الفرق بين الجيوبوليتيك والجيوستراتيجية

كتابة عبدالله الزهراني - تاريخ الكتابة: 16 مايو, 2020 12:57 - آخر تحديث : 19 ديسمبر, 2022 3:09
الفرق بين الجيوبوليتيك والجيوستراتيجية


الفرق بين الجيوبوليتيك والجيوستراتيجية وما هو مفهوم الجيوبوليتيك كل ذلك سنتعرف عليه بالتفصيل في هذا الموضوع.

مفهموم الجيوبوليتيك 

 عند دراستنا لمفهوم الجغرافيا السياسية ورد بان الدولة تشبه الكائن الحي ينمو ويتسع، لكن العالم السويدي “رودلف كيلين (1922-1864 )ادخل بعض التعديلات على هذه الفكرة حيث يرى “كيلين”، “أن الدولة ليست كائن حي وحسب، بل هي أيضا كائنا ذا شعور مزدوج، بقدرات فكرية وأخالقية عظيمة، وتمثل األرض الذي يعيش عليها هذا الكائن بالجسد، وتكون العاصمة القلب والرئتين، وتمثل الطرق واألنهار األوردة والش اريين، ومناطق التعدين واإلنتاج الزراعي هي بمثابة األطراف”. بالرغم من أنَّه حاول تقديم تعريف موسع على ما قدمه ” ارتزل”، إال أنه يتفق معه بأن الهدف النهائي الذي تسعى الدولة لتحقيقه هو أن تكون دولة قوية يهابها الجميع، ويعد “رودلف كيلين(Kiellen Rudalf ،”(أول من استخدم مصطلح “الجيوبولتيك(Geopolitik ،” (والتي عرفها ،”بأنها البيئة الطبيعية للدولة، وأ َّن أهم ما تعنى به الدولة هو القوة كما أن حياة الدولة تعتمد على التربية، والثقافة واإلقتصاد، والحكم وقوة السلطان، حاول “كيلين” ُ و ي ّة كيف يمكن بعبارة أخرى أكثر دق ْ ّ ارفيا في خدمة الدولة أي ّ ْأكيد على أ َّن الغرض األسمى للعلم هو جعل الجغ ّ الت ة للدولة في التعبير عن مواقفها السياسية؟. ّ ارر جعل الموقع الجغ ارفي كمصدر قو ّع القَّ لصان أما كارل هاوسهوفر Hawshofer Karle فقد عرف علم الجيوبوليتيك على أَّنه: “العلم القومي الجديد عتبر هاوسهوفر ِ وي بالنسبة لكل العمليات السياسية”، حيث ا ّ للدولة، وهي عقيدة تقوم على حتمية المجال الحي علم الجيوبوليتيك بمثابة العلم الجديد للدولة الذي يستند إلى الجغرافيا السياسية بدل أمور أخرى.

الفرق بين الجيوسياسيه والجيوبوليتيك 

الجيوسياسية مصطلح تقليدي ينطبق في المقام الأول على تأثير الجغرافيا على السياسة، فهـو علم دراسة تأثير الأرض “برها وبحرها ومرتفعاتها وجوفها وثرواتها وموقعها” على السـياسة في مقابل مسعى السياسة للاستفادة من هذه المميزات وفق منظور مستقبلي اضاف الى الجيـوبوليتيك فرع الجيـواستراتيجيا ولكنه تطور ليستخدم على مدى القرن الماضي ليشمل دلالات أوسع، وهو يشير تقليديًا إلى الروابط والعلاقات السببية بين السلطة السياسية والحيز الجغرافي، في شروط محددة وغالبًا ما ينظر على أنه مجموعة من معايير الفكر الاستراتيجي والصفات المحددة على أساس الأهمية النسبية للقوة البرية والقوة البحرية في تاريخ العالم. هذا التعبير مشتق من كلمتين، جيو وهي باليونانية تعني الأرض / وكلمة السياسية أكاديميًا، ودراسة الجغرافيا السياسية ينطوي على تحليل الجغرافيا والتاريخ والعلوم الاجتماعية مع سياسة المكان وأنماط بمقاييس مختلفة وقد صاغه لأول مرة العالم السويدي “كجلين” للدلالة على دراسة تأثير الجغرافيا على السياسة، بعد ذلك اتخذ معاني مختلفة.

مراحل تطور علم الجيوبوليتيك او الجيوسياسيه  

إنَّ أفكار الجيوبوليتيكا قديمة قدم البشرية حيث بدأت ملامح العلم تتضح منذ أن أخذت المجتمعات البشرية تتجه نحو إقامة الدولة  The Stats أين بدأ اهتمام المفكرين بدراسة تأثيرات البيئة الجغرافية على الشُّؤون السياسية، ومنها تَوصَّل المؤرخ اليوناني هيرودوت -Hiroudot إلى أنَّ سياسة الدولة تعتمد على جغرافيتها، من هنا كانت الانطلاقة من قبل المفكر اليوناني أرسطو – Aristo الذي كتب عن علاقة السياسة بالجغرافيا في مُؤلفه ”السياسية” – The Politics الذي أكد فيه أنَّ موقع اليونان الجغرافي في الإقليم المعتدل “المناخي” قد أهل الإغريق إلى السيادة العالمية على شعوب الشمال “البارد” و الجنوب “الحار”، و قد تبنى سياسته على تقسيمات بارمينيدس – Parminides للعالم إلى خمسة أقسام: إقليم شديد الحرارة و إقليمان شديدا البرودة و إقليمان معتدلان، و أكد أن الإقليم المعتدل الذي يسكنه الإغريق هو الإقليم الذي يحمل في طياته بذور القوة.

إلاّ أنَّ التطور الفعلي لعلم الجيوبوليتيك بدأ مع القران التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين مع المفكر فريديريك راتزل – Frederik Ratzel الملقب بأب الجغرافيا السياسية إذْ يُعد أول من استخدم مصطلح الجغرافيا السياسية في مُؤلفه “الجغرافيا السياسية” عام 1897، حيث آمن راتزل بأفكار داروين – Darwin في التطور البيولوجي وصاغ من خلالها نظريته في تحليل قوة الدولة، فالدولة بالنسبة له كائن حي يستمد خصائصه من جغرافيته، و بما أن الكائن الحي ينمو فيكبر فتضيق ملابسه فيضطر لتوسيعها كذلك الدولة، ستضطر إلى توسيع حدودها السياسية وزحزحتها كلما زاد عدد سكانها وتعاظمت طموحاتها.

اهميه دراسه جوسياسيه العلاقات الدوليه 

هذا وشهد علم الجيوبوليتيك إهتماماً اوروبياً لافتاً  في القرن التاسع عشر. وذالك بسبب الحروب التي نشبت بين الدول الاوروبية  إما بسبب خلافاتها على المستعمرات أو على أراضي الدول الأوربية نفسها. وذلك بحيث تذبذب علم الجيوبولوتيك بين القبول والإهمال. لغاية تعرضه لما يشبه الهجران عقب الحرب العالمية الثانية وانقسام العالم بين قطبي الرأسمالية والشيوعية فيما لوحظ انتشار استخدام تطبيقات “ الجيوسياسية “ وتداول المصطلح بصورة واسعة مع اكتساب هذا الفرع من العلوم السياسية صدارة ملفتة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وزوال الثنائية القطبية العالمية. هذه الثنائية التي كانت تكبت أهمية الجيوسياسية بسبب حالة التواطوء الضمنية التي كانت قائمة بين القطبين الاميركي والسوفياتي.

والملفت ان روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي كانت المجال الحيوي الاكثر خصوبة لاستخدامات علم الجيوبوليتيك نظراً للسعي الروسي للاستعاضة عن السوفيات باتحاد روسي يعيد روسيا القيصرية الكبرى بضم بعض الجمهوريات السوفياتية السابقة لتوسيع المجال الروسي الحيوي. في المقابل بذلت الولايات المتحدة كل مهاراتها الجيوبوليتيكية لعرقلة مشروع روسيا الكبرى. ومن هذه المهارات الاميركية اشعال الثورات الملونة في الدول المستهدفة لتحقيق المشروع. مع محاولة احتواء هذا المشروع في حال قيامه عبر احاطته بمجموعة من الدول التابعة لاميركا والمرتبطة بنفوذها على قاعدة المصالح المشتركة.



848 Views