حدود الصداقة في الإسلام

كتابة تغريد العجمي - تاريخ الكتابة: 29 أكتوبر, 2020 6:07
حدود الصداقة في الإسلام


حدود الصداقة في الإسلام نتعرف عليها معا من خلال هذا المقال مع توضيح أهم صفات الصديق الحقيقي والفوائد الهامة للصداقة في حياة كل منا.

حدود الصداقة في الإسلام

الصداقة لها مواصفاتها و حدودها و أن الصديق لا بُدَّ و أن يتحلى بمواصفات رئيسية تؤهله لأن يكون جديراً بالمصادقة معه، فقد روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنَّهُ قال: “لَا تَكُونُ‏ الصَّدَاقَةُ إِلَّا بِحُدُودِهَا فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ هَذِهِ الْحُدُودُ أَوْ شَيْ‏ءٌ مِنْهَا فَانْسُبْهُ إِلَى الصَّدَاقَةِ وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْ‏ءٌ مِنْهَا فَلَا تَنْسُبْهُ إِلَى شَيْ‏ءٍ مِنَ الصَّدَاقَةِ:
-فَأَوَّلُهَا: أَنْ تَكُونَ سَرِيرَتُهُ وَ عَلَانِيَتُهُ لَكَ وَاحِدَةً.
-وَ الثَّانِي: أَنْ يَرَى زَيْنَكَ زَيْنَهُ وَ شَيْنَكَ شَيْنَهُ.
-وَ الثَّالِثَةُ: أَنْ لَا تُغَيِّرَهُ عَلَيْكَ وِلَايَةٌ وَ لَا مَالٌ.
-وَ الرَّابِعَةُ: أَنْ لَا يَمْنَعَكَ شَيْئاً تَنَالُهُ مَقْدُرَتُهُ.
-وَ الْخَامِسَةُ، وَ هِيَ تَجْمَعُ هَذِهِ الْخِصَالَ: أَنْ لَا يُسْلِمَكَ عِنْدَ النَّكَبَاتِ”

خصائص الصداقة في الإسلام

الارتباط بالعقيدة والخلق القويم:
الصداقة في الإسلام ترتبط بالعقيدة والخلق القويم، فلا خير في الصديق والصاحب العاصي؛ لأنه يضر المسلم ولا ينفعه، وتكون صحبته فتنةً له في دينه ودنياه، لذلك حذر النبي الكريم من جليس السوء، وحث على ملازمة الجليس الصالح، قال عليه الصلاة والسلام: (إنَّما مثلُ الجليسِ الصَّالحِ والجليسِ السُّوءِ، كحاملِ المِسكِ ونافخِ الكيرِ. فحاملُ المسكِ، إمَّا أن يُحذِيَك، وإمَّا أن تَبتاعَ منه، وإمَّا أن تجِدَ منه ريحًا طيِّبةً. ونافخُ الكيرِ، إمَّا أن يحرِقَ ثيابَك، وإمَّا أن تجِدَ ريحًا خبيثةً) [صحيح مسلم]. ذُكر في القرآن الكريم لذلك الصنف من الأخلاء الذي يكون بينهم الصداقة والمحبة في الدنيا، ثم يكونون يوم الآخرة أعداء لبعضهم، حيث يتبرأ كل واحد من الآخر لأنهم لم يرتبطوا بصداقتهم برابطة الدين والعقيدة والقيم النبيلة، قال تعالى على لسان الكافرين: (يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا) [الفرقان: 28].
الإعانة على الطاعة:
الصديق الصالح في الإسلام نعمةٌ من الله على عباده، ذلك أن الصديق الصالح يحث صاحبه على الخير، والالتزام بمنهج الله وشريعته، ولذلك توجب على المسلم أن ينظر ويتحرى عن الصديق الصالح الذي ينفعه في الدنيا والآخرة.
الصديق مرآة صديقه:
الصديق في الإسلام هو مرآة صديقه، فإذا كان الرجل ملتزماً بشريعة ربه، وسنة نبيه، حريصاً على التحلي بالأخلاق الحسنة في تعامله مع الناس، وجدت صديقه يشابهه في تلك الصفات والأحوال، ذلك أن ما يجمع الخلان والأصدقاء من القواسم المشتركة يجعلهما يحملان بعضهما البعض على ما يقوي صداقتها دائماً من الالتزام بالمنهج والأسلوب الواحد في الحيا

أسس اختيار الصديق الصالح

– أن يكون الصديق شخص لا يلهث وراء مصالحه فقط أو أناني الطبع ، حيث أن ذلك النوع من الأصدقاء من الطبيعي أن يكون ساعياً وراء مصالحه هو و بالتالي لن يهتم بمشاكل أو هموم صديقه .
– البعد عن ذلك كثير الكلام والذي دائماً ما يكون طبعه كثرة الكلام ، حيث أن يخطأ ذات مرة و يبيح بأحد أسرار صديقه إلى الآخرين علي سبيل الخطأ .
– يجب أن تتوفر في الصديق عدة صفات أساسية ومنها الصدق و الأمانة والمودة والحب و التدين وتفضيل صديقه عن نفسه وحتى الاستماع إلى صديقه وتوجيهم دائماً على الصواب.
– يجب عندما يقوم الإنسان باختيار صديقه ذلك الصديق ذات الروح الشديدة الإيجابية وحبه للحياة ، وأن يبتعد عن ذلك النوع من الأصدقاء الممتلئين بالروح السلبية ، و البعيدة عن التفاؤل والأمل لأنه مع مرور الوقت سوف يؤثر في صديقه بتلك الصفات السلبية و الروح التشاؤمية غير البناءة .
– عمل الكثير من أنواع الاختبارات الشخصية البسيطة للصديق ، حيث يجب أن تكون علاقة الصداقة مبينة على الثقة بأن هذا الصديق هو أفضل الأشخاص الموثوق بهم ، حيث إذا مر الإنسان بمحنة ما ولم يجد من صديقه الثبات والوقوف معه فيها فإن ذلك الصديق لا يصلح للصداقة من الأساس ، حيث أن في أي من أنواع الأزمات ، لم يجد الصديق صديقه واقف إلى جواره و سيلقى نفسه وحيداً ولذا فلا داعي لتلك الصداقة .
– وجود تشابه بين الإنسان المرجو صداقته وصفات الشخص نفسه أي صفاته الشخصية بحيث تتلاءم الشخصيتان من خلال صفاتهم الشخصية ومبادئهم ورؤيتهم الشخصية للأشياء بقدر الإمكان حتى تكون لديهم القدرة على التشارك في الأعمال وفي مسئوليات الحياة المختلفة مع وجود قدر كبير بينهم من المودة و المحبة والإخلاص والوفاء و التألف الشخصي وأن يكونان طرفي علاقة الصداقة بعيدون بقدر كبير عن مواطن الاختلاف أو الكراهية أو التباغض أو الغيرة مثال الشخص الخير و الذي يميل إلى أن يكون صديق متوافر به هذه الصفة حتى يتجانسان و يتشاركان مع بعضهما البعض .
– يجب أن يتوافر في الصديق العقلانية ، حيث يكون هو الملجأ المناسب عند وقوع مشاكل فيلجأ إليه صديقه لحلها وأن يتوافر به عامل الصراحة ، حيث يعتبر الصديق هو مرأة صديقه التي تكشف عيوبه ومميزاته ، ويقوم على توفير الحماية لصديقه من التعثر أو الخطأ ، حيث قد يزيد ذلك الصديق غير الحكيم أو العقلاني من تلك المشاكل التي يوقع به صديقه أو حتى يزيد من وتيرتها نتيجة نصائحه الخاطئة له أو رؤيته غير السليمة لها .
– توافر صفة التدين في الصديق من أكثر العوامل أهمية ، حيث أن الشخص غير المتدين من الطبيعي أن يكون سيئ الخلق والصفات السلبية ولن يكون من أجل الدوافع التي تدفع صاحبه إلى الخلق السليم والالتزام الديني .

مفهوم الصداقة

الصداقة هي علاقة اجتماعيّة تكون ما بين فردين أو أكثر قائمة على المحبّة والمودّة المتبادلة، حيث إنّ الصداقة شيء مهمّ في الحياة؛ فأي إنسان يحتاج إلى أصدقاء يبادلونهم الأحاسيس والمشاعر بهدف التعاون وتوفير المؤانسة، والسير في الحياة باستقامة وفضيلة وتبادل الإرشاد والنصائح الإيجابيّة وترك المنكر والنهي عنه والأمر بالمعروف واتباعه، كما أنّ نجاح الصداقة الحقيقيّة واستمرارها يعتمد على الصدق، حيث اهتم الدين الإسلامي بالصداقة وذُكرت بالقرآن الكريم في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [سورة الحجرات:13].



884 Views