تعريف الحياة الاجتماعية

كتابة لطيفة السهلي - تاريخ الكتابة: 16 أغسطس, 2020 11:12
تعريف الحياة الاجتماعية


تعريف الحياة الاجتماعية وماهي اهم اهداف الحياة الاجتماعية كل ذلك سنتعرف عليه في هذه السطور التالية.

الاجتماعية

سمة من سمات معيشة الكائنات كما ينطبق على السكان البشر والحيوانات الأخرى، وهو يشير دائمًا إلى التفاعل بين الكائنات الحية بعضها البعض وجماعية التعايش، بغض النظر عما إذا كانوا يدركون ذلك أم لا، وبغض النظر عما إذا كان التفاعل طوعيًا أو لا طوعيًا.

الحياة الاجتماعية

يرتبط الإنسان مع الأفراد الذين حوله بعلاقات يسودها التفاعل والتعاون والحب سواء كانت علاقات أسرية أو علاقة صداقة أو علاقات عمل وما غير ذلك من العلاقات الاجتماعية المختلفة التي تفرض على الإنسان أن يختلط مع من غيره، ويقوم الناس بتقديم خدماتهم المختلفة إلى بعضهم البعض، لذا على كل منا أن يتصف بحسن الخلق، ومعاملة من حوله بلطف وصدق وأمانه وأن يكون مخلصاً في تقديم العون لهم، وأن يبتعد عن أفعال النميمة والغيبة وكل ما يؤذي به غيره، إذ أن الحياة الاجتماعية السوية لابد أن يسودها أخلاق حسنة وفاضلة، وأن يعرف كل شخص منا حدوده مع الأخر، وأن يعي جيداً مساحة الحرية المسموح له أن يتمتع بها، كل هذا ضروري من أجل تكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية السوية التي تحلو من الصراعات والنزاعات.
ومن أجل أن يستمتع الإنسان بحياته ويستطيع الوصول إلى غاياته وتحقيق طموحاته وأحلامه، فكان عليه إتباع نهج معين بالحياة وهو الاهتمام بالعديد من جوانبها، وإلا فأنه سيعرض نفسه أن يحيا حياة بائسة لا جدوى ولا فائدة منها، يقون بتقليد من حوله حتى يصبح نسخة مطابقة منهم، فتعتبر الحياة أحد سبل العيش التي شرعها المولى لعباده لذا عليه أن يستمتع بكافة الأعمال الإيجابية الموجودة بها من أجل الشعور بحب الحياة.
ويعتبر حب الحياة واحداً من أهم الأسباب التي تدفع إلى الاستمتاع بها، بعكس الثقافة السائدة بأغلب مجتمعاتنا والتي تتعمد التقليل من قيمة الحياة بعيون الإنسان، حيث أن هناك بعض الثقافات التي تصور الحياة على أنها موطن للتعب والضنك إلا أنها بالواقع هي المكان الذي يتطلب من أن نقوم فيه بالأعمال الصالحة، فالحياة هي مقدمة لنعيم أبدي، لذلك فالحياة تمتلك لكل المقومات التي تساعد الإنسان على أن يكون محباً لها، وأن يحرص على قضاء وقته بها وتقديم كل ما هو نافع ومفيد بها، وأن يحرص على استغلال الفرص بشكل أفضل بكل قوة وجهد شرط ألا يلحق بالآخرين من حوله أي ضرر.

العلاقة بين الأسرة والمجتمع

تعتبر الأسرة هو الوسلية لبناء أي مجتمع تربطة روابطة إجتماعية معينة، فتأسيس الفرد منذ صغرة علي الأخلاق الفاضلة وحسن معاملة الآخرين الأمر الذي ينعكس علي البيئة من حولنا فإذا كان الفرد محبا للحياة الإجتماعية فسوف يؤثر بالإيجاب في المجتمع.
أما إذا كانت البيئة لا يوجد بها تنشأة سليمة علي الدين الإسلامي فسوف يسبب ذلك الكثير من المشاكل في عملية التواصل مع الآخرين الأمر الذي يؤدي بالفرد إلي العزلة الإجتماعية وكذلك الإكتئاب.
كما حثنا الدين الإسلامي علي العلاقات الطيبة من خلال ود الأقارب والأحباب في جميع المناسبات كعيد الاضحي وعيد الفطرالمبارك وكذلك شهر رمضان الكريم وغيرها من المناسبات الأخري من أجل إنتشار الحب والمودة فيما بيننا مع الإبتعاد عن النفاق والمجاملات الكاذبة مع تقديم أفضل الهدايا إن أمكن الأمر الذي يزيد من حب الاشخاص لبعضهم البعض مع تقوية العلاقات بينهم.
والدليل علي أهمية العلاقة الإحتماعية في الإسلام بأن الحفاظ علي صلة الرحم وصفت كما لو كانت مرتبطة بالعرش بالإضافة إلي أنها تزيد من رزق الشخص وعمرة أيضا، كما أنة حث المسلمين علي غرسها في أطفالهم من أجل أن يعلموا مدى قوة هذة العلاقات وتأثيرها في المجتمع.
لكن مع حرصهم علي إختيار الأشخاص الملائمين لبناء العلاقات معهم الأمر الذي يستهدف خصوصباتهم وأسرارهم مع دخول منازلهم لذا التأني في الإختيار مع من يحترم ويصون هذة العلاقات الإجتماعية.

تعريف النظام الاجتماعي

اختلف علماء الاجتماع حول وضع تعريف محدد للنظم الاجتماعية ، وسوف نرى تعريف النظم الاجتماعية بالنسبة لعلماء مختلفين لعلم الاجتماع :- يرى جيلين أن النظم الاجتماعية هي الأنساق المنظمة الدائمة نسبيا للتصرف والاتجاهات والأغراض والأشياء المادية والرموز والمثل التي توجه أغلب نواحي الحياة الاجتماعية . ويرى بارنز أن النظم الاجتماعية تمثل البناء الاجتماعي والآلة التي تنظم المجتمع الإنساني وتوجه وتنفذ وجوه النشاط المتعددة التي يتطلبها تحقيق الحاجات الإنسانية . ويعرفها جينز برج بأنها (( القواعد الموضوعية والمعترف بها والتي تحكم الصلات بين أفراد الجماعة )) . ويصفها وليام أجبرن بأنها الطرق التي ينشئها وينظمها المجتمع لتحقيق حاجات إنسانية ضرورية . أما سنمر فيري أن النظام الاجتماعي يتكون من كرة وبناء، والفكر قد تكون رأيا أو خاطرا أو مبدأ أو اهتماما معينا، أما البناء فهو الأساس أو الجهاز الذي يساند الفكرة ويزودها بالوسائل التي يمكن أن تتجه بها إلى عالم الحقائق والأفعال بطريقة تخدم مصالح الإنسانية عامة . وسنمر يشير إذن إلى أن النظم تبدأ بطرق التصرف التي تصبح عادات ثم تتحول إلى قيم أخلاقية بعد أن تربط بالفلسفة التي تجعل منها ضرورة للصالح العام ، وحيث تصبح بذلك محددة ومعينة من ناحية ارتباطها بالقواعد والأفعال الموضوعة . والأجهزة التي تستخدم ،فإذا وصلت إلى هذه المرحلة يكون بناؤها قد اكتمل وأصبح النظام كاملا (الفارابي,96,1959)

الحياة الاجتماعية في الدين الإسلامي

وقدم نظم إلينا الدين الإسلامي الحنيف كافة الوسائل والطرق التي تضمن لبني الإنسان أن يحظى بحياة اجتماعية لها رونقها الجمالي المزدهر لطالما كان الشخص ملتزماً بالصفات الإسلامية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسلم فإنه سوف يحياه سليمة وممتعة مع عدم مخالفة الضوابط الإسلامية والتي تتلخص في:
حب الحياة بكل ما بها والرضا بما كتبه الله للعباد.
ملء أوقات الفراغ بالعبادات وممارسة الهوايات والأعمال التي يحبها الشخص، فهذا يدخل لقلبه السرور والبهجة ويزيد من إنجازه، على عكس من يقوم بقضاء أوقات فراغه في النوم فإن ذلك يتسبب له في عدم القدرة على الاستفادة من وقت الفراغ بالصورة المثلى.
أن يكون الشخص ذو همة عالية وأن يكون ذو طموح عال هذا يساعده على أن يستمتع بحياته بشكل أفضل، ويشعر بمعنى حياته، بخاصة لو كان الحلم مرتبط بتقديم خدمات إنسانية إلى المجتمع والبشرية.
أن يهتم الشخص بكافة النواحي الروحية، وأن يفكر بشكل أكثر جدية كي يحقق التكامل الروحي الذي يرغب في أن يشعر به.
أن يحترم الإنسان أراء غيره وعقائده وديانته، والحفاظ على الود وصلة الأرحام لأنها معلقة بعرش الرحمن، وتساعد على إطالة عمر الإنسان وتزيد من رزقه.
أن يكون الإنسان أكثر تفاعلاً مع من حوله في أحزانهم وأفراحهم، وأن يهتم ببناء العلاقات الاجتماعية القوية التي تقوم على أسس الحب والاحترام المتبادل، وأن يتجنب الكره والبغضاء، وأن يبقى الشخص محافظاً على كرامته وعليائه وسط الناس، فلا يسمح لأيهم المساس بها.
الاقتناع التام بأن الحياة أحد الأمور المهمة التي تعتبر من الهبات العظيمة التي وهبنا الله إياها، لذا فكل منا من الصعب عليه أن يتخيل نفسه بدون حياة اجتماعية بها الأحبة والأصدقاء من حوله، فالعلاقات الاجتماعية أولاً وأخيراً أحد العناصر الأساسية لرقي وازدهار المجتمعات، لذا علينا أن ننعم بهذه العلاقات وأن نسعد بها وأن نستغلها بشكل أفضل، فالتعامل مع الناس هو الكنز الأكبر.



588 Views