الصداقة في الإسلام

كتابة وفاء الرشيدي - تاريخ الكتابة: 25 سبتمبر, 2020 2:19 - آخر تحديث : 5 يناير, 2023 8:40
الصداقة في الإسلام


الصداقة في الإسلام تطرقت إلى العديد من الجوانب حيث تبرز لنا معنى الصداقة الحقيقية في أعظم صورها، ويحدثنا أيضا الإسلام عن مواقف عظيمة تدل على مدى وجود صداقة قوية بين النبي ورفاقه، فما أعظم ديننا الإسلام  الذي يضرب لنا أمثال عديدة ومواقف حقيقية عن الصداقة سنتعرف عليها خلال هذا المقال.

الصداقة في الإسلام

الصداقة في الإسلام تناولت العديد من الأمور فهي تلك العلاقة السامية، فأصل مفهوم الصداقة من الصدق، وهو ذلك الخلق العظيم الذي حثت عليه الشريعة الإسلامية، ودعت المسلمين إلى الالتزام به، كما أن مفهوم الصداقة يأتي من قيم الوفاء والإخلاص وطول الصحبة، فالصديق تطول صحبته مع صديقه مع تقلب الظروف والأزمان،وردت كلمة الصداقة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بمفاهيم ومصطلحات تترادف معها في المعنى، وهي مفهوم الخلّة أو الخلان .

خصائص الصداقة في الإسلام

1-إعانة على الطاعة: ليس الصديق من يشجع على ارتكاب الذنوب ولا إتباع الشهوات وإنما الصديق الصالح في الإسلام نعمةٌ من الله على عباده، ذلك أن الصديق الصالح يحث صاحبه على الخير، والالتزام بمنهج الله وشريعته، ولذلك توجب على المسلم أن ينظر ويتحرى عن الصديق الصالح الذي ينفعه في الدنيا والآخرة.
2- الارتباط بالعقيدة والخلق القويم : من أهم ما تم الإشارة إليه في الدين حول الصداقة في الإسلام فهي ترتبط بالعقيدة والخلق القويم، فلا خير في الصديق والصاحب العاصي؛ لأنه يضر المسلم ولا ينفعه، وتكون صحبته فتنةً له في دينه ودنياه، لذلك حذر النبي الكريم من جليس السوء، وحث على ملازمة الجليس الصالح.
3- الصديق مرآة صديقه: من أعظم القيم التي أشا به ديننا الإسلامي أن الصديق في الإسلام هو مرآة صديقه، فإذا كان الرجل ملتزماً بشريعة ربه، وسنة نبيه، حريصاً على التحلي بالأخلاق الحسنة في تعامله مع الناس، وجدت صديقه يشابهه في تلك الصفات والأحوال، ذلك أن ما يجمع الخلان والأصدقاء من القواسم المشتركة يجعلهما يحملان بعضهما البعض على ما يقوي صداقتها دائماً من الالتزام بالمنهج والأسلوب الواحد في الحياة.

أسس اختيار الصديق في الإسلام

1- أن يكون على خلق: والمقصود هنا أن يكون شخص من أصل طيبويُشهد له بالخُلق والدِّين والسمعة الطيبة والذِّكر الحَسن بين الناس؛ قال صلى الله عليه وسلم: «إنّما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إمّا أن يحذيك وإمّا أن تبتاع منه وإمّا أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه ريحاً خبيثة» رواه البخاري.
2- دقه مع من يصادقه و تطابقه في الفكر و المعتقد و الاخلاق بحيث يكون الصديق في علاقته و تعامله و صفاته و مختصاته وكأنه نسخة أخرى عن الإنسان بل كأنه هو.
3- أن يتسم بسلامة التفكير وحكمة العقل وسوية الطباع؛ ليكون مُعيناً جيداً على اتخاذ القرار والإرشاد إلى الخير والفلاح.
مواصفات الصديق الشفيق
الكثير يسمع تلك الجملة ولا يعرف معناها والمقصود بالصديق الشفيق في الإسلام هو هو الذي يريد للانسان الخير و السعادة الحقيقية، و ليس من يتماشى مع الانسان ليرضيه و ليكسب وده على حساب المصالح الحقيقية و المصيرية صديقاً شفيقاً.،قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: “مَنْ دَعَاكَ إِلَى الدَّارِ الْبَاقِيَةِ وَ أَعَانَكَ عَلَى الْعَمَلِ لَهَا فَهُوَ الصَّدِيقُ‏ الشَّفِيقُ”‏

جمل عن الصداقة بالإسلام

1- قال أمير المؤمنين علي بن أبي‏ طالب عليه السلام”من لم يُقدِّم في إختيار الإخوان‏ الإختبارَ دفعه الإغترار إلى صحبة الأشرار” ، و قال أيضا عليه السلام”قَدِّمِ الِاخْتِبَارَ وَ أَجِدِ الِاسْتِظْهَارَ فِي اخْتِيَارِ الْإِخْوَانِ،‏ وَ إِ لَّا أَلْجَأَكَ الِاضْطِرَارُ إِلَى مُقَارَنَةِ الْأَشْرَارِ”.
2- و رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ:‏ “مَنْ غَضِبَ عَلَيْكَ مِنْ إِخْوَانِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ‏ يَقُلْ‏ فِيكَ‏ شَرّاً فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ صَدِيقاً، وقال أيضا ” ( عليه السَّلام ) “لَا تُسَمِّ الرَّجُلَ صَدِيقاً سِمَةَ مَعْرِفَةٍ حَتَّى تَخْتَبِرَهُ بِثَلَاثٍ: تُغْضِبُهُ فَتَنْظُرُ غَضَبُهُ يُخْرِجُهُ مِنَ الْحَقِّ إِلَى الْبَاطِلِ، وَ عِنْدَ الدِّينَارِ وَ الدِّرْهَمِ‏، وَ حَتَّى تُسَافِرَ مَعَهُ.

حقوقُ الصّداقةِ فيْ الإسلامِ

للصداقة حقوق ينبغي مراعاتها والقيام بها، وقد تحدث عنها الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لولده الإمام الحسن (عليه السلام) ، قال :(احمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة، وعند صدوده على اللطف والمقاربة، وعند جموده على البذل، وعند تباعده على الدنو، وعند شدته على اللين، وعند جرمه على العذر، حتى كأنك له عبد، وكأنه ذو نعمة عليك).
وأضاف الإمام قائلاً :(لا تتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك، وامحض أخاك النصيحة، حسنة كانت أو قبيحة).
ومن بنودها قوله :
(وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية يرجع إليها إن بدا له ذلك يوماً ما. ومن ظن بك خيراً فصدق ظنه، ولا تضيعن حق
أخيك اتكالاً على ما بينك وبينه، فإنه ليس لك بأخ من أضعت حقه).
أرأيتم هذه النصائح الذهبية التي قدمها الإمام إلى ولده الإمام الحسن (عليه السلام)، وقد حفلت بأروع حقوق الصداقة.
وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في حقوق الصديق : (لا يكون الصديق صديقاً حتى يحفظ أخاه في ثلاث : نكبته، وغيبته، ووفاته).
وأدلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) بحقوق الصداقة، قال (عليه السلام):(وأما حق الصاحب : فإن تصحبه بالفضل ما وجدت إليه سبيلاً، وإلا فلا أقل من الإنصاف، وأن تكرمه كما يكرمك، وتحفظه كما يحفظك، ولا يسبقك فيما بينك وبينه إلى مكرمة، فإن سبقك كافأته، ولا تقصر به عما يستحق من المودة. تلزم نفسك نصيحته وحياطته وتعاضده على طاعة ربه ومعونته على نفسه فيما لا يهم به من معصية ربه، ثم تكون عليه رحمة، ولا تكون عليه عذاباً ولا قوة إلا بالله).



587 Views