الحب العفيف قبل الزواج

كتابة هنادي الموسى - تاريخ الكتابة: 11 يناير, 2021 7:20 - آخر تحديث : 20 ديسمبر, 2022 2:52
الحب العفيف قبل الزواج


الحب العفيف قبل الزواج نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا ونذكر لكم أيضا مقومات العلاقة الناجحة وأنواع الحب في الإسلام.

الحب العفيف قبل الزواج

-الحب قبل الزواج منه ما هو مباح لا بد للإنسان فيه ، ومنه ما هو محرم ، لأنه يقوم على علاقة محرمة ، يفعلها الإنسان باختياره ، فالأول كأن تسمع المرأة برجل صالح أو يكون لها جار أو قريب ، فيقع في قلبها حبه ، وتود لو تتزوج منه ، ولا تزيد على ذلك مراسلة أو اتصالا ، فهذا حب يعذر فيه صاحبه  لأنه لا يد له فيه ، ولم يقرنه بشيء محرم .
-قال ابن القيم رحمه الله : “إذا حصل العشق بسبب غير محظور : لم يُلَم عليه صاحبه ، كمن كان يعشق امرأته أو جاريته ثم فارقها وبقي عشقها غير مفارق له : فهذا لا يلام على ذلك ، وكذلك إذا نظر نظرة فجاءة ثم صرف بصره وقد تمكن العشق من قلبه بغير اختياره ، على أن عليه مدافعته وصرفه .
-وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” قد يسمع إنسان عن امرأة بأنها ذات خلق فاضل وذات علم فيرغب أن يتزوجها ، وكذلك هي تسمع عن هذا الرجل بأنه ذو خلق فاضل وعلم ودين فترغبه ، لكن التواصل بين المتحابين على غير وجه شرعي هذا هو البلاء ، وهو قطع الأعناق والظهور ، فلا يحل في هذه الحال أن يتصل الرجل بالمرأة ، والمرأة بالرجل ، ويقول إنه يرغب في زواجها ، بل ينبغي أن يخبر وليها أنه يريد زواجها ، أو تخبر هي وليها أنها تريد الزواج منه ، كما فعل عمر رضي الله عنه حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما ، وأما أن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل : فهذا محل فتنة ”

حكم التفكير بالزواج والحب والمراسلة بين الجنسين

-التفكير في الأزواج، وتفكير الشباب بالزوجات حتى يلتمس الزوجة الصالحة، وحتى يلتمس البيت الصالح والبيئة الصالحة هذا مطلوب، حق، وإذا ظهر له أن فلانة صالحة وتناسبه وأحبها قلبه فلا حرج عليه في هذا، لأن الحب أمر قهري، كذلك إذا عرفت بالمراسلة أو بالهاتف أن رجلاً يصلح لها لدينه واستقامته وأحبت أن تتزوجه على الوجه الشرعي فلا حرج في ذلك، لكن يجب الابتعاد عن أسباب الفساد، يجب الابتعاد عن أسباب اللقاء المشبوه، واللقاء المحرم، إنما يكون تعاطي أسباباً شرعية، مثل المكاتبة لوليها، والتحدث معه من طريق الهاتف أنه يريد فلانة، وكذلك هي في نفسها كونها تكتب لمن ترى من أقاربها كأبيها أو وليها الآخر يعني يتسببون في النكاح هذا بالطريقة الشرعية، فلا بأس، فالحاصل أن بذل الأسباب الشرعية في النكاح لا بأس به، سواء كان من طريق الهاتف أو من طريق الكتابة مع الشاب ومع أبيه ومع من لهم صلة به حتى يشفعوا وهو كذلك يكتب إلى أبيها وإلى أخيها حتى يحصل الزواج،
-ولكن لا يكون لقاء محرم، بل من بعيد إلى بعيد، فلا تخلو به، ولا يخلو بها ولا يتكلما بالفحش في الهاتف ولا بالرسائل، وإنما بالكلام الطيب، وبيان رغبتها فيه ورغبته فيها بالوجه الشرعي، تقول له: اخطبني من أبي، من أخي، من كذا، وهو يقول أنا أريد الزواج بك فإذا كنت راغبةً أن أكتب لأبيك أو أخيك ونحو ذلك، فالمقصود أن هذا الشيء سواء من طريق الهاتف أو الرسائل إذا كان على وجهٍ شرعي وبالطرق الشرعية وليس يقصد أحدهما إلا هذا فلا حرج فيه، أما إذا كان بطرقٍ أخرى بأن يتواعدا في الأماكن الخطيرة، أو يتكلمان بالرسائل أو بالهاتف بما لا ينبغي من الفحش أو ما أشبه ذلك فهذا لا يجوز.

أنواع الحب في الإسلام

تتعدّد أنواع الحبّ في الإسلام، ومنها ما يأتي:
حب الله ورسوله:
تعدّ محبة الله -تعالى- ومحبّة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- إحدى الأمور التي فُرضَت على المسلم؛ لأنّ إيمانه لا يكتمل إلّا بها؛ فهي من شروط الإيمان، ويترتب على هذه المحبّة وجوب الامتثال لأمريهما؛ فإن عصاهما الإنسان ولم ينصاع لهما كان ذلك دليلاً واضحاً على فساد ادّعائه بمحبتهما، ومن النصوص الشرعيّة الدالّة على هذا النوع من الحب قوله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ)، وقد قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ).
حب المؤمنين الصالحين وعلماء الدين:
تعدّ محبّتهم واجبة على المؤمن حيث أنّها من فضائل القربات والعبادات المُقرِّبة إلى الله -تعالى-، ومن النصوص الشرعية الدالّة على هذا النوع من الحبّ قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ).
حب الزوجة والأولاد:
يُفطَر الإنسان على حبّ الزوجة والولد، حيث أنّه يميل ويسكن إلى زوجته بالفطرة، وإن حباها الله -تعالى- بجمال ودين وأخلاق كان ذلك سبباً في إزدياد محبّته لها، وكذلك الولد. حب الوالدَين والأقارب: يُفطَر الإنسان على حبّ والدَيه لإحسانهما إليه، وعطفهما عليه، وقيامهما بتلبية كلّ ما يحتاج إليه وهو صغير، حتّى أصبح كبيراً قادراً على تحمّل مسؤولية نفسه. حب كل ما يحبه الله -تعالى-: يُدخل هذا النوع من الحب العبد في ملّة الإسلام، ويجعله مُحبّباً إلى الله -تعالى ومقرّباً إليه؛ فكلّما ازدادت هذه المحبّة في قلب العبد؛ ازدادت مكانته ومحبّته عند الله -تعالى.
الحب في الله ولله:
يترتب على محبّة ما يحبّه الله -تعالى- الحبّ فيه وله وقد وعد الله -تعالى- المتحابّين فيه بأنّهم من السبعة الذين ينالون نعمة الاستظلال بظلّه يوم القيامة؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (سبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ) -وذكر منهم- (وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ).

أهم مقومات لعلاقة ناجحة

لا تحاول أن تغير شخصية الطرف الآخر :
لكل إنسان صفاته وآرائة المختلفة، وهذا شيئ قد تلاحظه في بداية العلاقة أو تدريجيا مع الوقت، فلا تحاول أن تغير من تلك الصفات فعليك أن تقبل الشخص الذي أمامك بميزاته وعيوبه فهذا هو الحب الحقيقي الغير مشروط، بل حاول أن تجعل الطرف الآخر يشعر وكأنك تراه أجمل إنسان في الكون وحاول أن لا تذكر عيوبه أمامه، أما إذا كان يعاني من بعض المشكلات التي تسبب له الضرر كالتدخين مثلا فحاول أن تساعده على التخلص منها ولكن دون أن تجرحه.
تقديم بعض الهدايا واللفتات البسيطة المعبرة عن الحب :
فهذا لا يتطلب مجهودا كبيرا أو تكلفة بل بعض الأفعال البسيطة بأن تقوم بإرسال رسالة قصيرة لها على الموبايل تكتب بها
“أنت بالنسبة لي كل شيء” أو تجلب لها بعض من الشيكولاته أو زهرة رقيقة تهديها إليها فهذا سوف يعمق من شعور الحب والترابط بينكما فرؤيتك للابتسامة على وجهها وشعورك بأنك من تسبب في إسعادها له مذاق خاص جدا وشعور رائع.
روح الدعابة :
إذا نجحتم في أن يكون بينكم روح من الدعابة والضحك والمرح فهذا بالتأكيد أحد المفاتيح الهامة لعلاقة ناجحة، فالضحك هو أفضل وسيلة للتنفيس عن أنفسكما بعد يوم من العمل والإرهاق، فنحن نسمع دائما أن الضحك دواء وهو هنا حقا دواء جيد ووسيلة فعالة لتقوية عمق العلاقة بينكما.
لا تقيد حريته الشخصية :
الوقت الذي تقضونه معا هو أمر هام جدا وسوف يؤتي بثمار أكثر إذا قمتم بالابتعاد عن بعضكما مدة قصيرة من وقت لآخر، حيث أنه لكل إنسان حياته واهتماماته الشخصية والتي يحب أن ينفرد بنفسه بعض الوقت كي يقوم بعملها كقضاء بعض الوقت مع أصدقائه مثلا، حتى لا يشعر الطرف الآخر أن علاقته بك شيئ يقيد حريته.
القدرة على التواصل :
احرص على التواصل بشكل مستمر مع الطرف الآخر وعبر له عن مشاعرك وأحاسيسك تجاهه واجعله دائما مستودع أسرارك ولا تخفي عليه شيء لأنك إن قمت بإخفاء بعض الأمور عنه بحجة عدم إزعاجه سوف يحزنه بشكل كبير عندما يكتشف ذلك فيما بعد خصوصا إذا عرف ذلك عن طريق شخص آخر مما يهدد استمرار علاقتكما بشكل كبير، ولذلك فاحرص على أن تشعره أنه مصدر ثقة واطمئنان بمشاركته كل مشاكلك وأسرارك.



1303 Views