ماذا يحدث عندما يثور البركان

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 15 مارس, 2022 1:02
ماذا يحدث عندما يثور البركان


ماذا يحدث عندما يثور البركان وكذلك فوائد البراكين، كما سنطرح تعريف البركان، وكذلك سنتحدث عن أضرار البراكين، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

ماذا يحدث عندما يثور البركان

1- تدفقات الحمم البركانية:
تتشكل الصهارة في البراكين بفعل انصهار الصخور في طبقة الوشاح؛ نتيجةً لارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، وتُعد الصهارة الناتجة عن ذوبان الصخور أقل كثافةً من الصخور الصلبة التي حولها، نتيجةً لذلك تقوم قوة الجاذبية القوية بدفع الصهارة إلى السطح عن طريق مرورها بالصدوع، وفي بعض الأحيان قد تتجمع الصهارة في باطن الأرض إلى أن ينتج الضغط المناسب لتتدفق إلى السطح، ويتّخذ التدفق شكلين أساسيين حول العالم؛ فإما أن يكون التدفق سلساً ذا سطح أملس أو لزجاً يغطي سطحه أكوام سميكة متكتلة.
وعندما تصل الصهارة إلى السطح يطلق عليها اسم (الحمم) وهي أكثر المنتجات شيوعاً للبراكين، حيث تتعرض للظروف الجوية المباشرة لتبرد وتكون الصخور البركانية، وتنقسم الصخور البركانية إلى أربعة أنواع رئيسية: البازلت، الأنديزيت، داسيت، والريولايت.
2- الانفجارات البركانية:
تحدث الانفجارات البركانية الضخمة عندما يحدث تمدد سريع للغازات في باطن الأرض، نتيجة حدوث هبوط مفاجئ في الضغط للنظام الحراري الهيدروليكي على بعد قريب، أو بسبب الاختلاط السريع بين الصهارة والمياه الجوفية.
وخلال الانفجار البركاني يحدث تناثر للحمم البركانية، والصخور، وتكون مصحوبةً بانبعاثات الرماد، والكتل والشظايا الساخنة والتي قد تصل إلى عشرات الكيلومترات في الجو، ويمكن تصنيف هذه الانبعاثات حسب حجمها، حيث يقارب حجم الرماد حجم حبات الأرز، ويتراوح حجم الشظايا الساخنة بين 2 مم إلى حوالي 64 ملم، أما الكتل التي يزيد حجمها عن 64 ملم فتسمى الكتل أو القنابل البركانية، ويمكن تحديد شدة الانفجار البركاني عن طريق معرفة كمية الغازات المنبثقة ودرجة لزوجة الماجما وتركيبها المعدني.
3- تدفقات البيروكلاستيك:
يُطلق عليها أيضاً الانهيارات الثلجية المتوهّجة أو تدفقات الرماد، وهو الحدث الأكثر خطورة الذي قد يحدث عند ثوران البركان، وتختلف التدفقات البيروكلاستيك عن بعضها البعض من حيث الحجم والنوع، إلا أنها تشترك في امتلاكها طبقة مائعة من الجسميات البركانية القاتلة، جزيئات هواء محتبسة، وغازات متفجّرة، وتتميز هذه التدفقات بدرجات الحرارة العالية التي تتراوح بين 100 و700 درجة مئوية حيث تؤدي إلى صهر كل ما يعترض طريقها، كما تتميز بسرعة التدفق الكبيرة التي قد تصل إلى 160 كم في الساعة.
4- السحب الغازية:
قد ينتج عن ثوران البراكين سحب من الغازات الخانقة أو السامة مثل ثاني أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون، وكبريتيد الهيدروجين، وثاني أكسيد الكبريت، والتي تؤدي إلى تلوّث البحيرات وموت الحيوانات وتُلحِق الضرر بالغطاء النباتي، ومن أكثر الغازات البركانية شيوعاً هي بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وكبريتيد الهيدروجين، كما يوجد كميات قليلة من العناصر والمركبات الطيارة الأخرى، مثل الهيدروجين، والهليوم، والنيتروجين، وكلوريد الهيدروجين، وفلوريد الهيدروجين، والزئبق.
ويمكن تحديد الغازات المتطايرة عن طريق معرفة كمية الأكسجين في البيئة البركانية، فعندما ينقص الأكسجين، تكون عناصر الميثان، والهيدروجين، وكبريتيد الهيدروجين مستقرة كيميائياً، أما عندما تختلط الغازات البركانية الساخنة مع الغازات الجوية، يكون بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت عناصر مستقرة.
5- سقوط الرماد:
مع استمرار انبثاق الجسيمات البركانية إلى الأعلى أثناء ثوران البراكين، تتساقط غيوم الرماد العالية الناتجة عن تدفق الحمم البركانية، حيث تتراكم على سطح الأرض بسمك بضعة سنتيمترات، وقد يؤدي تساقط الرماد إلى حدوث ضرر للنباتات، ويمكن أن يتسبّب بالمجاعة والأمراض في الدول الفقيرة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن تحلل الغبار والرماد البركاني الغني بالمغذيات يؤدي إلى تشكل أفضل أنواع التربة في العالم.
6- الانهيارات الثلجية والتسونامي والتدفقات الطينية:
تحدث الانهيارات الثلجية نتيجة ثوران البراكين عن طريق تحول الصخور إلى طين بفعل النشاط الحراري المائي، وقد تؤدي هذه الانهيارات إلى حدوث ظاهرة تسونامي نتيجةً لاندفاع الجليد بشكل مفاجئ في المياه. وتحدث التدفقات الطينية عندما تُغمَر الوديان القريبة من البركان بالمياه الممزوجة بالرماد، أو الطين المائي الحراري.

فوائد البراكين

1- تبريد الغلاف الجوي:
ينتُج عن انفجار البراكين غاز الكبريت، الذي يتحد مع الماء في الغلاف الجوي مما ينتج عنه قطرات مجهرية تبقى محصورة في الغلاف الجوي لعدة سنوات حيث تُبرد أدنى مستوى من الغلاف الجوي وهو الغلاف الذي نعيشُ به، ومع استمرار الأنشطة البشرية الذي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة فقط حافظت الانفجارات البركانية على إبقاء الغلاف أبرد بمقدار درجتين تقريبًا.
2- تشكيل الأرض:
في الانفجارات البركانية يؤدي تدفق الحمم البركانية والرماد على مساحات كبيرة من الأرض والمحيطات إلى تشكل على المدى الطويل أرضًا جديدة أو ما يسمى بالجزر، فعلى سبيل المثال تم إنشاء جزر هاواي المشهورة بأكملها من خلال الانفجارات البركانية المستمرة لبقعة بركانية واحدة ساخنة على مدى السنين لتصبح جزرًا صالحة للسكن ومصدرًا سياحيًا ضخمًا وغيرها الكثير من الجزر.
3- إنتاج الماء:
من الممكن أن يخرُج الماء من صهارة البراكين وتؤدي إلى تراكم المياه على سطح الأرض كما قالت الدراسات أن كمية المياه التي أنتجتها البراكين أعطتنا المياه الموجودة على الأرض.
4- زيادة خصوبة التربة:
تحتوي الحمم البركانية المتدفقة من انفجار البركان على مركبات كيميائية ومعادن وعناصر غذائية مهمة والتي تعمل عند امتزاجها مع التربة على زيادة خصوبة التربة التي أنتجت زراعتها غداءً وفيرًا وعززت إنتاج الخضراوات.
5- تشكيل الينابيع الساخنة:
حيث تتشكل حقول حرارية على سطح الأرض تتميز بتدفق حراري مرتفع نسبيًا، مثل الينابيع الساخنة وأحواض الطين المغلي التي تتميز بفوائدها العديدة للإنسان وغالبًا ما تكون هذه الينابيع وجهة سياحية متميزة جاذبة للسياح من جميع أنحاء العالم مما يؤدي إلى زيادة الاقتصاد المحلي للدولة.
6- إنتاج الطاقة الحرارية الجوفية:
يمكن تسخير الحقول الحرارية لإنتاج الطاقة الحرارية وهي شكل من أشكال الطاقة الكربونية حيث توضع الأنابيب وتثبت في الأرض وتعمل على توجيه البخار للأعلى لتحويل التوربينات وتوليد الطاقة الكهربائية.
7- إطلاق الغازات وتكوين الغلاف الجوي:
حيث يعتبر هذا الجانب من أكثر الجوانب فائدة للبراكين إذ تلعب دورًا في تكوين الغلاف الجوي للكوكب، حيث يؤدي إطلاق الغازات البركانية إلى تكوين غازات مخزنة في باطن الأرض لتتجمع حول سطح الكوكب مثل بخار الماء وثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت. استخراج المعادن ترتبط معظم المعادن المستخرجة والمستخدمة في العالم مثل النحاس، الذهب، الفضة، الرصاص والزنك وغيرها الكثير من المعادن بالصهارة الموجودة في أعماق جذور البراكين.
8- الأحجار البركانية:
يتم استخراج الأحجار المتكونة من الانفجارات البركانية واستخدامها في نشاطات تجارية مختلفة، حيث يستخدم الرماد البركاني كمواد خام خفيفة الوزن لصنع الإسمنت المستخدم في البناء مثلًا وغيرها من الكثير من الاستخدامات المختلفة للأحجار البركانية المختلفة.

تعريف البركان

يُعرّف البُركان (بالإنجليزية: Volcano) بأنه ظاهرة طبيعية تُحدث ثقباً أو فوّهة في القشرة الأرضيّة، تنبثق من خلالها مواد من باطن الأرض إلى سطحها تُعرف بالصُهارة (بالإنجليزية: Magma) وتتكوّن من شظايا الصخور، والرماد، والغازات الساخنة وغيرها، فتتراكم حول الفتحة.
وتعد البراكين إحدى الظواهر التي ساهمت في تشكيل الغلاف الجوي والمحيطات والقارّات، كما تندلع على سطح الأرض بشكل مُستمر بحيث يثور ما يُقارب مئة بركان خلال العام الواحد، ومن الجدير بالذكر أنّ البراكين قد تحدث على سطح الكواكب الأخرى غير الأرض.

أضرار البراكين

عندما تندلع البراكين تنفث غازات ساخنة وخطيرة ورماد وحمم بركانية وصخور، يمكن أن تسبب خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان، فالأنشطة البركانية وحرائق الغابات، أثرت على العديد من الأشخاص وتسببت في وفاتهم، كما تتسبب الحمم المتدفقة من وسط البركان في حدوث حريق خطير على الحياة البرية والنباتات في المنطقة، وغالبًا ما يتم الشعور بآثارها لعدة أميال حولها، كما تدمر الحمم البركانية والرماد المتساقط الحياة النباتية عن طريق اختناقها.



280 Views