مفهوم الحرية في الفكر الإسلامي

كتابة حنان الشهري - تاريخ الكتابة: 23 فبراير, 2022 9:16
مفهوم الحرية في الفكر الإسلامي


مفهوم الحرية في الفكر الإسلامي كما سنتحدث كذلك عن مفهوم الحرية في الفكر الإسلامي وأنواع الحرية في الإسلام ومفهوم الحرية في القانون وضوابط الحرية في الإسلام كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

مفهوم الحرية في الفكر الإسلامي

1-الحرية في النظرة الإسلامية ضرورة من الضرورات الإنسانية، وفريضة إلهية وتكليف شرعي واجب.. وليست مجرد “حق” من الحقوق، يجوز لصاحبه أن يتنازل عنه إن هو أراد !
فمقام الحرية يبلغ في الأهمية وسلم الأولويات، مقام الحياة التي هي نقطة البدء والمنتهى، وجماع علاقة الإنسان بوجوده الدنيوي..
لقد اعتبر الإسلام “الرق” بمثابة “الموت”، واعتبر “الحرية” إحياء “وحياة”.. فعتق الرقبة، أي تحرير العبد، هو إخراج له من الموت الحكمي إلى حكم الحياة.. وهذا هو الذي جعل عتق الرقبة- إحياءها- كفارة للقتل الخطأ الذي أخرج به القاتل نفساً من إطار الأحياء إلى عداد الموتى، فكان عليه، كفارة عن ذلك، أن يعيد الحياة إلى الرقيق بالعتق والتحرير:
{ ومن قتل مؤمناً خطئاً فتحرير رقبة مؤمنة } [النساء:92].
وبعبارة واحد من مفسري القرآن الكريم- الإمام النسفي (719 هـ / 1310م)-: ” فإنه – أي القاتل- لما أخرج نفساً مؤمنة من جملة الأحياء، لزمه أن يدخل نفساً مثلها في جملة الأحرار، لأن إطلاقها من قيد الرق كإحيائها، من قبل أن الرقيق ملحق بالأموات، إذ الرق أثر من آثار الكفر، والكفر موت حكماً ” وفي الآية (122) من سورة الأنعام: { أومن كان ميتاً فأحييناه }.(2)
2-النظرة الإسلامية للحرية قد ربطت قيمة الحرية بالإنسان مطلق الإنسان، وليس بالإنسان المسلم وحده، وإذا كان الدين والتدين هو أغلى وأول ما يميز الإنسان، فإن تقرير الإسلام لحرية الضمير في الاعتقاد الديني لشاهد على تقديس حرية الإنسان في كل الميادين.. فهو حر حتى في أن يكفر، إذا كان الكفر هو خياره واختياره:
{ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي }[البقرة:256].
لم يكن موقف الإسلام من “الحرية” وعداؤه “للعبودية” مجرد موقف”فكري” “نظري”، وإنما تجسد على أرض الواقع تجربة “إصلاحية 3-ثورية” شاملة غيرت المجتمع الذي ظهر فيه تغييراً جذرياً- وذلك هو الذي يحسب للإسلام، ولا تحسب عليه “الردة” التي حدثت عندما استشرى الاسترقاق في فترات لاحقة من التاريخ.

أنواع الحرية في الإسلام

1-الحرية الفكرية:
لقد أعطى الإسلام للإنسان حرية التفكير والإبداع طالما أنه في حدود الآداب العامة. فالمهم أن ما يترتب على هذا الفكر، لا يكون به ضرر للشخص أو لغيره من الناس.
2-الحرية السياسية:
فلقد جاء الإسلام لتحرير الناس من العبودية فلا حجر على إبداء رأيه، طالما أنه ليس طعناً في الدين أو الخروج عليه. فيجب عليه الالتزام بالقيم الإنسانية.
3-حرية القول :
للإنسان الحرية فيما يقول كما له حرية فيما يفكر، ولكن بشرط عدم إيذاء الآخرين بكلامه.
فالحرية هنا ليست مطلقة إنما مقيدة بعدم الإيذاء للغير، أو الصمت أفضل في مقال عن ضوابط الحرية في الإسلام وأنواعها.
4-حرية العقيدة:
لقد كفل الإسلام للناس حرية العقيدة، فكل إنسان حر بما يعتنق وبما يؤمن.
فلا إجبار لأحد على معتقد معين في الإسلام.
5-حرية الكسب والتملك:
العمل مكفول لجميع الناس طالما أنه عمل مباح، وقد حث الإسلام كثيراً على العمل والكسب والتملك. وذلك على عكس العديد من الأنظمة العالمية التى تناسب جميع الممتلكات للدولة.

مفهوم الحرية في القانون

يختلف مفهوم الحرية باختلاف الثقافات والظروف وكذلك باختلاف مستوى وعي الناس بالحقوق والواجبات.
وهناك دول رغم أن سقف الحريات فيها مرتفع، ولكن مع هذا تظل المطالبة برفع السقف عالياً في كل مرة.
الحريات في العالم للأسف مرهونة في قبضة الساسة أو الحكام دون النظر لحرية الشعب نفسه.
فالدول التي تعاني من القمع في الحريات تعاني من التخلف الفكري والجمود.
ولهذا نجد أن الدول التي تعاني اقتصادياً هي نفسها الدول التي تقمع حريات شعوبها.
الحرية هي إحدى ركائز التطور والتقدم. ولهذا نجد معظم الشعوب تثور مطالبة بالحصول على المزيد من الحريات من أجل أن تعيش بكرامة وتنال ما تريده من تعليم وتأهيل.
ولهذا نجد أن المؤشرات العالمية تركز دوماً على مؤشر الحريات كمعيار لتقدم أو تأخر بلد ما.

ضوابط الحرية في الإسلام

1-حرمة الذات:
وذلك بعدم الاعتداء عليها , قال تعالى: ” مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) سورة المائدة .
2-تأمين الذات:
بضمان سلامة الفرد و أمنة في نفسه و عرضه و ماله: عنْ أَبِى سَعِيدٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الْوَدَاعِ : أَلاَ إِنَّ أَحْرَمَ الأَيَّامِ يَوْمُكُمْ هَذَا , ألا وَإِنَّ أَحْرَمَ الشُّهُورِ شَهْرُكُمْ هَذَا , ألا وَإِنَّ أَحْرَمَ الْبِلاَدِ بَلَدُكُمْ هَذَا , أَلاَ وَإِنّ َدِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ , عَلَيْكُمْ حَرَامٌ , كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا , في شَهْرِكُمْ هذا في بَلَدِكُمْ هَذَا , أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ ؟ قَالُوا نَعَمْ , قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ.أخرجه احمد



406 Views