اكره العادات والتقاليد

كتابة جواهر الخالدي - تاريخ الكتابة: 20 أكتوبر, 2020 9:29
اكره العادات والتقاليد


اكره العادات والتقاليد وماهو التعريف الصحيح للعادات والتقاليد واهميتها في مجتمعنا كل ذلك في هذه السطور التالية.

العادات والتقاليد

العادات هي مجموعة أمور اعتدنا على القيام بها منذ الصغر، أما التقاليد فهي موروثات ثقافية ورثناها عن الآباء والأجداد تؤثر في نشأة الإنسان، كركائز أساسية في التكوين العقلي والنفسي لقاطني كثير من المجتمعات التي تحكمها هذه الظاهرة الاجتماعية بِقُوة، أمور تتبعها الأجيال من دون العلم بأصلها وفصلها، ولو رغب أحدهم في التخلي عن بعضها لأصبح كأنه أبدى سوء النية تجاه المجتمع وقام بفعلٍ شنيع لا يمكن تقبله من البعض.

اكره العادات والتقاليد

1- المقاطعة أثناء الحديث:
مقاطعة الأشخاص أثناء حديثهم يعتبر من العادات الإجتماعيّة السيئة السائدة في الكثير من المجتمعات، وبشكلٍ خاص خلال المناسبات الإجتماعيّة واللقاءات التي يجتمع فيها أعداد كبيرة من الأشخاص، وتعتبر هذهِ العادة مزعجة وخاطئة حتّى وإن كانت صادرة عن الإنسان بشكلٍ غير مقصود أي بهدف إظهار الحماس أو الإهتمام بالمشاركة بالحديث أو الموضوع.
2- المصطلحات والعبارات السوقيّة:
إنّ استخدام العبارات والمصطلحات السوقيّة بين البشر يُعتبر من أكثر العادات السيئة التي تسيئ للمجتمعات بشكل عام، وذلك لأنّ هذهِ المصطلحات تساهم في إزعاج الناس، وازدياد شعورهم بالأذى النفسي والإذلال.
3- استخدام الهاتف:
وهو من العادات السيئة التي تقوم على استخدام الإنسان للهاتف أثناء الحديث مع الآخرين أو التواجد في لقاءات واجتماعات هامة، وبشكلٍ خاص عندما يكون الإتصال غير ضروري، وذلك لأنّ هذا التصرّف يدلّ على عدم الإهتمام، وقلّة الإحترام للطرف الآخر، كذلك فإنّ استخدام الهاتف في الأماكن العامة وفي وسائل المواصلات يؤدي إلى إزعاج الآخرين.
4- الحديث بصوتٍ مرتفع:
إنّ التحدث بصوتٍ مرتفع يُعتبر من أكثر العادات الإجتماعيّة التي تسبب الإنزعاج والضيق للآخرين، وبشكلٍ خاص في حال تحدث الإنسان بصوتٍ مرتفع في الأماكن العامة والطرقات، ووسائل النقل، بالإضافة للحديث بصوت مرتفع في المنزل بطريقةٍ يُزعج فيها الجيران.
5- الفضول:
ونقصد بالفضول العديد من الجوانب منها التدخل في حياة الآخرين الشخصيّة إن كان الأصدقاء، أو زملاء العمل، أو الجيران، كطرح العديد من الأسئلة الخاصة عن أمور المال، الزواج، الإنجاب، المشاكل العائليّة، والعلاقات العاطفيّة.
6- العصبية الشديدة:
إنّ التصرّف بعصبيّة مع الآخرين وعدم احترامهم، يُعتبر من أكثر العادات الإجتماعيّة الخاطئة والسيئة، وبشكلٍ خاص عندما تتحوّل هذهِ العصبيّة لنوع من الشجار مع الآخرين.

أهمية العادات والتقاليد

للعادات والتقاليد أهمية لا يمكن تجاهلها في تكوّن الحضارات ونشأتها، وذلك لأنّها:
– تمنح الفرد أو الجماعة أو الدولة هويةً معينةً تميزها عن غيرها؛ وهذا ما نلاحظه في الدول المختلفة اليوم؛ فبعض العادات قد ترتبط بذاكرة المرء حول مصدرها.
– تعطي أهميةً للتاريخ، فكثير من العادات نابعة من تاريخ ماضٍ ابتكره الأجداد، والحفاظ عليها بمثابة الحفاط على ذلك التاريخ.
– تمنحُ الشعور بالفخر والامتنان بأنّ هناك من يصنعُ هويةً خاصةً، ويتمسّك بموروث أصيل.
يجبُ الانتباه إلى أنّ العادات والتقاليد المقصودة هي العادات التي تُعطي جماليةً وأصالةً وتحافظ على التراث، وليست تلك العادات الجاهلية المتزمتة والمتطرفة التي من شأنها أن تسبّب الضرر، أو الحرج للناس، أو الأذية والتخلف، مثل عادة وأد البنات التي كانت في أيام الجاهلية قبل أن يأتي الإسلام ويُحرّمها.

العادات والتقاليد في الدين الإسلامي

لكل مجتمع عاداته وتقاليده التي تميزه عن المجتمعات الأخرى، فنجد المجتمعات داخل الدولة الواحدة أو الإقليم الواحد تختلف بعاداتها وتقاليدها، ومن هذه العادات أو التقاليد ما هو ايجابي ومنها ما هو سلبي، وقد نادى الكثير في المجتمعات بترسيخ العادات والتقاليد الايجابية التي تتوافق مع التقدم الحاصل في جميع المجالات، وتخفيف أو إنهاء العادات والتقاليد التي من شأنها إرجاع المجتمعات وتخلفهم عن التقدم والتنمية، ومن المؤكد أنه لا تعارض بين العادات والتقاليد الطيبة أي الايجابية وبين أي تعليمة من تعاليم الدين الإسلامي، فلا يمكن أن نُخضع الدين لمعيار العادات والتقاليد، بل العكس، فأي عادة أو تقليد يتوافقان مع تعاليم الشريعة المرحب بها، كأفشاء السلام وبشاشة الوجه وصلة الرحم وإكرام الضيف والمحافظة على حقوق الإنسان وفغيرها والعكس، فإن أي عادة بعيدة عن الدين وقد تتعارض معه فهي رد، فنحمد لله أن مجتمعنا الإسلامي له معاييره التي تغنيه عن البحث عن الموروث الثقافي السلبي، فلا حاجه له، لا سيما أن الدين قد وضع منهاجًا كاملًا لحياة الإنسان وبأدق تفاصيلها، سواءً ما ذُكر في القرآن أو السنة النبوية الشريفة.

أهمية العادات والتقاليد

– تساهم العادات والتقاليد بشكلٍ عام برسم شخصيات البشر، وتكوين المعتقدات المهمة، وتبيّن لهم أهمية الإنتماء لمجتمعاتهم.
– تساعد العادات والتقاليد على زيادة الترابط بين أفراد المجتمع الواحد، وأنّ هناك أمورًا وقواعد أساسيّة يجب الالتزام بها وعدم الإستهانة.
– خلق الذكريات الجميلة التي تدوم طوال العمر، بين أفراد العائلة، والجيران، والأصدقاء.
– تعزيز الروابط بين أفراد العائلة الذين يجتمعون في المناسبات والإجازات لإحياء العادات والتقاليد الممتعة.
– سد الفجوة بين الأجيال، وذلك من خلال توارث العديد من العادات والتقاليد التي تنتقل من جيل إلى آخر، وترك روابط مشتركة فيما بينهم، من خلال الحديث عن الذكريات والقصص، والأحداث الجميلة.
– إحساس الإنسان بهويتهِ وحمايتهِ من الوقوع في مكشلة الضياع والشتات النفسي، أو وقوعهِ بمشكلة عدم الإنتماء.



843 Views