مظاهر العنف، حيث انتشر العنف بكثرة في الأونة الأخيرة، وتسبب في مشاكل عديدة للبشر على جميع المستويات، وفي هذا المقال سوف نقوم بسرد بعض من مظاهر العنف، وكذلك أنواعه المختلفة، وأسبابه، وكيفية تجنبه.
مظاهر العنف
1. العنف المعنوي، وهو العنف الذي يترك أثره في نفس الإنسان، ويعيق تفكيره، ويجعله غير قادر على إبداء رأيه، ويعتبر عنف خبيث، لأنه يترك تشوهات في نفسية الفرد، ويحد من حرية تفكيرة، ويشعره بالإهانة والخوف والقلق.
2. العنف المادي، وهو ما يضر بماديات الإنسان، سواء في جسده أو أغراضه وممتلكاته المختلفة وماله، وغالبا ما يهدد هذا النوع حياة الإنسان على الوجه العام.
أنواع العنف
1. العنف الأسري
وهو من أكثر أنواع العنف شيوعاً لما يترتب على العلاقات الأسرية من احتكاك مستمر بين أفراد الأسرة ويؤدي هذا الاحتكاك إلى تعارض المصالح لعدة أسباب فتتعرض المرأة للممارسات العنيفة المادية منها والمعنوية، من قبل الرجل أو الطرف الأقوى، كما يتعرض الأطفال للعنف الأسري، مما يؤثر عليهم نفسيا، ويؤثر على سلوكياتهم في الكبر.
2. العنف الديني
ويتمثل هذا النوع في الإستهزاء من دين شخص آخر أو منعه من ممارسة شعائره الدينية، بل ويحاول الضغط عليه لتغيير معتقداته الدينية، والتمثل به فيما يفعله من شعائر وطقوس دينية.
3. العنف السياسي
ينحصر نطاقه في ميدان علاقة الإنسان بالدولة، أي سلب حرية الفرد في التعبير عن رأيه السياسي وعدم السماح له بالمشاركة في صنع القرار ومنعه من إبداء آرائه.
4. العنف المجتمعي
وهو التعرض لأفعال دولية من العنف الشخصي المرتكب في الأماكن العامة من قبل أفراد لا يرتبطون بعلاقة حميمية بالضحايا، تشمل أفعال العنف المجتمعية ولا تنحصر على أحداث الشغب، هجمات القناصة، حرب العصابات، إطلاق النار من السيارات المتحركة، التنمر، الإعتداءات في مقرات العمل، الهجمات الإرهابية، التعذيب، الحرب والتطهير العرقي، وانتشار سوء المعاملة الجنسية والجسدية والعاطفية.
5. العنف اللفظي
هو عن طريق التلفظ بكلمات قاسية وسب وقذف شخص عن طريق كلام جارح يوجهه له، وهو أكثر أشكال العنف إنتشاراً.
6. العنف النفسي
أي يقوم الشخص بالإستهزاء بشخص آخر والضغط على نفسيته بكلام لا يحتمل، وإستغلال سلطته في تعنيفه ومضايقته، ليجعل المعنف يشعر بأنه ضعيف وليس له قيمة.
7. العنف السيكولوجي
يقوم شخص بالسيطرة على تصرفات شخص آخر، وتقييده ومنعه من حرية التصرف، ليصبح الشخص الآخر ضعيفاً ومكتوف الأيدي، وعادةً ما يشعر بالخوف، ولا يقدر على إتخاذ أي قرارات لنفسه.
أسباب انتشار العنف الأسري
1. الموروث المجتمعي التقليدي، كعدم المساواة بين الأولاد والفتيات، وسوء التربية، والنشأة في بيئة عنيفة.
2. الظروف الاقتصادية وظروف المعيشة الصعبة كالفقر والبطالة والحرمان من الموارد.
3. النزوح وعدم توفر الخصوصية بين أفراد الأسرة.
4. ضعف الوازع الديني وسوء الفهم في دور الأفراد داخل الأسرة.
5. سوء الاختيار، وعدم التناسب والتكافؤ بين الزوجين في مختلف الجوانب، بما فيها الفكرية.
6. الظروف الأمنية وعدم الاستقرار تؤثر سلبا على الفرد والأسرة والمجتمع.
7. غياب ثقافة الحوار والتشاور داخل الأسرة.
آثار العنف الأسري
1. الآثار الاجتماعية
تمتد إلى الأسر والمجتمعات، فقد يتم وصم الأسرة بسبب العنف القائم على أساس النوع الأجتماعي، على سبيل المثال، عندما يولد طفل نتيجة الاغتصاب، أو عندما يقرّر أفراد الأسرة الوقوف إلى جانب أحد الناجين من العنف، فإن أفراد المجتمع قد يتجنبون التواصل والتعامل معهم.
2. الآثار الاقتصادية
تشمل تكاليف نظم الرعاية الصحية والاجتماعية، كما تقلل من قدرة العديد من الناجين على المشاركة بالحياة الاجتماعية والاقتصادية.
3. الآثار الصحية
وتشمل وقوع حمل غير مرغوب به، ومضاعفات عمليات الإجهاض غير الآمن، والعدوى المنقولة جنسيا، بما في ذلك فيروس الإيدز، والإصابات، والتأثير على الصحة العقلية والنفسية (الاكتئاب، القلق، اضطرابات ما بعد الصدمة، الانتحار، الموت)، كما يؤثر العنف أيضا على حياة الأطفال وتطورهم ومشاركتهم بالمدرسة.
نتائج العنف الأسري
1. تضطر العديد من النساء إلى ترك بيوتهن والعيش في أماكن أخرى غير مناسبة للمعيشة بسبب الرعب والخوف المستمر من العنف الأسري الذي يتعرضن له، وبحثًا عن أماكن أكثر أمانًا من منازلهنّ.
2. يؤثر العنف الأسري على الرجال بغض النظر عن حالتهم المادية، فهو يؤثر على فرص العمل التي يحصلون عليها، والتأمين الصحي الذي يحصلون عليه، ومستوى تعليمهم، ومعدل دخلهم، فالعنف الأسري يؤثر على الشخصية والثقة بالنفس والشعور بالرضا وهو ما يرتبط بكل نواحي الحياة الأخرى.
3. يعزز العنف الأسري الشعور بالذنب والخجل من التعرض للاعتداء، كما وتحاول الكثير من النساء بالبحث عن مخرج للهروب من الإساءة بتغطية الكدمات أو تقديم الأعذار للمُعتدي.
4. يؤدي العنف الأسري على الرجال إلى ظهور آثار خطيرة وطويلة المدى على صحة الرجل العقلية، والتي يمكن أن تُسبب أضرارًا نفسية دائمة مثل الاكتئاب الذي يشيع عند الرجال أكثر بثلاث مرات منه عند النساء.
5. قد تلجأ بعض النساء إلى سلوكيات خاطئة بسبب العنف المنزلي، كالإدمان على الكحول أو المخدرات والتدخين، مما يؤدي إلى اضطرابات في الطعام والنوم وعيش حياة غير صحية.
6. يعزز العنف الأسري الشعور بالخجل لدى الرجل بسبب التوقعات المجتمعية بأن الرجل هو المسيطر وهو القوام في الأسرة، بينما ينشأ صراع داخلي فيه بسبب العنف الذي يتعرّض له.
7. تتعرض النساء إلى أمراض جسدية خطيرة بسبب الضرب والإيذاء الناتج عن العنف الأسري، وقد يُصبنَ بارتجاج بالدماغ والسقوط والصداع والشعور بالضغط والاستفراغ وفقدان الذاكرة والإصابة بتشوهات، كالحروق، والندبات وآثار دائمة، ناهيك عن الأمراض النفسية والعقلية الأشد خطورة عليهن والتي ينجم عنها صعوبات في النوم والتركيز والاكتئاب والقلق.
