تلوث الهواء للاطفال

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 28 أبريل, 2022 12:50
تلوث الهواء للاطفال


تلوث الهواء للاطفال وكذلك أسباب تلوث الهواء، كما سنقوم بذكر تأثير تلوث الهواء على مناخ الأرض والإنسان، وكذلك سنتحدث عن حلول تلوث الهواء، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

تلوث الهواء للاطفال

يتم تلويث بسبب حدوث عدة أمور كاحتراق الغابات وانفجار البراكين وتصاعد أبخرة المواد الكيميائية الصناعية، كما تقوم المصانع والمحطات الكهربائية والسيارات بتلويث الهواء وجعله غير نظيف بسبب إطلاق جزيئات صلبة في الهواء مثل الرماد، وبالتالي تشكل ضباب دخاني فوق المدن الكبيرة وجعل الهواء مليء بالضباب الدخاني، وهو ما يجعل الرؤية صعبة ويصيب الناس بالعديد من الأمراض؛ كالربو والسرطان، كما أن الهواء الملوث يمكن أن يؤذي الكائنات الحية الأخرى، ويتسبب بتلف في جزء من الغلاف الجوي الذي يحمي الكرة الأرضية ويسمى بطبقة الأوزون.

أسباب تلوث الهواء

1- الأسباب البشرية:
يُعدّ النشاط الإنساني وما ينتج عنه من ملوثات أكبر مسبب لتلوث الهواء هذه الأيام، فالوقود الأحفوري والمعادن الثقيلة والتي يعتمد عليها النشاط الإنساني بشكل كبير أحد أهمّ مسببات تلوث الهواء، بالإضافة إلى تراكم النفايات، واللجوء إلى الزراعة الحديثة، وغيرها من الأمور، وفيما يأتي ذِكر لأهمّ النشاطات البشرية المُسببة للتلوث، وأثرها على الهواء:
– انبعاثات الوقود الأحفوري:
يُعدّ احتراق الوقود الأحفوري كالنفط والفحم أحد أهمّ أسباب تلوث الهواء في أيامنا الحالية، إذ تعتمد محطات الطاقة، والمصانع، ومحارق النفايات، والأفران، وغيرها بشكل رئيسي على احتراق الوقود الأحفوري، كما أنّ أجهزة التكييف وغيرها من الأجهزة التي تعمل بواسطة الكهرباء تحتاج إلى حرق كمية كبيرة من الوقود، فاليوم يتسبب قطاع الصناعة في انبعاث حوالي 21% من غازات الدفيئة في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما يتسبب توليد الكهرباء في انبعاث ما نسبته 31%، وأظهرت دراسات أخرى في الولايات المتحدة عام 2013م أنّ وسائل النقل تتسبب في انبعاث أكثر من نصف كمية غاز أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين الموجودة في الهواء وما يُقارب من ربع قيمة الهيدروكربونات المنبعثة في الهواء.
وأظهر تقرير التقييم الخامس لللجنة الدولية للتغيّرات المناخية (بالإنجليزية: IPCC Fifth Assessment Report) عام 2014م، أنّ قطاع الصناعة يساهم بنسبة 21% من انبعاث الغازات الدفئية، فيما يتسبب قطاع إنتاج الكهرباء والحرارة ما نسبته 25%، أمّا النقل فيتسبب بانبعاث ما قيمته 14%.
– انبعاثات القطاع الزراعي:
تتسبب الآليات الزراعية المُستخدَمة لحراثة الأرض والحصاد والمُعتمِدة على حرق كميات من الوقود الأحفوري لتشغيلها في زيادة نسبة الملوثات في الهواء، كما تتسبب الحيوانات التي يتمّ تربيتها بأعداد كبيرة -كالمواشي- لأغراض غذائية في زيادة نسبة التلوث من خلال إطلاقها لغاز الميثان والذي يساهم في زيادة تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري.
– النفايات:
يؤدي إحراق النفايات في الأماكن المفتوحة، ووجود النفايات العضوية في مكبات النفايات إلى إطلاق كميات كبيرة من مركبات الديوكسينات (بالإنجليزية: Dioxins)، والفوران (بالإنجليزية: Furans)، والميثان (بالإنجليزية: Methane)، وجسيمات دقيقة مثل الكربون الأسود إلى الغلاف الجوي، الأمر الذي قد يزيد من تلوث الهواء في الغلاف الجوي، وبحسب بعض التقديرات فإنّ حوالي 40% من مجمل النفايات يتمّ حرقه في الهواء الطلق، وهذه المشكلة تعاني منها الدول المتحضرة والمتطورة بشكل كبير، إذ إنّ 166 دولة من أصل 193 تلجأ إلى حرق النفايات المحلية والزراعية في الهواء الطلق، لذا لا بدّ من تحسين طريقة جمع النفايات الصلبة، وفصلها، والتخلص منها؛ لتقليل الكمية التي يتمّ حرقها ودفنها لاحقاً في مكبات النفايات، أمّا النفايات العضوية، فلا بدّ من فصلها وتحويلها إلى سماد أو إلى طاقة حيوية لتحسين خصوبة التربة، وتوفير مصدر طاقة بديل، وعلى صعيد آخر يجب تقليل الأطعمة التي يتمّ التخلص منها لتحسين جودة الهواء في المدن.
– صهر المعادن:
تؤدي بعض الصناعات إلى إنتاج أنواع خاصة من الملوثات الضارة بالهواء، ومن هذه الصناعات عملية صهر المعادن، والتي تُعدّ أحد أهمّ القطاعات المسببة لإنتاج ملوثات الهواء كمعدن الرصاص، كما أنّ صناعة بعض أنواع الوقود للطائرات والتي يدخل فيها عنصر الرصاص تساهم أيضاً في زيادة تلوث الهواء بهذا العنصر.
2- الأسباب الطبيعية:
– الأنشطة البركانية:
وينتج عنها عدد من الغازات السامة مثل الكبريت، والكلور، وبعض الجسيمات مثل جزيئات الرماد، ولكن هذا النوع من مسببات التلوث يظل محصوراً في المنطقة التي تشهد نشاطاً بركانياً.
– الرياح وتيارات الهواء:
وتلعب دوراً مهماً في نقل الملوثات من اليابسة إلى مساحات شاسعة.
– حرائق الغابات:
وينتج عنها أول أكسيد الكربون وبعض الجسيمات الدقيقة الملوِّثة للهواء، والتي تحتوي بعض الملوثات العضوية مثل: الهيدروكربونات الأروماتية متعددة الحلقات (PAHs)، وعلى الرغم من أنّ هذه الحرائق قد تؤثرعلى مناطق مهمة، إلّا أنّها تظل محصورة ويُمكن احتواؤها.
– عمليات التحلل الميكروبي:
يقصد بها العمليات التي تقوم بها الكائنات الحية الدقيقة (Microorganisms) الموجودة في أيّ بيئة والمسؤولة عن عملية التحلل الطبيعي للكائنات الحية والملوثات البيئية، الأمر الذي ينتج عنه إطلاق بعض الغازات مثل غاز الميثان.
– التحلل الإشعاعي:
وتتمثّل في تحلل القشرة الأرضية بفعل عمليات التحلل الطبيعية، وينتج عنها غاز الرادون (Radon) والذي يتجمع في الأماكن المغقلة خصوصاً في تسوية المباني.
– زيادة درجات الحرارة:
والذي يسبب زيادة في كمية الملوثات المتطايرة من التربة والمياه الملوثة إلى الهواء.

تأثير تلوث الهواء على مناخ الأرض والإنسان

1- تأثير تلوث الهواء على مناخ الأرض:
يؤثر تلوث الهواء على وصول ضوء الشمس إلى الأرض فالهواء المليء بالغبار والملوث يقوم بعكس ضوء الشمس بينما يمتص البعض الآخر هذا الضوء، وتعتمد هذه العملية على لون الجسم، ويتسبب التلوث بزيادة مشكلة الاحتباس الحراري؛ فالهواء الملوث يحتوي على كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يؤدي إلى إتلاف طبقة الأوزون التي تحمي البشر من تأثير أشعة الشمس الضارة، بالإضافة إلى أن المناطق التي يكون هواؤها ملوثاً، قد يهطل فيها نوع من أنواع المطر الذي يقوم بتدمير الغابات والأسماك، ويسمى (المطر الحمضي)، والذي يحدث بسبب اختلاط الغازات الضارة بالهواء مثل ثاني أكسيد الكبريت.
2- تأثير تلوث الهواء على صحة الإنسان:
يعتبر الهواء الملوث مضراً لصحة الإنسان بشكل كبير؛ فهو يتسبب في إصابة الناس بالمرض، وخاصةً بأمراض الجهاز التنفسي، ويجعل التلوث التنفس صعبًا، ويسبب أمراضاً خطيرةً للإنسان؛ مثل سرطان الرئة، والتهابات الجهاز التنفسي، وأمراض القلب، وغيرها، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن التلوث الهوائي يتسبب بموت 2.4 مليون شخص كل عام، كما يمكن أن يكون تلوث الهواء خطيرًا بشكل خاص على الأطفال الذين يعيشون في المدن الكبيرة ذات الضباب الدخاني السيئ.

حلول تلوث الهواء

1- تشجيع مشاريع البحث التي تمولها الحكومة:
حيثُ يتم ذلك لتطوير طرق النقل الكهربائية الصديقة للبيئة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، فمثلاً في عام 2010م استخدم الأمريكيون حوالي 1,454 مليار لتر من النفط يومياً لعملية النقل وحدها، وبما أنّ اللتر الواحد ينتج ما يعادل 2.2 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون فإنّه ينطلق في الغلاف الجوي ما يقارب من 3.3 ترليون كيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون في اليوم، وتساعد عملية تحويل طرق النقل إلى المركبات الكهربائية بشكل كبير على القضاء على إنتاج هذه الغازات الملوثة للهواء.
2- تعزيز تطوير مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة والصديقة للبيئة:
يُعدّ الهدف من ذلك هو الابتعاد عن استخدام الوقود الأحفوري، وتقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون، مثل الاستفادة من طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الحرارية الجوفية.
3- تطبيق نظام ائتمان الكربون على ملوثات الغلاف الجوي:
حيثُ أن تطبيق هذا النظام قد يسمح بإطلاق كمية محددة من انبعاث غاز أول أكسيد الكربون، وأكسيد الكبريت، وأكسيد النيتروجين، وغاز الميثان، وغيرها من الغازات الضارة الأخرى، ومحاولة تقليلها كل عام، ويحدد النظام مجموعة من العقوبات القاسية التي تطبق على المخالفين.
4- استبدال مصابيح (LED) بالمصابيح المتوهجة والفلورية:
تٌعرف مصابيح LED بأنّها أكثر كفاءة بنسبة 50% من المصابيح الفلورية، وأكثر كفاءة بمقدار 90% من المصابيح المتوجهة، كمّا أنَّ جدوى إضاءة LED قد تكون واعدة حيثُ إنَّها قد توفر على الأشخاص المال من خلال زيادة كفاءة الاضاءة.
5- طلب سن قوانين وفرض لوائح صارمة من الدول:
حيثُ يتطلب في هذه اللوائح استخدام أجهزة غسل الغاز (بالإنجليزية: Scrubbers) في جميع المنشآت الصناعية التي تطلق ملوثات الهواء؛ ففي عام 1977م سُن قانون الهواء النظيف، وقامت فقط 44% من المداخن المنتجة لأكسيد الكبريت بتركيب هذه الأجهزة، وبدأت 37% من المداخن المنتجة لأكاسيد النيتروجين باستخدام هذه الأجهزة، لكن ذلك لم يكن كافياً، حيث أدّى عدم تنفيذ القوانين إلى استمرار إنتاج ملوثات الهواء، ويجب على الجهات الحكومية الالتزام بتطبيق المبادئ التوجيهية التي وضعتها للحصول على نتائج أفضل، ويشير تقدير وكالة حماية البيئة عام 2011م إلى أنّ تركيب أجهزة غسل الغاز يحمي ما يقارب 17,000 شخص سنوياً في الولايات المتحدة من الوفاة المرتبطة بالجهاز التنفسي.



184 Views