فوائد العمل وأثرها على المجتمع

كتابة لطيفة السهلي - تاريخ الكتابة: 10 يونيو, 2020 9:29
فوائد العمل وأثرها على المجتمع


فوائد العمل وأثرها على المجتمع وماهو مفهوم العمل الصحيح وكيفية تحقيق اهداف العمل بكل سهولة من خلال هذه السطور.

العمل

يمكن تعريف العمل بمصطلحات عديدة ولكن الاقرب هو الجهدُ الذي يقوم به الإنسان بوعيه، والذي يبتغي منه إنتاج السّلع والخدمات لتلبية احتياجاته، ولذا فإنّه يُمكن الحُكم على جهدٍ ما بأنّه عمل إذا كان يصدر من إنسانٍ واعٍ. كما يمكنُ أن يُعرَّفُ العمل بأنّه مجموعة من الواجبات والمسؤوليّات تستلزم شروطاً مُعيّنةً في عاملها، وتتوافق مع ماهيّتها ونوعها، وتحقّق الأهداف المَرجوّة من إيجادها. العملُ منذُ بدء الخليقة قد عُرف بأنّه شرطٌ أساسيّ للاستقرار وتحقيق الحاجات للاستمرار في هذه الحياة، وكغيره من الأمور فإنّه بالطّبع يتطوّر بتطوّر التّكنولوجيا، ويزداد بازدياد الحاجات والمسؤوليّات النّاتجة من تزايد النّاس وحاجاتهم.

فوائد العمل في حياة الانسان

1- تطور المعرفة: تعتمد على زيادة الخبرة في مجال العمل؛ وخصوصاً لدى الأفراد المُبتدئين، ممّا يُساعدهم على فهم كافّة الصّفات والمهارات المطلوبة منهم.
2- التطوّر الشخصيّ: من الفوائد التي تُساعد في تنمية المسار الوظيفيّ الخاصّ بالإنسان؛ إذ يُساعد التطوّر الشخصيّ في الوصول إلى القدرة على تحقيق الكفاءة ضمن العمل.
3- من فوائد العمل تعزيز فهم تطبيقات العمل: وخصوصاً تلك المُرتبطة في مُقابلات التّوظيف، ممّا يُساهم في توجيه طاقة الإنسان لتحقيق النّجاح في بيئة العمل.
4- المساعدة في بناء الشخصيّة، والاندماج مع المُجتمع، وتأسيس علاقات مع الأفراد الآخرين.
5- مُساهمة العمل في الحصول على المال من أجل تحقيق المصالح الشخصيّة للإنسان.
6- من فوائد العمل تحقيق العديد من الفوائد لصحة الإنسان البدنيّة والعقليّة؛ إذ يُساعد على التقليل من خطر المُعاناة من العجز مع مرور الوقت.
7- من فوائد العمل التقليل من التأثيرات السلبيّة النّاتجة عن البطالة في المُجتمع.

العمل في القرآن الكريم والاحاديث

دين الإسلام حثنا على العمل فقد قال سبحانه ،و تعالى في كتابة العزيز بسم الله الرحمن الرحيم ” وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ،و المؤمنون ” صدق الله العظيم ،و دعانا رسول الله صلى اله عليه وسلم إلى العمل ،و نتذكر معا حديثه الشريف ” “ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإنّ نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ،و في حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

اثر العمل على الفرد والمجتمع

للعمل اثر كبير على حياة الفرد فهو الذي يساعد الشخص على تلبية رغباته في الحياة اليومية فلا تخلو اي حضارة كانت من العمل هو ركن اساسي من اركان اقامة الدولة فلا يمكن ان تقام و تتقدم دولة دون العمل و بذل جهد ما فالعمل يطلق عليه كل نشاط بشري مقابله تعب او جهد من اجل تحقيق هدف ما فالشخص دوما يسعى للعمل من أجل اهداف خاصة مادية كانت او معنوية فالمادية من اجل التمتع بحياة كريمة و معنوية من اجل تقدير النفس فالعمل يربي الشخص المسلم على الاخلاق الحميدة و الجد و المثابرة و هذا من شأنه يعود بالفائدة على المجتمع ما يساهم بتطوره و ازدهاره

العمل منهج حياة

إنّ النّاظر في سيرة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في تربية أصحابه وتعليمه لهم يجدُ أنّ إتقان العمل والإحسان فيه هو من أكثر ما حرص الرّسول عليه الصّلاة والسّلام على غرسه في قلوبهم وحثّهم عليه، ولأجل هذا، فقد بيَّن عليه الصلّاة والسّلام في الحديث أن خُلُقَ إتقان العمل هو ممّا يُحبّه الله ويرضاه، فقد قال: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)
ويعني أنّ الله يُحبّ أن يكون العمل على صورته المُتقَنة والحسنة والجميلة. ويُلاحظ أنّ كلمة (عمل) تشمل جميع الأعمال، سواءً أكانت أعمالاً دنيويّةً أم أعمالاً تعبُّديّةً، بل إنّ الأعمال الدنيويّة من المُمكن أن تصبح أعمالاً عباديّةً إذا تم تأديتُها بإتقان وإحسان وكان القصد منها مرضاة الله.

اثر العمل على النمو الاقتصادي

يعتبر العمل من اهم اركان النمو الاقتصادي في اي دول كانت فمن خلاله تنتعش الدولة على المستوى الاقتصادي فكل شخص في المجتمع يقدم الفائدة للدولة هذا يساهم بشكل كبير في تطور اقتصاد الدولة من خلال اقامة الافراد المشاريع و المؤسسات الخاصة و الحكومية من اجل كسب مادي و هذا ما يطلق على مفهوم العمل

اثر العمل على تطوير مهارات شخصية

يسعى الانسان دوما للعمل من اجل تحقيق اهداف معنوية او مادية هذا من شأنه يجعل الشخص اكثر وعياً بمتطورات العصر الحديث و ينمي عدد كبير من المهارات الشخصية مثل الذكاء او التفكير فالكثير من المعاملات تحتاج تدخل سليم في الاقتصاد و العمل و هذا ينمى كم كبير من المهارات في الشخص.

واقع العمل في المجتمع

إنّ المُجتمع يلزمه الكثير من التّغيرات في مفاهيم العمل والإنتاج وأهميّتهما، ويحتاج كذلك إلى نشر الوعي فيما يخصّ إتقان العمل والإحسان فيه، ومن المُؤسف أن تكون ثقافة الكسب السّريع والربح المُريح، واللامبالاة بالوقت وقيمته، واندثار الإحساس بالمسؤوليّة المُجتمعيّة، والغش هي السّائدة في المُجتمع على حساب الإتقان والإحسان ومخافة الله في كل الأمر، وهذا بالطّبع قد صاحبه تأثيرٌ كبير على مُؤسّسات التّربية والتّعليم، وعلى الإنتاج، والمُؤسّسات الحكوميّة، وعلى حياة الأفراد جميعاً.

أهميّة العمل في حياتنا

العمل هو ما يَبني الحضارات والأمم، وهو أساسُ نهضتها وتطورّها، ولأهميّة العمل فقد حثّ عليه الإسلام في القرآن الكريم، كما في قوله عزوجل: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)، وفي السُنّة النبويّة الشّريفة، كما في قوله عليه الصلاة والسلام: (ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإنّ نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده).
العمل الشّريف هو المصدر الذي يكسب منه الإنسان رزقه ورزق عائلته ليُلبّي حاجته، ويحفظ كرامته، ويُغنيه عن النّاس ومدّ يد الحاجة لهم، فيعيشُ بعيداً عن ضنك الفقر. كما أنّ العمل يُطهّر النّفس من شرّ البطالة وشرّ الحسد والحقد، إذ يُلبّي المرء حاجاته ولا يتطلّع إلى ما بين أيدي النّاس، ممّا يجعل الأمّة قويّةً فيما بينها دون ضغائن.
وقد فضّل الله جلّ وجلّ المُؤمن القويّ على المُؤمن الضّعيف، فقد قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: (المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضّعيف). العمل ضرورة لتقوية الأبدان من أجل تدريبها على التحمّل والصّبر، ومُجابهة الأعداء، وتحمّل شدائد الدّهر.
العمل رياضة للفكر والجسم، وشغل للنّفس عن البطالة واللّهو، وإبعادها عن الخمول.
يُقلّل العمل نسبة البطالة بين أفراد المُجتمع، وعليه تقلّ الدّيون، وتقلّ نسبة الجريمة، ونسبة إدمان المُخدّرات، كما أنّه يُؤدّي إلى الاكتفاء الذاتيّ من الإنتاج وتقليل الاستيراد من الخارج، فتقوى الأمّة ولا يتمّ التحكّم في قراراتها وسياساتها. الفرد الذي يعمل بجدّ وإتقان ليكسب قوّته يُجزيه الله تعالى بالأجر والثّواب، فالعمل أيضاً عبادة يُؤجَر عليها المُسلم، حيث قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام-: (إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).
العمل يُسببّ السّعادة للإنسان، فمن استطاع توفير قوت عائلته سيطمئنّ ويهدأ، ويشعر بالسّعادة التي لن تأتيه إذا ظلّ مُحتاراً يمدّ يده للنّاس. فالإنسان يسعد بعمله ويشقى كذلك بعمله، وهو من يُحدّد شعوره إمّا سلباً أو إيجاباً، وقد قال الخليفة عمر بن عبد العزيز: (اللّيل والنّهار يعملان فيك، فاعمل فيهما، بل إن الله سبحانه وتعالى أقسم بالعصر الذي هو مُطلق الزّمن).فحجمك أيها الإنسان عند الله بحجم عملك، قال تعالى: (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا).



499 Views