قصص قبل النوم حورية البحر

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 5 فبراير, 2022 7:15
قصص قبل النوم حورية البحر


قصص قبل النوم حورية البحر وكذلك سنقوم بذكر قصة الحورية الصغيرة، كما سنتحدث عن قصة الأميرات السبعة، وكذلك سنطرح قصص قبل النوم للبنات لقصة: سارة وصندوق الأمنيات:، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

قصص قبل النوم حورية البحر

ذات يوم في قديم الزمان كان هناك حورية تعيش في بحر بعيد من البحار الكبيرة، كانت هذه الحورية من الأعلى تشبه النساء من البشر، ولكن جسمها من الأسفل هو جسم سمكة، وهذه الحورية يمكنها أن تعيش تحت الماء وتسكن تحت الماء، ويمكنها أيضًا أن تعيش خارج الماء، وكان لهذه الحورية بيتٌ في البحر تسكن فيه مع صديقاتها السمكات الصغيرة، وكان لهذه الحورية الجميلة قصة غريبة جدًا. كانت هذه الحورية فيما مضى فتاة جميلة وكانت أميرةً لمملكة بعيدة، وكان والدها ملكًا قويًّا وعطوفًا ويحب رعيته، ولكن ذات يوم جاءت ساحرة إلى المملكة التي يحكمها الملك القوي، وقالت له: عليك أيها الملك أن تعطيني ابنتك أريد أن أجعلها مساعدتي في العمل، ولكن الملك رفض هذا الطلب، وأمر الجنود أن يطردوها خارج المملكة، ولكن هذه الساحرة الشريرة استعملت سحرها وحولت الفتاة إلى حورية تعيش في البحر، وقالت إنّها لن تعود إلى شكلها الطبيعي إلا بعد مرور سنوات كثيرة، ولا يمكن حل عقدة ذلك السحر. منذ ذلك الوقت تعيش الحورية في البحر من دون أبيها وأمها، وذات يوم مرّ بجانبها مركب فيه شاب طيب، كان هذا الشاب الطيب يعمل بصيد السمك، وفي ذلك اليوم رمى شباكه وإذا به يصطاد الحورية، فخرجت الحورية من الماء وطلبت منه أن يتركها مقابل أن تساعده، فتركها الصياد وغابت عنه قليلًا ثم عادت وهي تحمل معها الكثير من الجواهر والأحجار الكريمة وأعطتها للصياد الطيب، فمن شدة فرحه ظنّ أنه علاء الدين وقد عثر على المصباح السحري.
عاد الصياد إلى أهله ومعه هذه الجواهر، وذهب إلى تاجر الجواهر الذي في السوق ليبيعه الجواهر التي أخذها من الحورية، فعندما فتح الكيس أمام التاجر فإنّه شكّ في أمره، وقال له: من أين أتيت بهذه الجواهر؟ فقال الصياد: لقد عثرت عليها في البحر داخل جرة وأنا أصيد اليوم، ولكن هذه الإجابة لم تُقنع التاجر ولم يصدقها، فقرّر أن يراقب الصياد ليعلم من أين أتى بتلك الجواهر، فعاد الصياد إلى بيته حاملًا معه الكثير من النقود والكثير من الطعام له ولزوجته وأطفاله.
في اليوم التّالي، ذهب الصياد إلى البحر ليصطاد، وهناك جاءته الحورية، فسألته عن حاله، فشكرها كثيرًا لأنها أعطته الجواهر التي اشترى بها الطعام لأطفاله وأسرته، فقالت له الحورية: هذا لأنك رجل طيب، ولو كنت غير ذلك لما أعطيتك إلا ما تستحق، وهنا شاهد التاجر الصياد وسمع الحوار بينهما، فقرر أن يصطاد الحورية ليرغمها على أن تحضر له الكثير من الجواهر.
في اليوم التالي ذهب التاجر إلى البحر ونادى على الحورية: أيتها الحورية، فسمعت صوته وجاءت، قالت: ماذا تريد أيها الرجل، قال: أريد منك أن تعطيني جواهر كما أعطيت الصياد، فقالت له: الصياد فقير أما أنت فلست فقيرًا، وهنا جن حنون التاجر، فألقى الشبك على الحورية وأمسكها وأخذها معه إلى بيته، وهناك أراد أن يهددها وقال لها: هذه العشبة جئت بها من البحر، وإن لم تقبلي بأن تعطيني الجواهر فساطعمك منها وهي عشبة سامة، فرفضت الحورية وجاء التاجر بالعشبة وأطعمها للحورية من دون رضاها، ولكن حدث ما لم يكن التاجر يتوقعه.
عادت الحورية إلى شكلها الطبيعي وصارت فتاة جميلة، وحكَت للتاجر قصتها، فندم على فعلته تلك أشد الندم، ووعدها بأنّه لن يؤذيها، وحتى يكفر عن خطئه فإنّه قد رافقها إلى مملكة والدها، وهناك أكرمه والدها وأعطاه الكثير الكثير من الذهب والجواهر، وعيّنه أميرًا في بلاده، وأما الصياد المسكين فقد أرسلت الأميرة في طلبه وحكَت له ما حدث معها ومع التاجر وكيف عادت صبية جميلة، وقرر والدها الملك أن يجعله قائد الأسطول البحري للمملكة.
العبرة من هذه القصة هي أن النية الطيبة وحب الناس ومساعدتهم بلا مقابل سترفع الإنسان درجات عالية، وسيأتيه من الخير أكثر مما كان يتمنى.

قصة الحورية الصغيرة

يحكى انه بعيدا فى احدى المحيطات حيث المياه الزرقاء الجميلة كانت تعيش اميرة جميلة تسمى بالأميرة سارة، وكانت الأميرة سارة جميلة جدا فهى تشبه حورية البحر حيث ان تلك الأميرة الجميلة كانت اجمل من الأميرات الأخريات، وكانت تعيش الأميرة سارة فى مكان جميل تحت البحر حيث يوجد فى قاع البحر الرمال الصفراء والزهور وكانت تنمو النباتات المدهشة وأيضا كانت توجد الأسماك الملونة الكبيرة والصغيرة وكانت القلعة التى يعيش بها الملك والد الأميرة سارة مبني جدرانها من المرجان أما سقف القلعة فكان يقفل ويفتح مثل المرجان تماما ليتدفق منه الماء فكان يتميز بمظهر جميل جدا حيث كانت القلعة تتميز بوجود اللؤلؤ فى كل مكان لتصبح القلعة متألقة وجميلة.
وكان للأميرة سارة خمسة أخوات وهم اكبر سنا منها يعيشون جميعا فى القلعة مع والدهم، يلعبون جميعا فى قاعة القلعة الكبيرة طوال اليوم، ودائما كانت نوافذ القلعة مفتوحة و الاسماك تسبح فى القلعة ليتناولوا بقايا الطعام.
وعلى الرغم من ان سارة كانت تحب عائلتها والعالم الازرق السلمى التى تعيش به لكنها كانت تتشوق لرؤية السماء والقمر ولو ليوم واحد فقط وكانت تتلهف ان ترى البشر فقد سمعت الكثير من القصص حولهم.
فقال الملك للأميرة سارة : عندما تبلغين من العمر خمسة عشر سنة سوف أذن لكى بالسباحة للخروج من البحر والجلوس على صخرة حتى ترى ضوء القمر وفى تلك الوقت ربما تشاهدين البشر من خلال السفن التى تعبر فى البحر.
كانت الأميرة سارة تنتظر ان يصبح سنها خمسة عشر عام بفارغ الصبر حيث ان كل اخواتها هم اكبر منها فى السن واصبحت رحلاتهم الى العالم السطحى، وكان اخواتها عندما يعودون من رحلاتهم يحكوا للأميرة سارة عن عجائب ما رأوه فوق سطح البحر من الأمواج التى تتلاطم على الصخور ودفء أشعة الشمس وأصوات طيور النورس فى الهواء الطلق حيث كانت تلك الحكايات تحكيها الاخت الثالثة للاميرة سارة وكانت تلك الحكايات من افضل ما تستمع اليه الاميرة سارة فقد قالت تلك الاخت للاميرة سارة عن ما رأته فى احدى الايام حيث انها سبحت حتى وصلت الى نهر واسع ورأت على ضفاف النهر التلال الخضراء حيث القصور والقلاع المصنوعة من الفضة والتى تحيطها الاشجار وقالت الأخت الثالثة للاميرة سارة أنها سمعت زقزقة الطيور وشعرت بدفء اشعة الشمس التى تسطع فى السماء وايضا قابلت الاخت الثالثة للأميرة سارة مجموعة من الأطفال يلعبون فى الماء لكنها هربت منهم بمجرد ان رأوها وشاهدت ايضا حيوانات لها اربعة ارجل وذيل فخافت منها وهرعت الى منزلها فى قاع البحر.
وردت الاميرة سارة على اختها بعدما انتهت من قصتها قائلة :اننى لا أنسي ابدا الغابة الجميلة و التلال الخضراء والاطفال الصغار وهم يلعبون فى المياه ويستطيعون السباحة فى مياه البحر دون ان يكون لهم ذيل مثلنا.
وفى العام التالى بلغت سارة من العمر خمسة عشر عام فقال لها والدها: حسنا الآن قد بلغت من العمر ما يكفى ليمكن ان تقومى بزيارة الى سطح البحر لكن عليك توخى الحذر لانى احبك كثيرا وأخاف عليكي جدا، احتضنت سارة والدها وقالت له وداعا ثم سبحت فى المياه حتى وصلت على سطح المياه وكان ذلك الوقت هو وقت غروب الشمس فرفعت الأميرة سارة رأسها على سطح البحر فرأت لون البحر قرمزى وذهبى وذلك من خلال الضوء الشمس عند غروبها، وكانت توجد سفينة كبيرة ترسو على مياه البحر فى هدوء تام وكانت عليها مجموعة من البحارة الذين أضاؤوا الفوانيس عندما جاء الظلام لتوهج منها أنوار واضاءات مختلفة جميلة فى الليل.
سبحت الأميرة سارة حورية البحر بالقرب من نوافذ السفينة بين الحين والآخر لكى تنظر على البحارة الموجودين على السفينة وبالفعل رأت الأميرة سارة من زجاج النافذة الأشخاص الموجودين بالسفينة وكان من بين تلك الأشخاص أمير شاب وسيم جدا عينيه لونها بنى كبيرة وكان عمره ستة عشر عاما وكان هذا الأمير الوسيم يحتفل بعيد ميلاده، فكان البحارة يرقصون ويغنون على سطح السفينة وعندما جاء الأمير وسطهم، اطلقوا بعض الصواريخ بالهواء ليجعل السماء المظلمة كلها أنوار جميلة فاندهشت الأميرة سارة لما رأته لدرجت انها نزلت تحت الماء وعندما رفعت رأسها مجددا شعرت بان كل نجوم السماء تتساقط من حولها فقالت فى نفسها أنها لم ترى مثل ذلك من قبل، وقام الأمير الوسيم بمصافحة كل من كانوا على السفينة وكانت أصوات الموسيقى عالية والضوء كثيف وفى لحظة هبت رياح عاصفة عند السفينة، فصرخت الأميرة سارة “انتبه”.
ولكن لا احد يسمعها لان الموسيقى صوتها عالى وفجأة جاءت موجة عالية حطمت السفينة فرأت الأميرة سارة الأمير الوسيم قد اصطدم رأسه بالحواجز الحديدية الموجودة على سطح السفينة فسقط فى أعماق البحر، أسرعت الأميرة سارة الى اسفل المياه لكى تنقذ الأمير الوسيم وتمكنت بالفعل الأميرة سارة من الوصول للأمير الشاب وكانت عيناه مغلقتين فقالت الأميرة سارة فى نفسها انه قد توفى.
ومع طلوع الفجر توقفت العاصفة واستطاعت الأميرة سارة سحب الأمير على الشاطئ بقوة شديدة ثم عندما وصلت به الى غنت له بلطف حتى ارتفعت الشمس فى أعلي السماء وجاءت أشعة الشمس على جبين الأمير الوسيم وفى هذا الوقت كانت توجد فتاة تمر على الشاطئ فاختبأت الأميرة سارة بسرعة حتى لا تراها تلك الفتاة، وعندما اقتربت الفتاة من الأمير الوسيم فتح عينيه ورأى الفتاة فاعتقد انها سبب فى نجاته فهمس لها وقال شكرا جزيلا على انقاذك لى لكن الفتاة أجابته قائلة: ليس انا من انقذك ولكنى سعيدة للغاية على أنني وجدتك فقد كانت المملكة كلها تبحث عنك الليلة الماضية !
عادت سارة الى والدها وهى حزينة حيث قالت انها اصبحت حزينة اكثر من اى وقت مضى فسألها أخواتها عما رأته فى أول زيارة لها فوق سطح البحر فلم تستطيع ان تحكى لهم ما رأته من كثرة حزنها وجلست بغرفتها حزينة لمدة ثلاث أيام وفى صباح اليوم الثالث استيقظت الأميرة وهى قد اتخذت قرار بالعودة لترى الأمير الوسيم ولكنها عرفت ان والدها لم يسمح لها بالعودة الى العالم البشرى مرة اخرى ولكن كان املها الوحيد فى زيارة تقوم بها الى ساحرة المحيط .
وبالفعل ذهبت اليها فابتسمت الساحرة قليلا عندما رأت الأميرة سارة حيث أنها تعلم من خلال سحرها الطلب الذى أتت من اجله الأميرة سارة فاعطت الساحرة للأميرة سارة زجاجة بها سائل اسود يجعل الأمير الوسيم يحبها ويجعلها تكون زوجته.
أخذت الأميرة سارة الزجاجة بعناية شديدة وذهبت الى الشاطئ وشربت جرعة من ذلك السائل الاسود فوقعت على الشاطئ مغشى عليها وكان فى تلك اللحظة الأمير الوسيم يمر من الشاطئ فوجد الأميرة سارة ملقاة على الأرض فشعر بان حلمه سيتحقق حيث انه كان يحلم بوجود أميرة من البحر ثم تسأل الأمير الوسيم من انت وكيف أتيت الى هنا ؟ لم تستطيع الأميرة سارة أن ترد عليه لان صوتها العذب قد ذهب بشرب السائل الاسود ولكنها ابتسمت فى وجهه، اخذ الأمير الوسيم الأميرة سارة الى القصر الذى يعيش به وكان لطيف جدا معها.
وبعد فترة من الزمن أدركت الأميرة سارة أنها لا يمكن ان تصبح زوجة لتلك الأمير وشعرت بالوحدة على الرغم من سعادتها بانها كسبت صديق جيد هو الأمير الوسيم وعلمت الأميرة سارة بان بمجرد زواج الأمير الوسيم من فتاة أحلامه سوف تموت فقررت ان تعود مرة أخرى الى العالم التى تعيش به وهو عالم البحار بعيدا عن البشر.
وقررت ان تعيش حياتها العادية مع اهلها واصدقائها الذين يشبهونها وان تبتعد عن التفكير في خيالات لا يمكن ان تتحقق ابدا، وبعد قرارها هذا أصبحت الأميرة سارة اكثر سعادة لانها أصبحت تعيش واقعها الجميل المناسب لها.

قصة الأميرات السبعة

يُحكى في قديم الزمان أنّ مدينة جميلة حكمتْها سبع أميرات، وكُنَّ يسكنَّ في قصر شامخٍ عالٍ وكلّ واحدة تتمتّع بجمالٍ أخَّاذٍ قلَّ نظيره، وفي أحد الأيَّام قدمت ساحرةٌ شريرةٌ إلى المنطقة واختطفت الأميرات السبعة، ووضعت كلّ أميرة في قلعةٍ وحدَها، وكلّ قلعة كانت على جبل مختلف وكل جبل في مدينة، واختفى كل أثر يمكن من خلاله الوصول إلى أيّ أميرة منهنّ وقد حزن أهل المدينة أشد حزنٍ على ذلك؛ لأنّهم كانوا ينعمون بالأمن والرخاء في ظلّ حُكمهم، ولكن شاء القدر غير ذلك.
وحاول أهل القرية البحث عن الأميرات وإعادتهنّ إلى حكم المدينة ومُحاولة الخوض في غمار المخاطر علَّهم يتوصّلون إلى أماكنهم، ولكن ما من أملٍ بات يُرجى في هذه القضية، فالأميرات لم يُخلّفن وراءهنّ أيّ دليلٍ يُوصل لأماكنهنّ، وذهبت الأيام وتلتها الأعوام وما من خبرٍ يُسمع عنهن، فاتّفق سبعة فرسان من أهل القرية ألَّا ييأسوا في قضية اختفاء الأميرات، وعليهم أن يتتبّعوا الحقيقة حتى ولو طال الزمان، واتّفقوا على الذهاب إلى البحث عنهنَّ في أعالي الجبال وكان ذلك.
وبعد طول بحث في الجبال المُحيطة للمدينة تمكّن الأمراء من العُثور على أوّل أميرة في إحدى القلاع الشاهقة على رأس جبل مرتفع، وقد كانت القلعة باردة مُظلمة لا إنس فيها وجان، ولا صوت فيها ولا حياة، ووجدوا الأميرة في حالٍ يُرثى لها فأشفقوا عليها كثيرًا وعاودوا البحث عن الباقي من جديد، واستطاعوا بعد طول بحث من العثور على أميرةٍ تلو الأخرى حتى أنقذوا ستّ أميرات، ولكن لم يجدوا قلعة سابعة مُوحشة غير تلك القلاع! لمَّا ساروا جميعًا في طريق العودة يائسين من قدرتهم على إيجاد الأميرة السابعة، سمع أحد الفرسان صوت قيثارة هادئٍ جميل فقال أحد الفرسان: لا بُدَّ لنا من تتبُّع ذلك الصوت الذي يأتي من بعيد، تبع الفرسان ذلك الصوت إذا بالأميرة جالسة على أحد شرفات القصر، والقصر يتلألأ بالورود والألوان فقال لها فارس من الفرسان: سيّدتي كيف استطعت أن تتجاوزي ما عجزت عنه الأميرات الست؟ قالت له الأميرة: لقد ملأتُ وقتي بما هو مفيد أيُّها الفارس الشهم، فقال لها: وكيف؟ فقالت له: لقد دخلت إلى هذا القصر وهو موحش ومظلم، ولكن في إحدى الغرف وجدت مكتبة ضخمة، فصرت أقرأ الكتب وأسافر في خيالي، ولم أعد أشعر بالملل، فانعكس جمال ما بداخلي على القصر فأصبح مشرقًا نيّرًا، قال لها الفارس: يا لكِ من أميرة رائعة يا مولاتي. تكمُن العبرة في قصّة الأميرات السبعة في أنَّه يجب على الإنسان ألّا يستسلم أبدًا لظروفه السيّئة، بل لا بدَّ له من أن يتأقلم مع حياته الجديدة مهما كانت ويجعل منها جنةً مهما كانت جحيمًا، فالأميرة لمَّا يئست من واقعها داوتْ ذلك اليأس بالقراءة التي تُوقظ عقل المرء وتفتّحه على عوالم أخرى غير التي يقطن فيها.

قصص قبل النوم للبنات قصة: سارة وصندوق الأمنيات:

سارة طفلة في السَّابعة من عمرها تحبّ والديها وجدّتها كثيرًا ولمَّا جاء عيد ميلادها أهدتها جدتها صندوقًا صغيرًا يحمل زخرفات جميلة لونه أحمر وزخرفته باللون الذهبي، وقالت الجدة لسارة: اسمعي يا سارة هذا الصندوق قد ورثته عن أمي وأنا أحبه كثيرًا وعليك الاعتناء به، فرحت سارة بالهدية كثيرًا خاصَّةً أنَّه صندوق قديم ولا بدَّ أن تكتشف سره الذي جعل منه متوارثًا في العائلة.
في أحد الأيَّام كانت سارة تشعر بالملل الشديد وتذكرت فجأة صندوق جدتها فقال في نفسها: لا بدَّ لي أن أكتشف سرّ ذلك الصندوق العجيب، حملت سارة الصندوق وبدأت تقلبه يمنة ويسرة وقالت: كم أتمنى الآن أن أذهب لألعب مع النجوم وهي بيضاء لامعة تشبه الجواهر المنثورة على سجادة ملكية، وفجأة لم تر إلا وجاءت غيمة من السماء حملتها وطارت بها بعيدًا حتى صارت ترى بيتها مثل حبة من العدس في غابة كبيرة، بدأت الغيمة تعلو وتعلو حتى اختفى بيت سارة عن الأنظار تمامًا.
لمَّا كانت سارة مشغولة في النظر إلى بيتها وأين صار مكانه تطلّعت فرأت النجوم من حولها وهي تبتسم وتلوّح لها من كل مكان، والجميع يقول أهلًا يا سارة طاب مساؤك يا سارة كم اشتقنا لك يا سارة، وظلّت الغيمة تطير وتطير حتَّى وصلت إلى القمر، كان القمر فضيًّا جميلًا مستديرًا وكأنَّه السيد على الفضاء كله، وكانت النجوم تدور من حوله ولا تجرؤ كثيرًا على الوقوف بجانبه لأن ضوءه سيطغى على ضوئها وسترى صغيرةً كثيرًا.
تركت الغيمة سارة ولكن يا للمفاجأة! فسارة لم تقع بل استطاعت أن تسبح بين النجوم وتنتقل من هذه إلى هذه وتقفز عليهم جميعهم، وهي تُطلق الضحكات العالية وتقول: “هيه هيه لقد تحققت أمنيتي أنا الآن بين النجوم”، وصارت النجمات تحكي الحكايات المشوقة لسارة، فيروون لها ما يُشاهدونه كلّ يومٍ من النَّاس، وكيف يذهب الفلاح إلى عمله في الصباح الباكر، وكيف يركض الدجاج طول النهار والبقرات ما حالها مع المزارع والكثير الكثير من الحكايات.
كانت سارة سعيدة جدًّا بتلك الحكايات التي تسمعها وفجأة سمعت صوت والدتها تقول لها: هيَّا يا سارة لقد تأخرت عن المدرسة، فتحت سارة عيناها وعلمت أنَّ ذلك كله كان محض خيال، وأنَّه لا وجود لصندوق أمنيات على الأرض ولكن هي حكايات يتناقلها النَّاس على الدوام بغرض التسلية والمتعة وأخذ العبرة والفائدة. العبرة المستفادة من هذه القصة أنَّه لا يجب على الإنسان دائمًا أن يُسلّم لكلّ ما يسمعه، بل عليه أن يُفكر في الكلام دائمًا ويعلم أنَّ مكان الخوارق في الخيال فقط وليس له وجود على الواقع.



572 Views