فضل ختم القرآن في رمضان

كتابة سالي - تاريخ الكتابة: 20 مارس, 2024 1:54
فضل ختم القرآن في رمضان


فضل ختم القرآن في رمضان كما نقدم فضل ختم القرآن في استجابة الدعاء وأسرار ختم القران وفضل ختم القرآن ابن باز وفوائد ختم القران في ثلاث ايام كل ذلك في هذا المقال.

فضل ختم القرآن في رمضان

<yoastmark class=

يستحب للمسلم أن يكثر من قراءة القرآن في رمضان ويحرص على ختمه ، لكن لا يجب ذلك عليه ، بمعنى أنه إن لم يختم القرآن فلا يأثم ، لكنه فوت على نفسه أجوراً كثيرة .

والدليل على ذلك : ما رواه البخاري (4614) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : ( أن جبريل كان يعْرضُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً ، فَعرضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فيه )

قال ابن الأثير في “الجامع في غريب الحديث” (4/64) :

” أي كان يدارسه جميع ما نزل من القرآن ” انتهى .

وقد كان من هدي السلف رضوان الله عليهم ، الحرص على ختم القرآن في رمضان ، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم .

فعن إبراهيم النخعي قال : كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين . “السير” (4/51) .

وكان قتادة يختم القرآن في سبع ، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة . “السير” (5/276) .

وعن مجاهد أنه كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلة . “التبيان” للنووي (ص/74) وقال : إسناده صحيح .

وعن مجاهد قال : كان علي الأزدي يختم القرآن في رمضان كل ليلة . “تهذيب الكمال” (2/983) .

وقال الربيع بن سليمان : كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين ختمة . “السير” (10/36) .

وقال القاسم ابن الحافظ ابن عساكر : كان أبي مواظباً على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن ، يختم كل جمعة ، ويختم في رمضان كل يوم . “السير” (20/562) .

قال النووي رحمه الله معلقاً على مسألة قدر ختمات القرآن :

” والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص ، فمن كان يظهر له بدقيق الفكر ، لطائف ومعارف ، فليقتصر على قدر يحصل له كمال فهم ما يقرؤه ، وكذا من كان مشغولا بنشر العلم ، أو غيره من مهمات الدين ، ومصالح المسلمين العامة ، فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له .

وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة ” انتهى .

“التبيان” (ص76) .

ومع هذا الاستحباب والتأكيد على قراءة القرآن وختمه في رمضان ، يبقى ذلك في دائرة المستحبات ، وليس من الضروريات الواجبات التي يأثم المسلم بتركها .

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل يجب على الصائم ختم القرآن في رمضان ؟

فأجاب :

” ختم القرآن في رمضان للصائم ليس بأمر واجب ، ولكن ينبغي للإنسان في رمضان أن يكثر من قراءة القرآن ، كما كان ذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد كان عليه الصلاة والسلام يدارسه جبريل القرآن كل رمضان ” انتهى .

فضل ختم القرآن ابن باز

فضل ختم القرآن ابن باز
فضل ختم القرآن ابن باز

يُستفاد منها المدارسة، وأنه يُستحب للمؤمن أن يُدارس القرآن مَن يُفيده وينفعه؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام دارس جبرائيل للاستفادة؛ لأن جبرائيل هو الذي يأتي من عند الله جل وعلا وهو السفير بين الله والرسل، فجبرائيل لا بد أن يُفيد النبي ﷺ أشياء من جهة الله  من جهة إقامة حروف القرآن، ومن جهة معانيه التي أرادها الله، فإذا دارس الإنسانُ مَن يُعينه على فهم القرآن ومَن يُعينه على إقامة ألفاظه فهذا مطلوب، كما دارس النبي ﷺ جبرائيل.
وليس المقصود أن جبرائيل أفضل من النبي عليه الصلاة والسلام لكن جبرائيل هو الرسول الذي أتى من عند الله، فيبلغ الرسول عليه الصلاة والسلام ما أمره الله به من جهة القرآن، ومن جهة ألفاظه، ومن جهة معانيه، فالرسول عليه الصلاة والسلام يستفيد من جبرائيل من هذه الحيثية، لا أن جبرائيل أفضل منه عليه الصلاة والسلام بل هو أفضل البشر، وأفضل من الملائكة عليه الصلاة والسلام لكن المدارسة فيها خير كثير للنبي ﷺ وللأمة؛ لأنها مدارسة لما يأتي به من عند الله، وليستفيد مما يأتي به من عند الله .
وفيه فائدة أخرى: وهي أن المدارسة في الليل أفضل من النهار؛ لأن هذه المدارسة كانت في الليل، ومعلوم أن الليل أقرب إلى اجتماع القلب وحضوره والاستفادة أكثر من المدارسة نهارًا.
وفيه أيضًا من الفوائد: شرعية المدارسة، وأنها عمل صالح، حتى ولو في غير رمضان؛ لأن فيها فائدة لكلٍّ منهما، ولو كانوا أكثر من اثنين فلا بأس، يستفيد كل منهم من أخيه ويُشجعه على القراءة ويُنشطه، فقد يكون لا ينشط إذا جلس وحده، لكن إذا كان معه زميل له يُدارسه أو زملاء كان ذلك أشجع له، وأنشط له، مع عظم الفائدة فيما يحصل بينهم من المذاكرة والمطالعة فيما قد يُشكل عليهم، كل ذلك فيه خير كثير.
ويمكن أن يفهم من ذلك أن قراءة القرآن كاملةً من الإمام على الجماعة في رمضان نوع من هذه المدارسة؛ لأن في هذا إفادة لهم عن جميع القرآن، ولهذا كان الإمام أحمد رحمه الله يُحب ممن يؤمُّهم أن يختم بهم القرآن، وهذا من جنس عمل السلف في محبة سماع القرآن كله، ولكن ليس هذا موجبًا لأن يعجل ولا يتأنَّى في قراءته، ولا يتحرَّى الخشوع والطمأنينة، بل تحري هذه الأمور أولى من مراعاة الختمة

فوائد ختم القران في ثلاث ايام

فوائد ختم القران في ثلاث ايام
فوائد ختم القران في ثلاث ايام

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فمن ختم القرآن الكريم تلاوة فله بكل حرف منه حسنة. روى الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف؛ بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف.

فضل ختم القران في يوم واحد

فضل ختم القران في يوم واحد
فضل ختم القران في يوم واحد

قراءة كتاب الله تعالى من العبادات الجليلة في الإسلام ، وكيف لا تكون كذلك والمقروء هو كلام الله تعالى ؟! ومع هذا الشرف الذي يحصل لقارئ القرآن فقد وعد الله تعالى القارئ بالثواب الجزيل في الدنيا والآخرة ، ومن ذلك أنه يكون له هدى وشفاء ، وأن له بكل حرف عشر حسنات ، وأن القرآن يكون له شفيعاً يوم القيامة ، وغير ذلك من الثواب والأجور .
ولهذا رأينا الصحابة الأجلاء والتابعين الفضلاء ومن تبعهم من سلف هذه الأمة يحرصون على قراءة كتاب ربهم تبارك تعالى ، ويجعلون لأنفسهم وِرداً منه كل يوم .
ومع حرصهم على قراءة كتاب ربهم فقد التزموا القدْر الذي لا يتجاوزون به الشرع ، ولا يقعون بسببه في مخالفة للهدي النبوي ، ولذا كان الأكثر على ختم القرآن كل سبعة أيام ، ومن وجد قوة فلا يختم في أقل من ثلاث ، إلا في أحوال معينة يأتي ذِكرها .
وقد التزم أكثر السلف الختم على سبع اتباعاً لوصية النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص .
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي شَهْرٍ ) قُلْتُ : إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً … حَتَّى قَالَ ( فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ ) .
رواه البخاري ( 4767 ) ومسلم ( 1159 ) .
ولم يختموا في أقل من ثلاث لتنفير النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك .
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ ) .
رواه الترمذي ( 2949 ) وأبو داود ( 1390 ) وابن ماجه ( 1347 ) وصححه الألباني في ” صحيح ابن ماجه ” .
وهو الذي فهمه الصحابة الأجلاء من الهدي النبوي ، وتبعهم على ذلك أئمة علم وهدى .
1. فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ” اقرؤوا القرآن في سبع ، ولا تقرؤوه في أقل من ثلاث ” .
رواه سعيد بن منصور في ” سننه ” بإسناد صحيح كما قاله الحافظ ابن حجر في ” فتح الباري ” ( 9 / 78 ) .
2. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث .
رواه أبو عبَيد في ” فضائل القرآن ” ( ص 89 ) وصححه ابن كثير في ” فضائل القرآن ” له ( ص 254 ) .
3. قال ابن كثير – رحمه الله – :
وقد كره غير واحد من السلف قراءة القرآن في أقلِّ من ثلاثٍ ، كما هو مذهبُ أبي عبيد ، وإسحاق بن راهويه ، وغيرهما من الخلف أيضاً .
” فضائل القرآن ” ( ص 254 ) .
ومع عدم فقه من قرأ في أقل من ثلاث فإنه لا يستفيد – كذلك – معاني سامية عالية يستفيدها من قرأ القرآن بتدبر وطمأنينة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
قراءة القرآن على الوجه المأمور به : تورث القلب الإيمان العظيم ، وتزيده يقينا وطمأنينة وشفاء .
” مجموع الفتاوى ” ( 7 / 283 ) .
ثانياً:
ما يُذكر في بعض كتب أهل العلم من ختمة بعضهم للقرآن أربعاً في النهار وأربعاً في الليل : ينظر في أمر ثبوته عمن روي عنه ، لبعد وقوع ذلك جدا ؛ إذ الوقت لا يستوعب هذا أصلاً . ومثله ما يُزعم من أن بعضهم ختم القرآن بين المغرب والعشاء ! وغير ذلك مما لا يمكن تصديقه حتى مع السرعة في القراءة .
وأما قراءة القرآن – كاملاً – في يوم واحد : فممكنة واقعاً ، بل قد فعلها بعض الأئمة – كما روي عنهم – في ركعة واحدة .
قال النووي – رحمه الله – :
وأما الذين ختموا القرآن في ركعة : فلا يُحصون ؛ لكثرتهم ، فمنهم : عثمان بن عفان ، وتميم الداري ، وسعيد بن جبير .
” الأذكار ” ( ص 102 ) .

ولكن هل من فعل ذلك يكون مهتدياً بسنَّة النبي صلى الله عليه وسلم أو يكون فَعَل ما يجوز له شرعاً ؟!
والجواب : أما من جعل ذلك ديدناً له ومنهجاً في حياته : فلا شك أنه يقع في مخالفة للشرع ، ولا يكون فعله ذلك إلا مع تفريط بواجبات شرعية عليه – كالصلاة وتربية أولاده وصلة رحِمه وعِشرة أهله بالمعروف – أو تفريط في عمل يرتزق به .
وأما من فعل ذلك أحياناً بقصد مراجعة حفظه ، أو استثماراً لزمان فاضل – كشهر رمضان – ، أو بسبب أنه معتكف في مسجد ، أو لأنه منقطع للعبادة في فترة محددة في مكة – مثلاً – : فلا يكون بذلك مخالفاً للشرع ، وعلى هذه الأعذار يُحمل ما روي عن بعض الأئمة من ختمهم للقرآن مرتين في اليوم أو مرة في اليوم ، لا أن ذلك كان منهجاً لهم في حياتهم .
قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله – :
وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً ، وفي رمضان في كل ثلاث ، وفي العشر الأواخر كل ليلة ، وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة ، وعن أبي حنيفة نحوه .
… .
وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك ، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصاً الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر ، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً للزمان والمكان ، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة ، وعليه يدل عمل غيرهم كما سبق ذكره .
” لطائف المعارف ” ( ص 171 ) .

أحاديث عن فضل ختم القرآن

روي عن حضرة النبيﷺ :-

مَنْ ختَمَ القُرآنَ أوَّلَ النهار صلَّتْ عليه الملائكة حتى يُمسِيَ ومن ختمه آخر النهار صلَّتْ عليه الملائكة حتى يُصبِحَ

رَوَاهُ أَبُو داود.

قال عبد الله بن المبارك:-

يُسَنُّ ختمه فِي الشتاء أول الليل وفي الصيف أول النهار وذكره أَبُو داود لأحمد فكأنه أعجبه ويجمع أهله عند ختمه ويدعو.

وروي عن حضرة النبيﷺ

من قرأ حرفًا من كتاب اللهِ فله به حسنة، والحسنةُ بعشر أمثالها لا اقول (الـم) حرف ولكن (ألفٌ) حرف و(لامٌ) حرف و(ميمٌ) حرف

(أخرجه الترمذي عن عبد الله بن مسعود والبيهقي في الشعب)

وروي عن حضرة النبيﷺ

من قرأ القرآن وتعلَّم وعمل به أُلبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولان بم كسينا هذا فيقال بأخذ ولدكما القرآن

{ رواه الحاكم وعن بريدة رضي الله عنه } . وقال الإمام الغزالي في الاحياء :-

[[ قال الطرسوسي سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل  يقول  سمعت أبي ( الإمام أحمد بن حنبل) يقول رأيت رب العزة عز وجل في النوم فقلت يا رب ما أفضل ما تقرب المتقربون به إليك ؟

فقال تلاوة كلامي يا أحمد فقلت  يا رب بفهم أو بغير فهم قال بفهم وبغير فهم .]]



11 Views