ما المقصود بالجيوبولتيك

كتابة هناء التويجري - تاريخ الكتابة: 29 يوليو, 2020 4:54
ما المقصود بالجيوبولتيك


ما المقصود بالجيوبولتيك الذي يعد ضمن العلوم المهمة التي لها علاقة بالخصائص الطبيعية والبشرية.

معنى علم الجيوبولوتيك

هـو أحد العلوم التي تدرس تأثير الأرض (برها وبحرها ومرتفعاتها وجوفها وثرواتها وموقعها) على السـياسة في مقابل مسعى السياسة للاستفادة من هذه المميزات وفق منظور مستقبلي اضاف الى الجيـوبوليتيك فرع الجيـو استراتيجيا، في معناه البسيط يعني الجيوبوليتيك: “علم سياسة الأرض”، أي دراسة تأثير السلوك السياسي في تغيير الأبعاد الجغرافية للدولة، في معناه البسيط يعني الجيوبوليتيك: “علم سياسة الأرض”، أي دراسة تأثير السلوك السياسي في تغيير الأبعاد الجغرافية للدولة، و یتداخل هذا المفهوم مع مضمون علم الجغرافيا السياسية الذي يعنى بدراسة تأثير الجغرافيا (الخصائص الطبيعية والبشرية) في السياسة، ولدى البعض فإن الجغرافيا السياسية تدرس الإمكانات الجغرافية المتاحة للدولة، بينما الجيوبوليتيك تعنى بالبحث عن الاحتياجات التي تتطلبها هذه الدولة لتنمو حتى ولو كان وراء الحدود.

ما هو الجيوبوليتيك

جاور التطور العلمي و المعرفي لحقل العلاقات الدولية بروز العديد من العلوم و الأطر المعرفية المفّسرة للأحداث الدولية سواءً في شكلها التنازعي أو التعاوني، والمعروف أنَّ لكل ظاهرة سياسية في الطبيعة قانون يُفّسرها ومهمة الباحث هو البحث عن هذا القانون، انطلاقاً من هذا، ساهم بعض مفكري وباحثي القرن التاسع عشر، في ميلاد علم جديد في حقل العلاقات الدولية ساهم في تفّسير الأوضاع الدولية وفق قانون “الأرض” أو “الجغرافيا” سواءً من الناحية النظرية أو التطبيقية بمساهمته في رسم و صياغة التوجهات الخارجية للدول ألا و هو “علم الجيوبوليك“.

قبل التطرق إلى مفهوم علم الجيوسياسية أو الجيوبوليتيك لابد علينا أولاً التفريق بين مصطلح الإبستيمولوجيا ومصطلح الإيتيمولوجيا اللذان يساعدانا في دراسة المفهوم، فالإبستيمولوجيا هي: علم العلم أي أخد شيء علمي و دراسته بطريقة علمية أما الإيتيمولوجيا فتعني البحث في أصل المفهوم.

فمن الناحية الإيتيمولوجية ترتبط  كلمة جيوبوليتيكا باليونانيين القدامى حيث تشير كلمة Geia إلى آلهة الأرض و Polis إلى دولة المدينة، وعليه Geiapolis عند اليونانيين تعني: “استكشاف للأشكال الأرضية للمجال و الأرض و مراقبتها وتنظيمها بواسطة الجنس البشري”.

حيث عرفّهُ رودولف كيلين – Rudolf Kjellen والذي يُعد أول من استخدم مصطلح الجيوبوليتيك عام 1905 في كتابه “الدولة مظهر من مظاهر الحياة” على أنَّه: “دراسة البيئة الطبيعية للدولة، وأنَّ أهم ما تُعنى به الدولة هو القوة، كما أنَّ حياة الدول تعتمد على التربّية والثَّقافة والاقتصاد، والحكم وقوّة السلطان”، و يُحاول “كيلين” التّأْكيد على أنَّ الغرض الأسمى للعلم هو جعل الجغّرافيا في خدمة الدولة أيّْ بعبارة أخرى أكثر دقّة كيف يمكن لصانّع القَّرار جعل الموقع الجغرافي كمصدر قوّة للدولة في التعبير عن مواقفها السياسية؟. 

مدارس الجيوبولتيك

جغرافي ألماني نال درجة الدكتوراه عن جغرافية اليابان عام 1911 خدم في الحرب العالميه الأولى في الجيش الألماني وارتقى فيه حتى نال مرتبة لواء، وصديق حميم لتلميذه هيس الذي مات منتحراً في أيلول عام 1987، وعين عام 1895 مدرساً للجغرافيا والتاريخ بمعهد ميونخ، ثم أسس معهد الجيوبولتيكا بميونخ وبعد وصول هتلر للحكم عين هوسهوفر رئيساً للأكاديميه الألمانيه.

هالفورد ما كيندر 1861 – 1947 الشكل ( 5- 1 ) ، ( 5 – 2 )

يعد هالفورد ماكيندر من المفكرين الاستراتيجيين العظماء وقد تبوأ هذا المركز الفريد لنظريته المعروفه بنظريه ( قلب العالم ( ويرجع الفضل لرجاحة أفكاره لتكوينه الموسوعي الهادف. فقد درس ماكيندر علوم الحياة والتأريخ والقانون والطوبغرافيه والاستراتيجيه والجغرافيا فلا غرابه أن تؤهله خلفيته العلميه ليكون دبلوماسياً متميزاً وعاملاً بارعاً وجغرافياً يشار له بالبنان.

رودولف كيلن 1864 – 1922

جغرافي عمل استاذاً بإحدى جامعات السويد، وهو صاحب الفلسفه المعروفه ” بأن القوه أهم من القانون “. وإن الضرورة لا تعرف القانون “. وتنبأ بأن دولاً عظمى ستنشأ في آسيا وأفريقيا وأوروبا وتنبأ بأن السياده ستنتقل من القوى البحريه إلى القوى البريه التي ستتحكم يوماً في البحار.

وقد نشر كيلن كتابين أولهما عام 1917 باسم ” الدوله مظهراً من مظاهر الحياة ” والثاني عام 1920 بعنوان ” الأسس اللازمه لقيام نظام سياسي ” ويرتكز هذان الكتابان على خلفية تمتد أصولها إلى الفلسلفه العضويه.

فرديك راتزل 1844 – 1904:

كان راتزل متأثراً بنظرية ( النشو والأرتقاء ) وآمن بأن الدوله كائن حي، فالنمو حاجه ماسه للكائن الحي والدوله كذلك طبقاً لآرائه حتى ولو كان ذلك عن طريق القوه وقد أكد راتزل على المساحه Raum والموقع Lage وطبيعه الحدود السياسيه Grenzen واعتقد أن المجال الإقليمي يؤثر في قوة الدوله كما أنه يعتمد في حجمه على هذه القوه.

فترة الحروب وأهمية الرقعة الجغرافية

وعندما نريد اتساع الرقعة الجغرافية للدولة أهمية خاصة في فترات الحرب وهي ما أطلق عليها علماء الجيوبولوتيكا الألمان اسم «الدفاع في العمق» Defence in Depth فقد انهارت الدول ذات المساحة الصغيرة أمام الدول الكبيرة في الحرب العالمية الثانية فقد استسلم الجيش الهولندي أمام الجيش الألماني بعد أربعة أيام من بدء الهجوم عليه.

وفي الوقت الذي تم فيه صمد الروس الذين استندوا إلى عمق استراتيجي كبير شهوراً طويلة أمام جيش هتلر ولنفس السبب أيضاً وفي ظلّ التطور التقني الضخم الذي شهده العالم فقد أدرك العلماء أنّ حجم الدول ومساحتها لم يعد يقاس فقط بالكيلومترات المربعة، أو الأميال المربعة بل إنه أصبح بالإمكان قياس حجم الدول في الوقت المستغرق في قطع المسافة بين أطراف الدولة والتكاليف والجهد المبذول في قطع تلك المسافات.



793 Views