كم المدة التي قضاها المسلمون في حفر الخندق

كتابة امينة مصطفى - تاريخ الكتابة: 2 أكتوبر, 2021 12:47
كم المدة التي قضاها المسلمون في حفر الخندق


كم المدة التي قضاها المسلمون في حفر الخندق نتعرف على إجابة من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم أحداث غزوة الخندق وشهداء غزوة الخندق كل هذا وأكثر تجدونه في ذلك الموضوع والختام سبب تسمية غزوة الخندق بغزوة الأحزاب.

كم المدة التي قضاها المسلمون في حفر الخندق

غزوة الخندق (وتُسمى أيضاً غزوة الأحزاب) هي غزوة وقعت في شهر شوال من العام الخامس من الهجرة (الموافق مارس 627م) بين المسلمين بقيادة الرسول محمد، والأحزاب الذين هم مجموعة من القبائل العربية المختلفة التي اجتمعت لغزو المدينة المنورة والقضاء على المسلمين والدولة الإسلامية.وفي أثناء حفر الخندق اعترضت الصحابة صخرة لم يستطيعوا تحطيمها، فضربها الرَّسول صلى الله عليه وسلم ثلاث ضربات فتفتّتت، وقال إثر الضربة الأولى: (اللهُ أكبرُ أُعْطِيتُ مَفاتيحَ الشامِ، واللهِ إني لَأُبْصِرُ قصورَها الحُمْرَ الساعةَ، ثم ضرب الثانيةَ فقطع الثلُثَ الآخَرَ فقال: اللهُ أكبرُ، أُعْطِيتُ مفاتيحَ فارسٍ، واللهِ إني لَأُبْصِرُ قصرَ المدائنِ أبيضَ، ثم ضرب الثالثةَ وقال: بسمِ اللهِ، فقطع بَقِيَّةَ الحَجَرِ فقال: اللهُ أكبرُ أُعْطِيتُ مَفاتيحَ اليَمَنِ، واللهِ إني لَأُبْصِرُ أبوابَ صنعاءَ من مكاني هذا الساعةَ) [إسناده حسن]، واختلفت الرِّوايات في تحديد مدَّة حفر الخندق؛ فمنهم من قال إنَّه استغرق ستَّة أيَّام، ومنهم من قال إنَّه استغرق أربعة وعشرين يوماً.

أحداث غزوة الخندق

-بدأت أحداثُ غزوة الخندق بِخُروج الأحزاب بجميع قبائلها، وكُلُّ قبيلةٍ مع قائِدها، فلمّا سمع النّبي -عليه الصلاة والسلام- بذلك، أمر الصحابة الكرام بِحفر الخندق الذي أشار به سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- حول المدينة؛ اتّباعاً لطريقة الفُرس في الحرب، وهي حفر الخنادق، ولم تكن معروفةً عند العرب، وكان الخندق من جهة الشَّمال للمدينة؛ كونها المنطقة الوحيدة المكشوفة للأعداء، حيث إنّ الجِهات الأُخرى مُحاطةٌ بالبساتين الكثيفة والجبال، واشتغل النبي -عليه الصلاة والسلام- معهم في الحفر، ولكنّ المُنافقين كانوا يتباطؤون في العمل، ويذهبون لبيوتهم من غير إذن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وخطَّ لكلِّ مجموعةٍ خطَّاً -أي جزءاً معيناً- لِيُقسّم حفر الخندق بين الصحابة الكرام، وخلال الحفر اعترض الصحابة الكرام صخرةٌ كبيرةٌ، ولم يقدروا على تحطيمها، فنادوا النبي -عليه الصلاة والسلام-، فحمل المِعول وقال بسم الله، فحطّمها وكان يكبّر، وبشّرهم بفتح الشّام، وفارس، واليمن، وكانوا يستمرّون في الحفر خلال النّهار، ويذهبون إلى بيوتهم للراحة ليلاً، واستمرّ الحفر شهراً كاملاً، وبعد الانتهاء عسْكر الصحابةُ فيه.
-وخلال فترة الحفر كان حُييّ بن أخطب يقوم بإقناع بني قُريظة بنقض عهدهم مع النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ ليستطيعوا من خلالهم الدُخول للمدينة وقتْل من فيها من المُسلمين، فرفض سيّدُهم كعب بن أسد القرظيّ في البداية، ولكنه بعد ذلك وافق على نقض العهد، مما جعل الحصارَ والبلاء شديداً على المُسلمين، فلمّا جاء المُشركون تفاجؤوا بوجود الخندق، فاقتحمه بعضُهم، كعمرو بن وُدٍّ، فقتله عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
-وذهب أحد اليهود للحصن في المدينة الذي يوجد فيه الأطفالُ والنّساء؛ وذلك ليقتُلهم، فقامت إليه صفيّة بنتُ عبد المُطلب فقتلته، واستمرَّ القِتالُ عند الخندق إلى الليل، وفاتت الصلاة على المُسلمين من الظُهر وحتى العِشاء، فأمر النبي -عليه الصلاة والسلام- بلالاً أن يؤذن للصلاة، فصلى كُلِ جَماعةٍ لِوَحدِها، وجاء نُعَيم بن مسعود -رضي الله عنه- إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، فأخبره أنه أسلم خِفيةً عن قومه، فقال له النبيّ أن يُخذّل عنهم ويحميهم، فالحرب خدعة، فأثار نعيم الفتنة بين بني قُريظة وقُريشٍ وغَطَفان.

شهداء غزوة الخندق

استمرت غزوة الخندق والحصار مضروب، فما مضت أسابيع ثلاثة على ذلك الحصار حتى دب القنوط والتخاذل في صفوف المهاجمين، على حين بقيت جبهةُ المسلمين سليمةً لم تثلم، ومع كثرة الأحزاب وتحرشاتهم ومناوشاتهم المستمرة طيلة تلك المدة إلا أنه لم يقتل من المسلمين إلا عدد قليل وهم:
1-سفيان بن عوف الأسلمي، فقد رُوي أن الرسولَ محمداً بعث سليطاً وسفيانَ بن عوف الأسلمي طليعةً يوم الأحزاب، فخرجا حتى إذا كانا بالبيداء التفت عليهم خيل لأبي سفيان، فقاتلا حتى قُتلا، فأُتيَ بهما إلى الرسولِ محمدٍ فدُفنا في قبر واحد، فهما الشهيدان القرينان.
2-أنس بن أوس بن عتيك الأوسي، رماه خالد بن الوليد بسهم فقتله.
3-عبد الله بن سهل الأشهلي الأوسي.
4-سعد بن معاذ الأشهلي الأوسي، سيد الأوس وحامل لوائهم يوم الخندق. رماه حبان بن العرقة بسهم فمات به بعد شهر، وهو حبان بن أبي قيس العامري القرشي.
5-طفيل بن النعمان السلمي الخزرجي، قتله وحشي بن حرب.
6-كعب بن زيد النجاري الخزرجي، قتله ضرار بن الخطاب الفهري القرشي، ويُقال أن الذي أصابه هو أمية بن ربيعة بن صخر الدؤلي الكناني.
سليط
7-ثعلبة بن عنمة السلمي الخزرجي.
8-سنان بن صيفي السلمي الخزرجي.

سبب تسمية غزوة الخندق بغزوة الأحزاب

يعود سبب تسمية غزوة الخندق بهذا الاسم نسبةً للخندق الذي حفره المسلمون استعداداً لِمواجهة الأعداء الذين توجّهوا لقتالهم في السنة الخامسة من الهجرة، حيث تمكّن اليهود من حشد العديد من الطوائف في جيشٍ عظيمٍ لِمحاربة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على أمل منهم في القضاء عليه، لِاعتقادهم أنّ اجتماع معاديه وتكاتفهم على قتاله يُحقّق لهم ذلك، فأخذوا بتحريض قريش على قتال المسلمين وتأليبها عليهم، فسرعان ما استجابت لهم، لا سيما وأنّها قد رجعت من غزوة أحد تجرّ أذيال الخيبة لِعجزها عن هزيمة المسلمين في المدينة المنورة، فقد انتشر الإسلام فيها وقد تبع قريش عددا من قبائل العرب؛ منها قبيلتَي تهامة وكنانة بقيادة أبي سفيان، وعددهم حينئذ أربعة آلاف، ومعهم ثلاثمئة فرسٍ وألف وخمسمئة بعيرٍ، وبني سُليم بقيادة سفيان بن عبد شمس وعددهم سبعمئة، وبني أسد بقيادة طليحة بن خويلد وقد خرج اليهود نحو قبائل غطفان بقصد تحريضهم على المشاركة في الحرب ضد المسلمين، فاستجاب لهم عددٌ من القبائل؛ منها قبيلة بني فزارة بقيادة عُيينة بن حصن وعددهم ألف، وبني مرة بقيادة الحارث بن عوف وعددهم أربعمئة، وبني أشجع بقيادة مسعر بن زُخيلة وعددهم أربعمئة، فهذه هي الأحزاب المُؤلّفة من قريش ومن تبعها من مشركي قبائل العرب، واليهود ممّن يَقطُن في المدينة كبني قريظة، أو خارجها كيهود خيبر، بالإضافة إلى المنافقين، وقد اتّحدت لِقتال المسلمين، فسارت إليهم بنحو عشرة آلاف مقاتلٍ تقريباً، فكان ذلك سبباً في تسمية غزوة الخندق بغزوة الأحزاب.



571 Views