ما حكم عقوق الْوَالِدَيْنِ

كتابة امينة مصطفى - تاريخ الكتابة: 9 أكتوبر, 2021 2:50
ما حكم عقوق الْوَالِدَيْنِ


ما حكم عقوق الْوَالِدَيْنِ نتعرف على اجابة هذا السؤال من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم أسباب عقوق الوالدين وعلامات عقوق الوالدين وأضرار عقوق الوالدين.

ما حكم عقوق الْوَالِدَيْنِ

-إنّ المعنى المُعاكس للعقوق هو البر، ولذلك فإنّ عقوق الوالدين عُرفت على أنّه هو عدم إطاعة الوالدين في حياتهم، وقطع علاقة الوالد بوالديه، كما أن العقوق تُعرف على أنّه كلُ عملٍ يؤذي الوالدين من أبنائهما، وما يتسبب لهما من آلامٍ وأحزان فلا يهتمان بهما ولا يراعانِ والديهما رعايةً جيدة ولا يوفران لهما كل ما يحتاجانه.
– ولقد حذر الرسول عليه الصلاة والسلام من عقوق الوالدين، وخصّ بذلك عقوق الأمهات، حيثُ أن عقوق الوالدين وصف من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب عند الله تعالى التي يرتكبها الوالد بحق والدية، ووعدد الله بنار جهنم لكل عاقٍ، ووعده الله بسكراتٍ شديدة نتيجة معاناة الوالدين، فقال تعالى: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا – وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا “ الإسراء:23-24. فهذه الآية الكريمة هي عبارة عن دليل واضح على حرص الإسلام على برّ الوالدين ورحمتهما، فكما وعد الله بعذاب من يعق والديهِ، فقد وعد أيضاً الرزق والسعادة لمن يبرهما، وأن يُحسن معاملتهما.

علامات عقوق الوالدين

1–تجاهل أوامرهما وعدم الأخذ بها، مثل العودة في وقت محدد إلى المنزل.
2– أن يستعر منهما أمام الناس ويتجنب أن يخرج معهما أو يلتقي بأشخاص وهما برفقته.
3–إدخال أي منكرات إلى منزل الوالدين مع عدم رضاهما وممارسة تلك المنكرات أمامهما مثل شرب الخمر أو الجلوس مع أصدقاء سوء.
4–وضع الوالدين في موقف محرج أمام الناس حتى يأخذ ما يريده مثل المال وغيره.
5– أن يجادلهما أو يقاطعهما في الحديث أو يكذبهما أو يقلل من شأنهما.
6–عدم إستئذان الأب والأم في مختلف الأمور قبل القيام بها، فهذا يعني أن الإبن لا يعمل لهم قيمة ومكانة وإحترام.
7–عدم الوقوف إلى جانبهم بعد الكبر أو العجز وفي وقت حاجتهما للإبن.
8 – أن يقول قولاً أو يفعل فعلاً يحزنهما ويؤلمهما.
9– ألا يتشاور معهما قبل أن يقوم بعمل أي حاجة تخص شؤونهما، كأن يقوم ببيع أثاث المنزل أو غيرها من الأمور.
10– ذم الوالدين أو ذكر عيوبهما دون وجود أحد معهم أو أمام الناس من أبرز مظاهر عقوق الوالدين.
11–السب والشتائم للوالدين من أكثر الكوارث التي يفعلها بعض الأبناء، وقد يصل الأمر إلى التعدي بالضرب.
12– يرفع صوته عليهما أو ينظر لهما نظرات مسيئة دون أي إحترام.
13–عدم مساعدة الأب والأم في أعمال المنزل وأي أمر يسهل أن تقوم به بدلاً منهما، وتبقى جالساً مكانك وهما يرهقان فيما يعملون.
14– أن يتبرأ الإبن من والديه ولا ينسب نفسه لهما بعد أن يصبح شخص ثري أو كبير ومتزوج ولا يحتاج لهما.
15–ألا يرد عليهما عندما ينادوه ويتجاهلهما وكأنهما ليسا موجودين.

أسباب عقوق الوالدين

1– التهاون في تربية الأولاد، وذلك لأنّهم إن لم ينشؤوا على التقوى والإيمان وطاعة ربهم والخوف منه والالتزام بتعاليمهِ والابتعاد عن نواهيهِ، فإنّ ذلك سيسمحُ لهم بعقوق آبائهم دون أيّ رادعٍ يردعهُ.
2 – قد يكون رفاق السوء من أهم الأسباب التي يُمكن أن تدفع الأولاد إلى أن يعقوا آباءهم، ولذلك يتوجب على كل أبٍ أن يكون حريص على مراقبة علاقات أولاده، ويُحاول إبعادهم عن الذين يتصفون بالسوء.
3– من المُعتقد لجهلِ الأبناء بخطورة عقوق الوالدين عاقين للأجداد، فسيُعاقبهم الله تعالى بأبناءٍ عاقين لهما.
4 – أن يلجأ بعض الأبناء سعياً وراء راحتهم إلى وضع آبائهم في دار رعاية المُسنين لكي يحصلوا على العناية، بدلاً من تقديمها لهم بأنفسهم.
5– أنّ يُفرق الآباء بين الإخوة والتمييز فيما بين أولاده، وكثرة المشاجرات والمشاكل العائلية، ممّا ينعكسُ سلبياً على نفسية الأولاد، ويدفعهم إلى عقوق آبائهم.

أضرار عقوق الوالدين

-يأتي العقوق لغةً من الفعل عقَّ؛ وهو ضدّ البِرّ، وأصله من القطع والشّق، فيُقال: عقّ أباه أو أمّه عقوقاً؛ أي عصاهما وترك الإحسان إليهما، أمّا عقوق الولدين في الاصطلاح الشرعيّ: فهو قيام الابن بإغضاب والدَيْه، بترك برّهما، وعدم الإحسان إليهما بالطاعة والمودّة.
-ويُعدّ عقوق الوالدين من أكثر ما يتسبَّب بدمار الأُسرة، فقد يؤدّي إلى تخلّي الوالد عن ولده، ويعيش الوالدين حياةً مليئةً بالقهر والقلق والشّقاء، ولا يمكن لأيٍّ منهما أن يمارس حياته بشكلٍ طبيعيٍّ.
– كما أنَّ العقوق من الكبائر التي تؤدّي إلى غضب الله -تعالى-، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ ثَلَاثًا، قالوا: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْرَاكُ باللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ -وَجَلَسَ وَكانَ مُتَّكِئًا فَقالَ- أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ، قالَ: فَما زَالَ يُكَرِّرُهَا حتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ) كما يُحرم العاقّ لوالديه من دخول الجنّة ولذة النظر إلى وجه الله -سبحانه-، فالله لا ينظر إلى من قصَّر في أداء حقوق والديه، يقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ؛ العاقُّ لوالِدَيهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمدمِنُ على الخمرِ، والمنَّانُ بما أعطى).
-ولا يردّ الله دعوة الوالد إذا دعا على ابنه العاقّ، وبذلك يجد العاقّ عقوبة عقوقه في الدنيا والآخرة، جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ثلاث دعواتٍ مستجاباتٌ: دعوةُ المظلومِ، ودعوةُ المسافرِ، ودعوةُ الوَالِد على وَلدهِ).



655 Views