متى تبدأ العنوسة

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 10 مارس, 2022 7:52
متى تبدأ العنوسة


متى تبدأ العنوسة وكذلك فوائد العنوسة، كما سنقوم بذكر أسباب العنوسة، وكذلك سنتحدث عن ما الفرق بين العانس والعزباء، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

متى تبدأ العنوسة

يخضع سنّ العنوسة إلى النّظرة الاجتماعيّة والبشريّة المتغيّرة، وليس هناك مقياس ثابت في تحديد سنّ العنوسة، كما أنّ سنّ العنوسة ونظرة النّاس إليه تختلف بين مجتمع وآخر؛ ففي مجتمع الأرياف تتزوّج الفتاة وهي صغيرة، ولا يتطلّب منها الأهل أحيانًا إكمال دراستها الجامعيّة وأحيانًا الثّانويّة، لذلك ترى الفتاة نفسها مؤهّلة للزّواج في سنٍّ صغيرة، وبالتّالي يعتبر الأهل في المجتمعات الرّيفيّة أو البدويّة الفتاة التي تجاوزت العشرين من عمرها أو الخامسة والعشرين من عمرها قد بلغت سنّ العنوسة وفاتها قطار الزّواج.
وإذا توجّهنا نحو المجتمعات المدنيّة التي تعيش في المدن؛ حيث صخب الحياة العصريّة والإقبال على التّعليم نرى أهل الفتاة يحدّدون سنًّا للعنوسة متقدّماً عن حياة الأرياف، فإذا تجاوزت الفتاة سنّ الثلاثين أو الخامسة والثلاثين بدت علامات القلق تظهر على محيّا الفتاة والأهل خشية فوت قطار الزّواج، ويعود سبب تأخّر سنّ الزّواج أحيانًا للفتاة في المدن إلى أنّ الفتاة في المدينة تحبّ أن تكمل دراستها، ويتطلّب منها المجتمع ذلك أحيانًا حتّى تعمل وتساعد أهلها أو زوجها في المستقبل، كما أنّ هناك عوامل كثيرة تسبّب تأخّر سنّ الفتاة في المدينة منها: عزوف الشّباب عن الزّواج بسبب غلاء المعيشة، وارتفاع تكاليف الزّواج في كثيرٍ من المجتمعات، وتساهم المغريات التي يتعرّض لها الشّباب وما يشاهدونه في قنوات التلفاز في إعادة تشكيل وعي الشّباب وتغيير نظرتهم نحو الفتيات؛ بحيث يطلب الشباب مواصفات مثاليّة في الجمال وغيره قد لا تتوفّر لدى كثيرٍ من الفتيات، وكذلك الحال مع الفتاة التي تضع شروطًا كثيرةً أحيانًا أمام من يتقدّم لخطبتها ممّا يسبّب تأخّر زواجها.

فوائد العنوسة

1- السفر في أي وقت بلا التزام اتجاه شريك:
لا يحبذ الزوج أو الزوجة عادة أن يتخذ شريك حياتهم قراراً دون أن يكون جزءاً منه، وفي السفر يصبح المتزوجون كرزمة تتنقل مع بعضها البعض، لكن العانس يستطيع أو تستطيع السفر في أي وقت لأي جهة، بلا التزام بالآخر.
2- التعرف إلى مختلف أنواع البشر:
في حالة العلاقة الزوجية، يصبح كل طرف مرتبطاً برأي الآخر في علاقاته مع الناس والتعرف إلى أشخاص معينين دون غيرهم، لكن في حالة العنوسة لا وجود لهذا، مما يعني فرصاً أوسع لفهم الحياة والاحتكاك بالبشر في تجارب حياتية غنية.
3- الاهتمام بنفسك:
في حالة العنوسة يستطيع الرجل والمرأة الاهتمام بأنفسهما كل على حدة بشكل إيجابي، فمثلاً أظهرت دراسة بريطانية أخيرة أن 62% من الناس كسبوا 14 باوند زيادة حين ارتبطوا بعلاقة، وأظهروا أنماط حياتية سيئة أكثر، مثل مشاهدة التلفزيون لوقت طويل، والأكل غير الصحي، بينما كان العزاب من الجنسين أفضل حالاً بكثير.
4- توفير الوقت:
الارتباط بشريك يأكل وقتك بمعنى الكلمة، والكثير من المتزوجين في الواقع يضيعون وقتهم فيما لا يفيد سوياً، حيث يغلب عليهم التفكير النمطي تجاه الواجبات والحقوق، ولهذا يشتكي أغلبية المتزوجين من تسلل الرتابة وهروب الحب من حياتهم.
5- النوم في هدوء وسلام:
الزواج ليس جنة، بل يترتب عليه قلق ومسؤليات جمة، وأرق وسهر الليالي، للعناية بالأطفال وغيرها، لكن في معسكر العنوسة، تبدو الأمور أفضل بكثير.
6- الاعتماد على النفس:
الحياة الزوجية تجعل الطرفين يعتمدان على بعضهما البعض بشكل أو آخر، فيعتمد أحدهما على شريكه لإنجاز الأمور اليومية المنزلية، بينما يعتمد عليه الآخر في تنظيم المسائل وحل المشاكل، أو ما شابه، والأخطر هو الاعتماد العاطفي للطرفين على بعضهما، لكن في عالم العنوسة على كل شخص الاعتماد على نفسه، وهذه قيمة إيجابية.
7- التواصل الأنشط مع الأصدقاء:
المتزوجون لا يملكون الوقت الكافي لقضاء الوقت مع الأصدقاء وتوثيق علاقاتهم بالجدد منهم، وخوض التجارب الممتعة والدافئة مع الأصدقاء، لكن العوانس يستطيعون ذلك.
8- تجنب القبول بالسيء والتنازل:
بحسب دراسة أمريكية، فإن 50% من المتزوجين هم في الواقع تعساء جداً ويعيشون علاقات سيئة، يقبلون بها، ويتنازلون عن أمور كثيرة، لأسباب مادية واجتماعية كثيرة، وبسبب الأطفال، وهذا أسوا بكثير من شعور الوحدة الذي يخافه العانس، الذي في هذه الحال هو الأكثر حظاً.
9- تستطيع الاستمتاع بالحرية:
على بساطة مفهوم الحرية بالنسبة للبعض، إلا أنه لا يقدر بثمن، وقد يحسد المتزوجون العوانس على الحرية التي يتمتعون بها، من ابسط الأمور لأكبرها، كما أن العنوسة ليست وحشاً، بل في الغالب صديق حميم، عليك فهمه لتقضي أفضل الوقت وتتقدم للأفضل.

أسباب العنوسة

1- دراسة المرأة:
وللأسف، كان لتعلم المرأة التعليم الذكوري دور كبير في استفحال هذه الظاهرة، فقد استفادت المرأة في كثير من الأحيان من الانفتاح في دفع مسيرتهن العلمية، في حين كانت أعباء كثير من الشباب ثقيلة لم تسمح لهم بمتابعة تعليمهم، الأمر الذي أدى إلى تفاوت كبير في المستوى التعليمي بين كثير من الشاب و الفتاة، فأحجم الشباب عن الفتاة المتعلمة خوفاً من تعاليها عليه نتيجة (للتعليم ذي الطابع الذكوري)، ورفضت هي الاقتران بمن هو أقل منها خوفاً من اضطهاده لها و التعامل معها بعنف ليقتل فيها إحساسها بالتميز و التفوق.
2- مغالاة في المهور والتكاليف المصاحبة للزواج:
فقد غالى أولياء كثير من الأمور بالمهور و التكاليف المصاحبة للزواج مما المقدم على الزواج يعتقد أنه سيكبل بالأغلال إذا ما أقدم على هذه الخطوة !
ولو عقل هؤلاء ما غالوا في المهور بل غالوا بالأكفاء بحثا و تقديراً.
فهذا عمر رضي الله عنه حفصة على أبي بكر ليتزوجها، ثم على عثمان رضي الله عنهم أجمعين
كانت حفصة من المهاجرات وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت خنيس ابن حذافة بن قيس بن عدي السهمي فلما تأيمت ذكرها عمر لأبي بكر وعرضها عليه فلم يرجع إليه أبو بكر كلمة فغضب من ذلك عمر ثم عرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عثمان ما أريد أن أتزوج اليوم فانطلق عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه عثمان وأخبره بعرضه حفصة عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة ثم خطبها إلى عمر فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقي أبو بكر عمر بن الخطاب فقال له لا تجد علي في نفسك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذكر حفصة فلم أكن لأفشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لتزوجتها.
فهذا هو نهج السلف الصالح في انتقاء الأزواج و حري بنا إن أردنا الفلاح أن ننتهج نهجهم و إلا سينطبق عليها قول الله تعالى : (إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ).
وعضل النساء ورَدُّ الأكفاء فيه جناية على النفس، وعلى الفتاة، وعلى الخاطب، وعلى المجتمع برمّته، والمعيار كفاءة الدين، وكرم العنصر، وطيب الأرومة، و زكاء المعدن، وسلامة المحضن، وحسن المنبت، وصدق التوجه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) .
عن أبي العجفاء السلمي قال خطبنا عمر رحمه الله فقال: ألا لا تغالوا بصدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية)
والله المستعان
3- الزواج من الأجنبيات:
وقد أصبح زواج المواطنين من أجنبيات سبب آخر خطير وراء انتشار العنوسة، وبخاصة في دول الخليج العربي أضف إلى ذلك بعض العوامل التي ساعدت على استمرار تفاقم هذه الظاهرة، تحددت في الانتشار الكبير لبدائل غير مشروعة، مثل الزواج العرفي وزياد إقبال الشباب على الإنترنت، وهي طرق بديلة وخاطئة لجأ إليها كثير من الشباب للتخفيف من الشعور بالأزمة والرغبة في الارتباط بالجنس الآخر.
بعد تلك الأرقام المخيفة باتت العنوسة ناقوس خطر يهدد الأسر المسلمة، وإذا التُمست أسباب هذه الظاهرة نجد أن جملة منها لا تعدو أن تكون رواسب مرحلة تاريخية مرّت بها كثير من المجتمعات الإسلامية، أعقبها غزوٌ فكري كانت له آثار خطيرة على الأوضاع الاجتماعية في الأمة، مما أفرز عوامل نفسية وثقافية واقتصادية، منها ما يرجع إلى الشباب والفتيات، ومنها ما يرجع إلى الأولياء، ومنها ما يعود إلى المجتمع بأسره.
فأما الشباب والفتيات فبعضهم يتعلق بآمال وأحلام، وخيالات وأوهام، وطموحات ومثاليات، هي في الحقيقة من الشيطان، فبعضهم يتعلق بحجة إكمال الدراسة، زاعمين أن الزواج يحول بينهم وبين ما يرومون من مواصلة التحصيل، فمتى كان الزواج عائقاً عن التحصيل العلمي؟!
بل لقد ثبت بالتجربة والواقع أن الزواج الموفق يعين على تفرغ الذهن، وصفاء النفس، وراحة الفكر، وأنس الضمير والخاطر.
فالله عز وجل يقول: (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [النور:32]،
ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام، أعلم أني أموت في آخرها، ولي طول على النكاح لتزوجت مخافة الفتنة).
رحم الله الإمام مالك حيث قال : لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون ) .
وإن الحل والعلاج لظاهرة العنوسة في المجتمع الإسلامي يكمن في العودة إلى دين الله تعالى بتقوية البناء العقدي في الأمة، والتربية الإيمانية للأجيال من الفتيان والفتيات، وتكثيف القيم الأخلاقية في المجتمع، لا سيما في البيت والأسرة، ومعالجة الأزمات والعواصف والزوابع التي تهدد كيان المجتمع، وتيسير سبل الزواج، وتخفيف المهور، وتزويج الأكفاء، وترسيخ المعايير الشرعية لاختيار الزوجين، ومجانبة الأعراف والعادات والتقاليد الدخيلة التي لا تتناسب مع قيم ديننا الحنيف.

ما الفرق بين العانس والعزباء

1- العانس:
هي التي كبرت في السن ولم تتزوج وتزاوج عمرها عمر الزواج.
2- العزباء:
هي التي لم تتزوج وسنها أقل من 35 عامًا.



408 Views