضوح الرؤيا في النوم وتذكرك إياها لا يدل بالضرورة على صدقها ولكنها بشرى لك، وواظب على الطاعات والعمل الصالح فإن رؤيا المسلم قد تكون رؤيا صادقة بقدر استقامته وصدقه في الحديث كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا. أخرجه مسلم.
وهذا هو الغالب في المؤمن المستقيم، وقد تكون أضغاث أحلام وهذا كثير الوقوع لمن نام يتفكر في أمر ما، وقد تكون من لعب الشيطان بالإنسان وهو كثير في الفجار، ففي الحديث: إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب. متفق عليه.
وفي صحيح مسلم وسنن ابن ماجه واللفظ له: أن رجلاً قال للنبي: رأيت فيما يرى النائم البارحة كأن عنقي ضربت فسقط رأسي فأتبعته فأخذته ثم أعدته مكانه، فقال رسول الله: إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس.

الرؤيا الصادقة وأسبابها

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالرؤيا الصادقة التي تتحقق إذا رآها المؤمن علامة خير له، روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.
والرؤيا الصادقة من صفات أولياء الله تعالى، روى أحمد والترمذي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: لهم البشرى في الحياة الدنيا قال: هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له.
فعلى من أكرمه الله تعالى بصدق الرؤيا أن يشكر الله على هذه النعمة، وأن يزداد تمسكا بدين الله وشرعه.
ولا يغتر بذلك ولا يتكل عليه، فالرؤيا الصادقة الصالحة تسر ولا تغر
وليس معنى ذلك أن الرؤيا الصادقة لا تأتي إلا لاصحاب العبادات والتقوى فقط بل رحمة الله واسعة فالرؤيا يكرم الله بها من يشاء من عباده.
أما البشارة ليزداد بها الانسان فرحا أو تحذيرا لينتبه بها الانسان البعيد عن الله ويعود الى طريق الحق والصواب، وكلتا الحالتين إنما هي من محبة الله عز وجل لعبادة ليزداد المؤمن إيمانا ويفيق الغافل من غفوتة ب التوبة والاستغفار مما هو عليه، ومن اهم عوامل صدق الرؤيا هو صدق اللسان وصفاء القلب من كافة الشوائب الدنيوية الزائلة والتي تفقد الانسان الخشوع والخضوع في أي عمل يقوم به الشخص بينه وبين ربه حيث يكون اثناء العبادة بجسده وقلبه مشغول بما هو فيه من اهواء الدنيا نسأل الله لي ولكم قلبا خاشعا ولسانا ذاكرا ورحمة يبشرنا بها سبحانه في الدنيا والآخرة .. والله أعلم.

أقسام الناس في الرؤيا باعتبار صِدْق رؤاهم

قال المناوي في فيض القدير: الناس ثلاثة أقسام:
• الأنبياء: ورؤياهم كلُّها صِدق، وقد يكون فيها ما يَحتاج إلى التعبير.
• والصالحون: والأغلب على رؤياهم الصِّدق، وقد يقع فيها ما لا يُحتاج إلى التعبير.
• والأضغاث: وهم ثلاثة أقسام:
1- مستورون: والغالب استواءُ الحال في حقِّهم.
2- وفسقة: والغالب على رؤياهم الأضغاث، ويقلُّ فيهم الصدق.
3- وكفَّار: ويندر في رؤياهم الصِّدق؛ قاله المهلب” ا.هـ.



967 Views