كيف يجمع النحل العسل

كتابة هناء التويجري - تاريخ الكتابة: 29 مارس, 2021 6:27
كيف يجمع النحل العسل


كيف يجمع النحل العسل، وطريقة إنتاج العسل بواسطة النحل، وحقائق حول العسل والنحل، ونبذة عن تاريخ نحل العسل، نتحدث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.

كيف يجمع النحل العسل

– في أحسن حالاتها، تنتج خلية النحل الواحدة أكثر من خمسين كيلو من العسل سنويًّا، ويتطلب هذا جهدًا مضنيًا من النحلات العاملات. يأتِي العسل من رحيق الأزهار، لكن صورته الأولى ليست هي التي يصل بها إلينا.
– عندما تجد النحلة مصدرًا جيدًا للغذاء، تُقحم رأسها فيه مُستخدمةً لسانها لسحب الرحيق بالتدريج إلى معدتها المخصصة لتخزين العسل. يمكن للنحلة الواحدة أن تشرب رحيق أكثر من ألف زهرة، لتملأ معدتها بالعسل مرةً واحدة. بعد أن تمتلئ معدتها وتأخذ طريق عودتها إلى الخلية، تبدأ إنزيمات الهضم عملها في تحويل الرحيق إلى السائل الذهبي المألوف، لكن لا يكون عسلًا مكتمل الجوانب، إذ لا يزال 70% منه ماءً.
– تصل النحلة بسلامٍ إلى الخلية، فتفرغ رحيقها في فم نحلة عاملة زميلة، ومن فم الأولى إلى ثانية، ثم ثالثة وخامسة وعاشرة، وهكذا.
– تمثل سلسلة التفريغ جزءًا مهمًّا من عملية صنع العسل: كل نحلة تشارك بإنزيمات الهضم خاصتها لتحوِّل سلسلة السكريات الموجودة في الرحيق الخام إلى سكريات أحادية بسيطة، مثل «الفركتوز» و«الجلوكوز»، هذه العملية تحديدًا هي التي تجعل امتصاص العسل سهلًا وسريعًا عندما نتناوله.
– يخرج الرحيق من هذه المرحلة ثخينًا أكثر من حالته الأولى، لكن لا يزال سائلًا. تصب النحلات الرحيق في الخلية سداسية الأبعاد، وتحرك أجنحتها لتصنع تيارًا داخل الخلية، وأخيرًا تُغطيها بشمع العسل حتى يتسنى للرحيق الغني بإنزيمات الهضم أن يتحول إلى عسل، وهو الغذاء الذي يجمعه النحل للشتاء، حينما لا يصبح رحيق الأزهار متوفرًا.

طريقة إنتاج العسل بواسطة النحل

– النحل العامل (الذي يمثل ما لا يقل عن 98٪ من خلية النحل) هو الذى ينتج العسل بطريقة معقدة، وهناك عدد كبير من النحل العامل ضروري؛ حيث لا يمكن لنحلة واحدة انتاج العسل دون مساعدة باقى افراد الخلية، باختصار ، “النحل النقال” يمتص الرحيق من الزهور ويقوم بتخزينها فى معدتهم الثانية المخصصة لذلك (مصممة خصيصا لتخزين العسل) لحين العودة إلى الخلية.
– بمجرد وصولهم إلى الخلية، يسلمون الرحيق إلى النحل “الماضغ”، النحل الماضغ يجمع الرحيق ويمضغه لمدة 30 دقيقة. خلال المضغ، تقوم الإنزيمات بتحويل الرحيق إلى مادة تحتوي على العسل مع الماء.
– بعد المضغ، يوزع النحل العامل المادة في اقراص العسل، حيث تتبخر الماء، مما يقلل الماء فى العسل.
– يتم تسارع تبخر المياه كلما لوح النحل باجنحته، وعند الانتهاء من إنتاج العسل، يكون النحل الأخر مسئول عن غلق خلايا العسل باحكام بواسطة الشمع، بحيث يتم حماية المنتج.

حقائق حول العسل والنحل

– حول النحل
يتم إنتاج العسل بواسطة عائلة النحل التي لديها الآلاف من الأعضاء في جميع أنحاء العالم. يعيش عدد قليل جداً فقط في المستعمرات، وعدد قليل فقط ينتج العسل والشمع، ويظل على قيد الحياة في الشتاء. تعيش ملكة النحل من ثلاث إلى أربع سنوات. أما النحلة الشغالة فتعيش لمدة شهر واحد فقط.
– خلايا النحل
يحتفظ بالنحل الخاص به في صناديق خشبية خاصة. يضم كل منها مستعمرة. ملكة النحل هي أم بناتها البالغ عددهن ما يقارب ٣٠,٠٠٠ وأولادها البالغ عددهم ١,٠٠٠ ولد (ذكر النحل). وهناك عشرات من أقراص العسل متدلية داخل الصناديق، بناها النحل بنفسه من الشمع الذي يفرزه من غدد خاصة. تعمل الأقراص بمثابة غرف تخزين للقاح والعسل وكحاضنات لصغار النحل.
– العسل
تقوم النحلة العائدة التي تعمل بجمع الرحيق بتمرير الرحيق للعديد من النحل الآخر، وتضيف كل نحلة داخل السلسلة الإنزيمات والمواد الطبيعية الأخرى. فهي تعدّل تدريجياً تكوين السكريات وتمنح العسل الخواص “المضادة للجراثيم” و”المضادة للأكسدة” الخاصة به. المنتج النهائي هو العسل. يتم تخزينه في الأقراص ومغلف بغطاء من الشمع. ومن المثير للاهتمام أن الإنتاج مدى الحياة لنحلة واحدة يكون تقريباً ملعقة صغيرة من العسل.
– تربية النحل
يحتاج النحل للبقاء على قيد الحياة حوالي ٦٠ كيلوغراماً (١٣٣ رطلاً) من العسل و ٣٠ كيلوغراماً ( ٦٦ رطلاً) من حبوب اللقاح و ٢٠ لتراً (٥ غالونات) من الماء سنوياً. فهذا هو المخزون الفائض من هذا العسل الذي يؤخذ من قبل النحالين. تصل هذه المقادير إلى حوالي ١٥ كغم ( ٣٣ رطلاً) في الخلية الواحدة.

نبذة عن تاريخ نحل العسل

– من المعروف أن نحل العسل يتبع العالم القديم إذ وجد على الحالة البرية في قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا أما النحل الموجود في القارتين الأمريكيتين وأستراليا فقد أدخله المستوطنون الذين استعمروا تلك المناطق بعد اكتشافها وتدل الحفريات أن نحل العسل كان موجوداً قبل ظهور الإنسان على وجه الأرض واتخد من الجبال وجذوع الشجر سكناً له وكان الإنسان البدائي يقتل النحل ليجمع العسل ولا زال بعض سكان الغابات الأفريقية يقومون بالسطو على نحل العسل الذي يسكن الأشجار القديمة والمجوفة ويحددون مكان النحل بواسطة أنواع من الطيور تهاجم النحل وتتغدى عليه وتسمى الطيور المرشدة.
– من المؤكد أن بداية إستئناس وتربية النحل قد ظهرت في الحضارات القديمة حيث وجدت بعض النقوش في المعابد الفرعونية تعود إلى سنة 2600 قبل الميلاد تبين طريقة تربية النحل قديماً عن الفراعنة، وبالرغم من أن علم البلايونتولوجي (دراسة حفريات بقايا النباتات والحيوانات) وضح الكثير من تاريخ التطور في الحشرات إلا أن السلوك لا يمكن حفظه على أشكال حفرية.
– هناك ارتباط وثيق بين نشوء وتطور نحل العسل وبين ظهور النباتات المزهرة فقد عثر في صخور العصر الطباشيري علي الكثير من حفريات هذة النباتات إلا إنه من المؤكد الآن أن تطور نحل العسل عن أسلافه أشباه الدبابير قد ظهر في أواخر العصر الطباشيري منذ حوالي 80 مليون سنة ولا زالت الكثير من الأسرار عن تاريخ وتطور نحل العسل عبر التاريخ لم تكتشف بعد.
– لم تظهر تطورات كبيرة على تربية النحل إلا بعد أن أكتشف القسيس الأمريكي لانجستروث المسافة النحلية التي يتركها النحل كممر بين أقراصه وتبلغ 7.8 مم وعلى أساس هذا الاكتشاف صنع خليته المشهورة بإسمه (خلية لانجستروث) سنة 1852، وكانت أول خلية بها براويز معلقة ومتحركة يفصل بين كل منها مسافة نحلية ثابتةن تقريباً ملعقة صغيرة من العسل.



406 Views