مظاهر الغضب

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 7 فبراير, 2022 3:03
مظاهر الغضب


مظاهر الغضب نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات المميزة مثل مراحل الغضب وآثار الغضب والختام نصائح للسيطرة على الغضب بطرق صحية تابعوا السطور القادمة.

مظاهر الغضب

-يتحدث الإمام الغزالي عن لمظاهر الغضب فيقول: (وأما أثار هذا الغضب في الظاهر: تغير اللون, وشدة الرعدة في الأطراف, وخروج الأفعال عن الترتيب والنظام, واضطراب الحركة والكلام, حتى يظهر الزبد على الأشداق, وتحمر الأحداق, وتنقلب المناظر, وتستحيل الخلقة, ولو رأى الغضبان في حالة غضبه قبح صورته, لسكن غضبه حياء من قبح صورته, واستحالة خلقته, وقبح باطنه أعظم من قبح ظاهره, فإن الظاهر عنوان الباطن, وإنما قبحت صورة الباطن أولاً, ثم انتشر قبحها إلى الظاهر ثانيًا, فتغير الظاهر ثمرة تغير الباطن, فقس الثمرة, فهذا أثره في الجسد.
-أما أثره على الأعضاء فالضرب, والتهجم, والتمزيق, والقتل, والجرح عند التمكن من غير مبالاة, فإن هرب منه المغضوب عليه, أو فاته بسبب, وعجز عن التشفي, رجع الغضب على صاحبه, فمزق ثوب نفسه, ويلطم نفسه, وقد يضرب بيده على الأرض, ويعدو عدو الواله السكران, والمدهوش المتحير, وربما يسقط صريعًا, لا يطيق العدو والنهوض بسبب شدة الغضب, ويعتريه مثل الغشية, وربما يضرب الجمادات والحيوانات, فيضرب القصعة مثلا على الأرض, وقد يكسر المائدة إذا غضب عليها, ويتعاطى أفعال المجانين, فيشتم البهيمة والجمادات ويخاطبها ويقول: إلى متى منك هذا يا كيت وكيت؟ كأنه يخاطب عاقلا, حتى ربما رفسته دابة, فيرفس الدابة, ويقابلها بذلك.
-وأما أثره في اللسان, فانطلاقه بالسب والفحش من الكلام الذي يستحي منه العقل, ويستحي منه قائله عند فتور الغضب, وذلك مع تخبط النظم, واضطراب اللفظ.
-وأما أثره في القلب مع المغضوب عليه, فالحقد, والحسد, وإضمار السوء, والشماتة بالمساءات, والحزن بالسرور, والعزم على إفشاء السر, وهتك الستر, والاستهزاء, إلى غير ذلك من القبائح, فهذه ثمرة الغضب المفرطة).

مراحل الغضب

1-الغضب الكامن
أحيانًا في هذه المرحلة ، يتسم الغضب بأنه شعور متزايد بالاستياء. في هذه اللحظة ، يخفي الشخص عواطفه الحقيقية بكل طريقة ممكنة ولا يسمح حتى بمظهر عابر على وجهه. يُقال إن أشخاصًا مثل هؤلاء يجيدون الحفاظ على تماسكهم. لكن بالنسبة للشخص نفسه ، يمكن أن يكون قمع الغضب هذا كارثيًا ويتم تمثيل المشاعر في علم النفس من خلال مادة يجب أن تتجلى.لكن درجة تطور الشخصية يمكن تحديدها من خلال الطريقة البناءة التي يعبر بها الشخص عن مشاعره. أولئك الذين يخفون غضبهم بنجاح يتعرضون لخطر الإصابة بعدد كبير من الأمراض بالإضافة إلى ذلك ، في يوم من الأيام ستنتشر كل المشاعر في وميض من القوة المذهلة ، والتي يمكن أن تضر الشخص الغاضب وجميع الأشخاص من حوله في تلك اللحظة لذلك ، من الطبيعي أن ينتقل الغضب الكامن بسلاسة إلى المرحلة التالية.
2-الاستثارة العاطفية
في هذه المرحلة ، يكتسب الشعور بالغضب قوة ويمكن ملاحظته بالفعل من خلال تعابير الوجه في عضلات الوجه. عادة في هذه المرحلة يبدأ الشخص في الدفاع عن وجهة نظره ومحاولة إزالة العقبة التي تسببت في غضبه. يعتقد علماء النفس أن هذه المرحلة مثالية للإنسان للتعبير عن مشاعره بطريقة حضارية وعدم تجاوز أي حدود. في هذه المرحلة ، يتم حل العديد من المشاكل ، واندلاع الغضب لم يتحول بعد إلى تأثير حي. يشار إلى هذا بالفعل في علم النفس على أنه المرحلة الثالثة.
3-غضب لا يمكن السيطرة عليه
في هذه المرحلة ، يمكن لأي شخص أن يرتكب أي فعل مجنون على الإطلاق. إنه قادر على تدمير كل شيء ، والتسبب في أذى جسدي ، والصراخ بصوت عالٍ والإيماء. هذه النوبات هي نموذجية لأولئك الذين أخفوا عواطفهم لفترة طويلة ، أو الأشخاص الذين يعانون من نفسية غير مستقرة. هذا الأخير يحتاج إلى معالجة جادة ، لأنه إذا وصل الغضب إلى هذه المرحلة ، فقد مرت الشخصية بالفعل بتحولات معينة تتطلب تصحيحًا عاجلاً. خلاف ذلك ، تصبح الحياة الطبيعية مستحيلة بالنسبة للإنسان.
4-يتلاشى الغضب
في هذه المرحلة ، ينطفئ الفلاش ، وغالبًا ما يندم الشخص على كل ما تمكن من القيام به. في بعض الحالات ، لم يعد من الممكن تصحيح عواقب المرحلة السابقة. غالبًا ما يلاحظ علماء النفس مثل هذا النمط الذي تتسبب فيه التوبة وعدم وجود خيارات لتصحيح الأخطاء التي ارتكبت بالفعل في حدوث نوبة جديدة من الغضب في المرحلة الثالثة.

آثار الغضب

تُؤثّر العدوانية الناجمة عن الغضب على المجتمع، إذ تتسبّب في مشكلاتٍ اجتماعية وصحيّة عديدة، فالأشخاص الذين يُعانون من الغضب المزمن يفتقرون لتكوين الصداقات، كما أنّ ميلهم للاكتئاب يُقلّل من ظهور أيّة ألفة ومودّة في علاقاتهم مع الآخرين، الأمر الذي يُؤثر سلباً على صحتهم، وذلك لأنّ العلاقات الناجحة تُحافظ على صحة الأشخاص، كما لا يتمكّن الأشخاص العدوانيين إثر الغضب الاستفادة من الدعم المقدّم لهم؛ لأنّهم لا يُدركون مدى تأثير سلوكهم وسخريتهم في إبعاد الناس عنهم  ويُشار إلى أنّ الغضب يقود الشخص إلى استخدام ألفاظٍ أو أفعال عدوانية مصحوبة بسلوكيات غير مرغوبة، مثل: الغضب أثناء القيادة، والعنف المنزلي، وإساءة معاملة الأطفال، الأمر الذي يُؤثّر سلباً في مستقبل الفرد؛ مثل: فقدان الوظيفة، أو الأسرة، أوالصداقات، أو حتّى الوصول للسجن أحياناً.

نصائح للسيطرة على الغضب بطرق صحية

-تقبل مشاعر الغضب كونها جزء لا يتجزأ من حياتك.
-تعرف على السبب الأساس للغضب فذلك سيساعدك في محاولة الوصول إلى استراتيجيات للتعامل معه.
-حاول ممارسة الاسترخاء أو التأمل أو اليوغا.
-اذهب بعيدًا عن المكان الذي حدث فيه الموقف حتى تهدأ خاصة إذا فقدت السيطرة على غضبك.
-قم بممارسة أي نشاط جسدي، مثل: الركض، أو بعض الرياضات الخفيفة.
-تحدث مع شخص قريب منك للتنفيس عن المشاعر السلبية المتراكمة بداخلك.



420 Views