القهوة في الجاهلية

كتابة هناء التويجري - تاريخ الكتابة: 3 أبريل, 2021 3:12
القهوة في الجاهلية


القهوة في الجاهلية، ونبذة عن القهوة، وأول استخدام لمشروب القهوة، ومعارضة القهوة، نتحدث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.

القهوة في الجاهلية

اشتقاق لفظ “القهوة” من الإقهاء لأنها تُقهي أي تكرّه عن الطعام، أو تُقعد عنه، وقد ورد في (لسان العرب) لابن منظور:
“سميت بذلك لأنها تقهي شاربها عن الطعام- أي تذهب شهوته، وفي “التهذيب” أي تشبعه.
تقهي وتقهم بمعنى واحد.
– أما قهوتنا الحديثة فهي من نقيع البن، ونشربها بكثرة بأنواعها المختلفة، حتى أن مكان صنعها وصنع الشاي إلخ، سمي في الدارجة على اسمها (قهوة) وفي الفصحى اسم مكان من الفعل (قها)= مقهى. وأخذت معظم لغات العالم الكلمة ولفظتها بلفظ قريب من اللفظ العربي.
ومع الأيام زال استخدام القهوة بمعنى الخمرة في اللغة المعاصرة.
– اكتشفت القهوة في بلاد الحبشة، وهم هناك يسمونها إلى اليوم (بونا= بُــنّ في لغتنا)، وقد رأى شاربوها أن غلي قرون البُـنّ يقدم سائلاً يخدّر قليلاً (تُـقْهي عن الطعام أي تخفف الشهية له- كما ذكر لسان العرب). ويقال- على ذمة موسوعة ويكيبديا- إن الرازي في القرن التاسع الميلادي ذكر القهوة في أحد كتبه.

نبذة عن القهوة

وهو مشروبٌ من أصل حبشي عربي نابت من شجرة نفّاذة بأنواعها المختلفة، ومصنوع من بذور محمصة، لتخرج منها النكهات والروائح المتباينة، ورغم بلد المنشأ إلا أن القهوة الآن تأتي من بلدان عديدة في هذا العالم، ليصبح المناخ الاستوائي أهم ما يُقدّم لزرعها، ويتطور بالتالي إلى ما يسمى باقتصاد البُن العالمي، وها هو الآن يحفزنا إلى الخوض في تاريخ القهوة.

أول استخدام لمشروب القهوة

هناك العديد من الروايات الأسطورية في أصل القهو، ترتبط واحدة من هذه الروايات بالصوفي اليمني نور الدين أبو الحسن علي بن عمر الشاذلي، عند سفره إلى أثيوبيا، تقول الأسطورة:
– إنه لاحظ أن الطيور تتمتع بحيوية غير عادية عند تناول التوت وتشهد نفس الحيوية، وتعزو روايات أخرى في اكتشاف القهوة إلى تلميذ الشيخ أبي الحسن الشاذلي عمر.
– وفقا للوقائع القديمة المحفوظة في مخطوطة عبد القادر عمر الذي كان معروفا بقدرته على علاج المرضى من خلال الصلاة، نُفي يوما ما من موكا إلى كهف صحراوي بالقرب من أوساب، كان عمر جائعاً فمضغ الحب من الشجيرات القريبة، لكنه وجدها مرة.
– حاول تحميص حبات البن لتحسين النكهة، لكنها أصبحت صلبة ثم حاول غليها لتليين البن مما نتج عن سائل بني اللون ذو رائحة عطرة.
– عندما شرب عمر السائل شعر بنشاط استمر لعدة أيام، كما وصلت قصص هذه “المخدرات المعجزة” موكا، وطلب من عمر العودة وأصبح قديسا.
– كان أسلاف أورومو، المجموعة العرقية الإثيوبية الحالية، أول من لاحظوا تأثير شجرة البن المحلية في زيادة الطاقة والنشاط.
– استهلكها الصيادون الرجال من قبائل الأورومو عند مغادرتهم سيرًا لمسافات طويلة لمدة أيام واستفادوا بذلك من قدرة نبات القهوة في قمع الجوع وتوفير المزيد من الطاقة.
– قد أجريت دراسات التنوع الجيني على أصناف البن العربي، التي وجد أنها ذات تنوع منخفض ولكن مع الإبقاء على بعض تَغَايُرُ الزَّيْجُوت المتبقي من المواد الموروثة، وذات صلة وثيقة بالبن القصبي والبن الليبيري (من الأنواع ثنائية الصيغة الصبغية).
– تم العثور على أدلة غير مباشرة تشير إلى المكان الذي نمت فيه القهوة في أفريقيا أو من بين السكان الأصليين قد استخدموه كمنشط أو معروف عنه في وقت سابق من القرن السابع عشر.
– يقال إن مصنع القهوة المدجنة الأصلي كان في هرر، ويعتقد أن السكان الأصليين يستمدونها من إثيوبيا من السكان القريبين متميزين في السودان وكينيا.
– «كانت القهوة تستهلك في المقام الأول في العالم الإسلامي حيث نشأت وكانت مرتبطة مباشرة بالممارسة الشعائر الدينية، على سبيل المثال ، ساعدت القهوة مستهلكيها على الصيام في النهار والبقاء مستيقظين في الليل، خلال الاحتفال الإسلامي برمضان. »
– «أصبحت القهوة مرتبطة بعيد ميلاد محمد. في الواقع، نسبت العديد من الأساطير أصول القهوة إلى محمد، الذي جلبه للناس من خلال رئيس الملائكة جبريل ليحل محل النبيذ الذي حرمه عنه الإسلام.»
– هناك رواية آخرى تتعلق بكالدي راعي الماعز الإثيوبي في القرن التاسع، الذي لاحظ آثارالنشاط على قطيعه عندما حذف قطيعه على التوت الأحمر الفاتح من بعض الشجيرات فـمضغ نفس الثمرة فدفعته البهجة إلى جلب التوت إلى راهب في دير قريب، ولكن الراهب رفض استخدامها وألقوا بها في النار فخرجت منها رائحة مثيرة تسببت في دهشة الرهبان الآخرين في المجيء للتحقيق سحقت حبوب البن المحمصة بسرعة في الجمر، ثم إلى الأرض ذوبت في الماء الساخن، مما أسفر عن أول فنجان من القهوة في العالم.
– بما أنه من غير المعروف أن هذه القصة قد ظهرت في الكتابة قبل 1671، بعد 800 سنة من المفترض أن تكون قد وقعت فمن المرجح جدا أن تكون ملفقة.

معارضة القهوة

لم يكن دخول القهوة إلى المجتمعات العربية بهذه السهولة، بل لقيت معارضة رجال الدين في اليمن ومصر ومكة المكرمة ونجد وصلت في بعض الأوقات إلى التحريم، بل إن أهل نجد كانوا يمنعون الناس العائدين من الحج من جلب حبوب القهوة من الحجاز، وظهرت هذه المعارضة لأسباب عدة، منها:
– أن لها مجالس تعقد من أجلها مدعاة للهو ومضيعة للوقت ومصدة عن الاستغفار وعبادة الله خصوصاً عند مقارنتها بمجالس الذكر.
– ارتبطت بشرب التنباك (الدخان) وبالتالي رأوا فيها ما يرون في الدخان من التحريم والكره.
– البعض من رجال الدين عدّ القهوة نوعاّ من المسكرات والمثبطات لما يرونه من الأنس في سلوك شاربها يعد غريبًا آنذاك.
– أما الآن فتعد القهوة مشروبًا مفضلًا ورائقًا يجلب الأنس، والسعادة ويعدل المزاج، حتى أنها أصبحت في وقتنا الحاضر تشرب في المساجد بعد أن كانت لدى بعض رجال الدين مكروهة وعند آخرين محرمة، بل وأدرجت هيئة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو) شهر ديسمبر من عام 2015م عادات القهوة العربية ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لما تحظى به القهوة من احترام في حياة المجتمع العربي حتى اليوم.



1095 Views