ما هي حقوق الجار

كتابة هدى الراشد - تاريخ الكتابة: 4 أكتوبر, 2021 1:21
ما هي حقوق الجار


ما هي حقوق الجار ومن هو الجار وأحاديث عن الجار وحق الجار في القرآن، هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي.

ما هي حقوق الجار

-الإحسان بالقول والفعل:
إنّ الإحسان إلى الجار خُلق كريم والمُسلم الحق والمُلتزم هو الذي يُحسن إلى جاره، كما إنّ الإحسان إلى الجار من علامات أهل الإيمان؛ فبه تعمر الديار ويزيد العمر ويدخل المسلم الجنة، وإن أراد أن يعرف مدى إحسانه فعليه أن يسأل جاره. حل مشكلات الجار وقضاء مصالحه: أي يجب على الجار أن يُساعد جاره في حل مشاكله ويسعى في قضاء حاجاته وأن ييسر عليه لييسر عليه الله، فمن كان في عون أخيه كان الله في عونه، وقد قال الله تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج:77].
– عرض الأرض أو العقار على الجار قبل بيعه للغير:
أي يجب على الجار عندما يُريد أن يرحل من بيته أن يعرضه للبيع على جاره قبل غيره لتفادي حدوث المشاكل، كذلك لو كانت قطعة أرض، لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن كانت له أرضٌ فأراد بَيْعَها فَلْيَعْرِضْها على جارِه) [صحيح الجامع | خلاصة حكم المحدث : صحيح].
– إحسان الظن بالجار:
أي على الجار دائمًا أن يُحسن ظنه بجاره في أقواله وأفعاله حتى تدوم الحياة بينهم على الأُلفة والمودة والرحمة، لأنّ إساءة الظن بالجار يزيد البغضاء بين أفراد المجتمع. عدم إيذاء الجار: حذّر الإسلام كثيرًا من إيذاء الجار والاعتداء عليه، فالنبي صلّى الله عليه وسلّم نفى الإيمان إلا بمحبة الجيران وأكّد على أنّ أذى الجار سبب دخول النار وعدم دخول الجنة.
– الصبر على أذى الجار:
أي على الجار أن يصبر على أذى جاره وألّا يعامله بالمثل، فليس حق الجوار كفّ الأذى فحسب، بل احتمال الأذى وإسداء المعروف.
– إقراض الجار:
أي أنّ من حق الجار على جاره إن مرّ في وضع مادي صعب وجاء ليطلب المال أن يقرضه ويتعاون معه ويقف إلى جانبه في أوقات شدته، ولا مانع للجار أن يعطي لجاره ويساعده إن كان فقيرًا.
-نُصرة الجار إن كان ظالمًا أو مظلومًا:
من حق الجار على جاره أن ينصره ويمنعه من الظلم، وأن يسعى إلى الإصلاح بين الجيران.

من هو الجار

-الجار..هو ذلك الذي اختار حيَّك من بين الأحياء ليسكن فيه، واختار بيتك الموقر ليقرب منه، وفضَّلك على كثير من الناس ليسعد برؤيتك والسلامِ عليك بين الحين والآخر، واطمأنت نفسه إليك وإلى أهلك؛ ليشعر بالأمانِ على نفسه وأهله وأولاده وماله.
-وقد حدَّه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بقوله: ((من سمع النداء فهو جار)).
-وقيل: ((من صلى معك الصبح في المسجد فهو جار)).
-وقيل: ((من سمع الإقامة فهو جار)).
-وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((حد الجوار أربعون دارًا من كل جانب)).
-وكل من سبق يطلق عليه: (جار) وله حق الجوار.
-ولعل الأرجح ـ والله أعلم ـ: أن من تعارف الناس على تسميته بالجار يسمى كذلك، وله حق الجوار، كما أشار إلى ذلك الألوسي فقال: ((الظاهر أن مبنى الجوار على العرف)).

أحاديث عن الجار

-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: «قال رجلٌ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن كَثرةِ صَلاتِها وصَدقَتِها وصيامِها، غيرَ أنَّها تُؤذي جيرانَها بِلِسانِها؟ قال: هيَ في النَّارِ، قال: يا رَسولَ اللهِ، فإنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن قِلَّةِ صيامِها وصَدقَتِها وصَلاتِها، وإنَّها تَتَصدَّقُ بالأَثوارِ مِن الأَقِطِ، وَلا تُؤذي جيرانَها بِلسانِها؟ قال: هيَ في الجنَّةِ»، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خيرُ الأصحابِ عِندَ الله خيرُهُم لصاحِبه ، وخيرُ الجيرانِ عِند الله خيرُهُم لجاره».
-وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة؛ فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك» رواه مسلم، في رواية له عن أبي ذر قال إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني: «إذا طبخت مرقًا فأكثر ماءه ، ثم انظر أهل بيت من جيرانك، فأصبهم منها بمعروفٍ».

حق الجار في القرآن

أوصى الله -تعالى- في القرآن الكريم بالجار ورتّب له حقوقاً على جاره، وممّا يدلّ على اهتمام الإسلام بالجار وعظيم التوصية به أن قرن الله في آيةٍ واحدةٍ بين عبادته وتوحيده وبين الإحسان إلى الجار، قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ)، وذكر المُفسّرون رأيين في المقصود بقول الله الجار القربى والجار الجُنُب، فمنهم من ذكر أنّ الجار ذا القربى هم الجيران الذين تربطهم قرابةٌ ودمٌ، والجار الجُنُب هو الذي تربط بينه وبين جاره الجيرة ولا تربط بينهم القرابة، وذكر آخرون أنّ الجار ذا القربى هو الجار القريب لبيت جاره، والجار الجُنُب هو الجار الأبعد الأقصى.



524 Views