الصحبة الصالحة نعمة

كتابة بشاير الخالدي - تاريخ الكتابة: 11 يناير, 2021 7:29 - آخر تحديث : 2 فبراير, 2023 12:04
الصحبة الصالحة نعمة


الصحبة الصالحة نعمة، وأقوال عن الصحبة الصالحة، وفوائد الصحبة الصالحة، وفضل الصحبة الصالحة، وثمار الصحبة الصالحة، نتحدث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.

الصحبة الصالحة نعمة

– الصحبة الصالحة هي الأخرى سبيل النجاح؛ لأن الصالحين يُشَجِّعُون من يصحبهم على الخير، ويدلّهم على طريق التقدم والنجاح؛ لأنهم يَعُدُّون كلَّ فرد من البشر قريبًا لهم، عزيزًا عليهم، حبيبًا إليهم؛ فينصحون له، ويُشِيرُون عليه بما ينفعه في دينه ودنياه، ويَضْمَن له الخير والسعادة في العاجلة والآجلة. أما الفاسدون السيِّئون من الناس فهم يكونون على عكس ذلك حاسدين مُبْغِضِين لكلّ أحد في المجتمع البشري، فلا يجودون عليه بمشورة صالحة، وإنما يُشِيعُون بين الناس ما يزرع في قلوبهم اليأسَ ويُحْبِط إرادتَهم لتحقيق خير وإحراز تقدّم، فيكون مصيرهم الفشلَ والإخفاقَ.
– «الصحبةُ» من المُؤَثِّرَات الأساسيّة في حياة الإنسان؛ لأنها تُشَكِّل عاملًا رئيسًا لتكوين الشخصيّة، وصياغتها في قَالَب حسن أو قبيح، وأحداثُ السن في مراحل الترعرع الجسمي والتكوّن العقلي يتعلمون من الصحبة ما لا يتعلمون من البيت والمدرسة؛ لأن الإنسان مجبول على محاكاة من يَصْحَبُه من الرفقاء والأصحاب، ولاسيما الأقران والأتراب، الذين يَتَشَاطَرُون السلوك والهِوَاياتِ، التي تتغلغل في أحشائهم في دورب الصبا، ومسالك الطفولة، ومدارج الحياة البريئة.

أقوال عن الصحبة الصالحة

– قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “ما أعطي العبد بعد الإسلام نعمة خيراً من أخ صالح، فإذا وجد أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به”.
– قال الشافعي: “إذا كان لك صديق يعينك على الطاعة فشد يديك به؛ فإن اتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهلة”.
– قال الحسن البصري: إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وإخواننا يذكروننا بالآخرة، ومن صفاتهم: الإيثار.
– قال لقمان الحكيم لابنه:يابني؛ ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله أخا “صادقا”، فإنما مثله كمثل “شجرة”، إن جلست في ظلها أظلتك وإن أخذت منها أطعمتك وإن لم تنفعك لم تضرك.

فوائد الصحبة الصالحة

– التعاون على طاعة وعبادة الله تعالى
الصحبة الصالحة تعين الشخص على المثابرة على تأدية العبادات والطاعات، والاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، بينما تجذب الصحبة السيئة الشخص إلى فعل المعاصي، وتقلل من همة الشخص على العبادة، كما أنّ الصديق الخيّر يعاون صديقه ويرشده إلى طريق الخير والصلاح.
– النجاة يوم القيامة ومن فزعه
أشار الله تعالى إلى أنّ الأخلاء معاً يوم القيامة، قال تعالى (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ * يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) [الزخرف:67-68]
– المعاونة على مصائب الدهر
فالصديق الحقيقي والجيد هو الذي يقف إلى جانب صديقه في لحظات الحزن والمصيبة ويعاونه على تجاوز المرحلة.
– الحصول على بركة المجالس التي يجلسونها
الصحبة الخيّرة تجتمع على ذِكر الله تعالى، فينزل الله تعالى رحمته ومغفرته على الجالسين، بينما يجتمع أفراد الصحبة السيئة على المحرمات.
– التعرف إلى الناس الجيدين
تعريف الشخص على المزيد من الأشخاص الصالحين والجيدين يوسّع دائرة المعرفة الجيدة.
– الحصول على الدعاء الصادق
الصديق الخيّر يدعو لصديقه كما يدعو لنفسه بكل إخلاصٍ وحبٍ، على عكس الصديق السيئ الذي قد يكره الخير لصديقه، ويصده عنه، بل يتخلى ويتبرأ منه يوم القيامة.
– الشعور بالراحة والطمأنينة
عند التقرّب من هذا الصديق الخيّر، يشعر الشخص أنه إذا أدخله بيته وأمّنه على أسراره فإنه سيحفظ هذه الأسرار ولن يخونه في ماله أو عِرضه.
– انتشار الخير في المجتمع الإسلامي
عندما تتسع دائرة الصحبة الخيرة يدخل فيها مزيد من الأشخاص الذين يقضون أوقاتهم في أعمال الخير، وبالتالي تزداد الأعمال الصالحة في المجتمع، وهذا يزيد من العطاء والسمو به نحو الأفضل.

فضل الصحبة الصالحة

– الصحبة الصالحة من أسباب سعادة الدنيا والآخرة ومن أسباب المغفرة ودخول الجنة والإمام مالك رضى الله عنه عندما سأله رجل بقوله :يا إمام قل لي على عمل يدخلنى الجنة فرد مالك وقال له يارجل عليك بحب الصالحين لعل الله يطلع على قلب واحد منهم يجد اسمك مكتوبا فى قلبه فيغفر الله لك ويدخلك الجنة.
– خلق الله تعالى الإنسان محباً للاجتماع مع غيره من بني جنسه، لذلك سمي إنساناً لأنه يستأنس بالغير، ولا يستطيع العيش منفرداً بعيداً عن الناس، ولكن يجب اختيار الرفقة الصالحة التي تعين على
– السير في الطريق السليم وهو طريق الله عز وجل، فليس جميع الناس يحبّذ مخالطتهم واتخاذهم كأصدقاء، قال تعالى (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾الكهف: 28.، ورغّب الإسلام بمصاحبة الأخيار؛ لما لهذه الصحبة من فوائد عظيمة تعود على الفرد نفسه بشكلٍ خاصٍ، وعلى الأمة بشكلٍ عامٍ،

ثمار الصحبة الصالحة

من ثمرات الصحبة الصالحةكَسْبُ العبد محبَّةَ الله ونيل رضاه:
– من ذلك ما ورد عن معاذ بن جبل حيث قال للرجل الذي قال له إني أحبك في الله، قال له معاذ أَبْشِرْ فإني سمعت رسول الله يقول: «قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابِين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورِين فيَّ، والمتباذِلين فيَّ»(8).
– نعم، إن محبة الله تشمل العاملين بطاعته، والمتعاونين على امتثال أوامره، وإن تفرقت أبدانهم وتباعدت دورهم، كما أنهم يزورون بعضهم بعضا لا لشيء، إلا أن محبة الله هي التي تجمعهم على تلاوة كتابه ومدارسة سنة نبيه، فيذكرون نعم الله وآلائه، ويبذلون أموالهم لله، فيكسبون محبة الله، ومن أحبه الله، أحبه العباد بفضل محبة الله له، فما أجمل الصحبة التي تكون لله وعلى محبة الله.



964 Views