مفهوم الحب في المسيحية

كتابة انور القثمي - تاريخ الكتابة: 9 مايو, 2020 8:36
مفهوم الحب في المسيحية


مفهوم الحب في المسيحية له اختلافات معينة في بعض الأنماط، نوضحها في تفاصيل هذا الموضوع.

مفهوم الحب في المسيحية

هو أن يصبح الشخص مغرماً بشخص آخر أو أن يبدأ في الشعور بمشاعر الحب تجاهه. إن الوقوع في الحب هو تعبير يصف حالة الإنسان العاطفية عندما تبدأ مشاعر السعادة التي يعتقد أنها الحب في أن تمسك بتلابيب قلبه. لا يتحدث الكتاب المقدس عن الوقوع في الحب، بل يقول الكثير عن الحب نفسه، فيقدم الكتاب المقدس الحب ليس كمشاعر بل كفعل إرادي. نحن نختار أن نحب؛ أي أننا نكرس أنفسنا لكي نعمل ما هو لخير شخص آخر. وتعتمد فكرة الوقوع في الحب على المشاعر الدافئة و الأكثر ترجيحاً تدفق الهرمونات. أما النظرة الكتابية للحب هي أنه يمكن أن يوجد بمعزل عن المشاعر؛ فلا حاجة للهرمونات لكي نطيع الوصية تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ، فهويعتمد على المشاعر أو المنفعة أو الإنجذاب الرومانسي. إن مفهوم “الوقوع في الحب” يضع أهمية زائدة على الحالة العاطفية للأشخاص. بل إن العبارة اللغوية ذاتها تجعل الأمر يبدو وكأنه حادث عرضي.

المحبه في كورنثوس الأولي

الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ: بل هي نوع من السلوك الذي يقول صاحبه باستمرار “أنا فعلت، أنا عندي، أنا صنعت….. إلخ”. وكثيراً جداً ما يُستَخدَم الضمير “أنا” بواسطة مثل هذا الشخص. ونحن أيضاً كمسيحيين، أحياناً ما نفعل نفس الشيء. فنقول: “أنا صنعت هذا لأجل الرب…” أو “أني صليت هذا المقدار” أو “قضيت الكثير من الوقت في دراسة الكتاب المقدس اليوم” أو “أعرف هذا وذاك من الكتاب المقدس” مما يعني أني أحق منك لأنك على الأغلب لم تقم بالأمر “بهذا القدر”. ومع ذلك، فنحن عندما نحب لا نتفاخر، لأننا ندرك أنه لا يوجد أي شيء يميزنا عن أي أخ أو أخت لنا في الجسد. وكما تقول كورنثوس الأولى 

  • كورنثوس الأولى اَلأَشْيَاءُ الْعَادِمَةُ النُّفُوسِ الَّتِي تُعْطِي صَوْتًا: مِزْمَارٌ أَوْ قِيثَارَةٌ، مَعَ ذلِكَ إِنْ لَمْ تُعْطِ فَرْقًا لِلنَّغَمَاتِ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا زُمِّرَ أَوْ مَا عُزِفَ بِهِ”
  • كل شيء نمتلكه لم نحققه من أنفسنا بل أُعطِيَ لنا من قِبَل الرب. ولهذا، ليس لنا الحق في التفاخر بأي شيء أو بأي أحد غير الرب. كما تقول لنا كورنثوس الأولى 
  • كورنثوس الاولى : مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ إذاً، هل سنفخر بقدراتنا، بقيمتنا أو حتى بتقوانا؟ نحن لن نفعل هذا إن كانت المحبة فينا. لأنه، إن كنا نحب سنفخر فقط بالرب.

محبة بلا حدود 

مرقس “وَفِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ. وَكَانَ قَوْمٌ مُغْتَاظِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا: لِمَاذَا كَانَ تَلَفُ الطِّيبِ هَذَا؟ لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ. وَكَانُوا يُؤَنِّبُونَهَا. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: ﭐتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً. لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ وَمَتَى أَرَدْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِمْ خَيْراً. وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ. عَمِلَتْ مَا عِنْدَهَا. قَدْ سَبَقَتْ وَدَهَنَتْ بِالطِّيبِ جَسَدِي لِلتَّكْفِينِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا”.

ومعنى الجملة متى كانت آخر مرة قمت بها بعمل يعبّر عن محبتك لشخص مميز في حياتك؟ مثل إهداء هذا الشخص باقة ورد، أو بطاقة جميلة، أو شراء هدية معبرة عن عمق مشاعرك تجاه هذا الشخص.

أنواع الحب في المسيحية

  •  حب الأيروس ويسمى الحب الطفولى، وهو الحب الأنانى الشهوانى، وأيروس هو إله الحب عند الإغريق وكان اليونانيون القدماء يعبدونه باعتباره إلهًا للشهوة أى أن حب الأيروس هو حب يتسم بالأخذ ورغبة الامتلاك ولما كان الطفل الصغير يرغب فى امتلاك كل ماهو حوله، حيث تسيطر عليه شهوة الأنا الامتلاكى أو الحب الشهوانى الاستئثارى.
  • حب الفيليا وهو الحب الانسانى الطبيعى أو الحب الرومانسى، وهو نوع آخر من الحب أكثر نضوجا من حب الايروس فهو الحب الذي يتبادله الناس فيما بينهم، حيث يتبادلون المشاعر الإنسانية الرقيقه ومن خلاله تسود مشاعر الود بين البشر، ونرى هذا الحب في علاقات الصداقه بصفه عامه ونراه أيضا في العلاقه بين الرجل والمراة التي تتخذ احياناّ اتجاهاّ عاطفيا، فيه نجد حب الفيليا يخرج شحناته العاطفية المتدققة ويسمى لذلك الحب الرومانسى.
  •  الحب الاغابى وهو الحب الالهى او الحب المسيحى او الحب الحقيقى وهو يعتبر اعلى واطهر وانقى مستويات الحب لانه حب من الله فحب الله للخليقه هو حب الاغابى بل ان الله هو الحب ذاته ونحن قد عرفنا الحب حينما عرفنا الله وصدقنا المحبة التى الله فيناا لله محبة ان حب الاغابى هو الحب الانسانى الاصيل الذى كان عند ادم وحواء قبل السقوط حيث كان القلب نقيا والفكر مستنيرا بالله لذلك كان كل من ادم وحواء قادراّ على البذل الكامل والعطاء بلا توقف ولم يكن هناك حد فاصل بين حبهما لله وحبهما لبعضهما البعض حيث اكتسبا قدره الحب من الله.

هذا هو مفهوم الحب في المسيحية وقد تبين من خلاله المعاني الواردة في معنى الحب عند المسيحية، والأنماط التي بين مفهوم هذا الحب في المسيحية.



610 Views