تفسير ظاهرة قوس القزح

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 9 مارس, 2022 3:33
تفسير ظاهرة قوس القزح


تفسير ظاهرة قوس القزح نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات المميزة مثل ما معنى قوس قزح في الإسلام ولماذا سمي قوس قزح بهذا الاسم والختام كيفية استكشاف قوس قزح تابعوا السطور القادمة.

تفسير ظاهرة قوس القزح

-عادة ما يتشكل قوس قزح بسبب الضوء الناتج عن أشعة الشمس حيث إنه ينتج عن ضوء أبيض، فعندما يمر الضوء من خلال قطرات الماء العالقة في الغلاف الجوي يحدث لها انكسار ومن ثم انعكاس، بحيث ينعكس الضوء في قطرة الماء ليرتد إلى الاتجاه المعاكس للاتجاه الذي صدر منه، وعندما ينكسر الضوء داخل قطرة الماء فإنه يسير في اتجاهات منحنية وليست مستقيمة، وفي حال حدوث قوس قزح فإن ضوء الشمس الأبيض ينكسر وينحني وعندما ينكسر ينفصل إلى مجموعة من الإشعاعات أو الأشعة ذات الألوان المختلفة وهي الألوان المكونة لضوء الشمس تبعاً لطولها الموجي، وكل شعاع من هذه الأشعة ينحني بزاوية مختلفة عن الأخرى.
-وتتدرج ألوان الأشعة بين البنفجسي والأحمر والأصفر والبرتقالي والأخضر والأزرق، وبعد أن تنكسر تنعكس عن السطح الداخلي لقطرة الماء مرة واحدة، ومن ثم تنكسر مرة أخرى عند خروجها منها ويتشكل بذلك قوس قزح، حيث تتركز الأشعة الخارجة وتتكثف مرة واحدة وتخرج من القطرة بزاوية 42 درجة مع مسار دخول الأشعة الأصلية (النقطة المقابلة للشمس)، ويكون لون القوس الداخلي لقوس قزح بنفسجي، في حين يكون لون القوس الخارجي أحمر، وقد يرى المراقب قوس قزح ثانوياً، ويمكن تفسير ذلك بأن بعض الأشعة المنكسرة تنعكس مرتين من سطح القطرة الداخلي بزاوية 51 درجة وهذا يكون قوس قزح ثانوي.

ما معنى قوس قزح في الإسلام

-قَوْس قُزَح ظاهرة جوية تَحدُث عَقِب نزول المطر، قال أهل الذِّكر” عالَمنا الذي نعيش فيه ص 29″ إنه مجموعة من انعكاسات ضوئية يتحلَّل فيها الضوء إلى ألوان الطَّيْف السبعة، تُعَبِّر عنه بعض اللغات بقَوْس في السماء، أو قَوْس في المطر،. وتَحَدَّث عنه القَزْويني المُتوفَّى سنة 682 هـ في كتابه ” عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ص 66″ بما لا يبْعُد كثيرًا عمَّا قاله المحَدِّثون. ولا يُوجد نص في القرآن ولا في حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم
ـ يتحدَّث عنه حديثًا عِلْميًا، إنَّما النصوص الواردة هي في الأمر بالنظر في ملكوت السموات والأرض، والمُراد بالنظر هو التَّدَبُّر والتَّفَكُّر، لا مجرد النظر بالبصر مع غفلة القلب وذهول العقل؛ لأن نتيجة النظر المأمور به في القرآن هي الإيمان بالله ـ سبحانه ـ لمن لا يكون مؤمنًا، وتعميق الإيمان في القلب لمن يكون مؤمنًا، قال تعالى: (أفَلَمْ يَنْظُرُوا إلَى السَّماء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا -وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ . والأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وأنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ  تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) ( سورة ق 6-8). فقَوْس قُزَح كظاهرة جوية صُنْع الله سبحانه يُرْشِد علماء الدين إلى رصْدِها وتدبُّرها ومحاولة الاستفادة منها فيما يُصْلِح المعاش والمعاد، أي في الدنيا والآخرة، ولا عِبْرَة بما يظنُّه بعض الناس مِن رَبْط هذا القوس، بأحداث ستقع، فليس فيه أكثر من ارتباطه بالمطر، والمطر له أثره في حياة الناس، إن نزل بقدر معلوم كان خيرًا وبركة، وإن كان غزيرًا كانت السيول المُدَمِّرة، والله وحده هو الذي يَمْلِك التَّصَرُّف، كما قال سبحانه (ويُنَزِّل مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَمَّنْ يَشَاءُ) (سورة النور:43) هذا، وقد ذكر النووي في كتابه “الأذكار ص 366″ أنه يُكرَه أن يُقال: قَوْس قُزَح، وأورد في ذلك حديث رواه أبو نعيم في الحلية” ” لا تقولوا قَوْس قُزَح، فإن قُزَح شيطانٌ ولكن قولوا قَوْس الله ـ عز وجل ـ فهو أمنٌ لأهِل الأرض”

لماذا سمي قوس قزح بهذا الاسم

-إن قوس القزح هو عبارة عن ظاهرة بصرية وليس له وجود مادي ملموس، ولكن كيف نراه إن كان غير موجود؟ كما نعلم أننا لا نستطيع رؤية الأشياء إلا من خلال الضوء الساقط عليها، فإذا لم يكن هنالك وجود للضوء في المكان.
-فبالتالي لا يمكننا رؤية أي شيء وإن كان موجود بالفعل، فما بالكم من تحلل ذلك الضوء ـالذي يُمكِّنُنا من رؤية الأشياءـ من خلال انكساره إلى ألوان الطيف عبر قطرات الماء!
-إن ترجمة قوس القُزح بالإنجليزية هي (Rainbow) وتلك الكلمة مشتقة من كلمة (Regnboga) القديمة؛ حيث إن (Regn) تعني (Rain) حاليًا؛ أي المطر، و(Boga) تعني (Bow) حاليًا؛ أي قوس، وهكذا المعنى المراد هو قوس المطر.
-أُطلقت هذه التسمية عليه لأنه يستلزم وجود قطرات الماء الطافية في الهواء، وهذه القطرات لا توجد بكثرة إلا بعد هطول الأمطار وسطوع الشمس وانسحاب الغيوم من السماء.
-إذن لكي تحدث تلك الظاهر البصرية التي تُدعى بـ (قوس القزح) لا بد من اجتماع ظروف مناخية محددة، ووجود زاوية رؤية محددة، وتكون تلك الزاوية بمقدار 42 درجة.

كيفية استكشاف قوس قزح

-لاستكشاف قوس قزح يجب على المراقب أن يختار المكان المناسب والوقت المناسب، ويكون احتمال رؤية قوس قزح كبيراً في نهاية اليوم، وتحديداً في المناطق التي تحدث فيها عواصف رعدية في الأيام الحارة، حيث تهطل الأمطار في وقت الظهيرة وتتفرق قطرات المطر مساءاً، ويمكن للمرء أن يستكشف قوس قزح من خلال الوقوف ليكون ظهره للشمس، ومن ثم يحدد نقطة مقابلة للشمس وعادة ما تكون هذه النقطة باتجاه ظل الرأس، ومن ثم يمسح السماء بزاوية 42 درجة تقريباً فوق النقطة المقابلة للشمس، وعند رؤية قوس قزح عند هذه الدرجة فإنه يكون قوس قزح الابتدائي.
-أما قوس قزح الثانوي فيظهر عند مسح السماء بزاوية 51 درجة عن النقطة المقابلة للشمس و9 درجات عن القوس الابتدائي، ويكون هذا القوس أقل لمعاناً وتكون ألوانه مرتبة بعكس قوس قزح الابتدائي كما ذُكر سابقاً،ويمكن القول أن الظروف اللازمة لرؤية قوس قزح هي وجود أشعة الشمس بالإضافة إلى وجود قطرات ماء عالقة في الغلاف الجوي او رذاذ، أو حتى ضباب، كما يجب أن يقف الراصد في الزاوية الصحيحة لأشعة الشمس وأن تكون الشمس خلفه، وفي حال توافر جميع هذه الأمور فإن قوس قزح سيظهر في نهاية اليوم وذلك عندما تصبح الشمس منخفضة في سماء ذلك اليوم، ويجدر الذكر أنه يمكن رؤية قوس قزح حول الشلالات أو حول خرطوم المياه مثلاً إذا توافرت الظروف المناسبة.
-ويمكن للمرء أن يشاهد أكثر من قوس قزح، حيث يمكن أن يتشكل قوس قزح مزودج أو ثلاثي أو حتى يمكن أن يكون أربعة أضعاف الأساسي إذا ما انعكست أشعة الشمس اكثر من مرة داخل قطرة الماء، ولكن أي قوس قزح آخر عدا عن الاساسي سوف يكون باهتاً وغير مشرقاً وذلك لأن الاشعة تفقد من طاقتها أثناء الانعكاس اكثر من مرة داخل قطرات الماء.



299 Views