مفهوم الصداقة

كتابة مها العتيبي - تاريخ الكتابة: 10 يناير, 2021 7:49 - آخر تحديث : 21 ديسمبر, 2022 10:51
مفهوم الصداقة


مفهوم الصداقة مفهوم الصداقة في علم النفس معنى الصداقة واهميتها تعريف الصداقة في الاسلام في هذه السطور التالية.

مفهوم الصداقة

الصداقة هي علاقة إنسانية مبنية على مجموعة من الأسس المتينة كالصدق، والمحبة، والتعاون، والإخلاص، والتفاهم، والثقة، وفي حال فُقدَت هذه الأركان فإنَّ الصداقة تهتز وتضعف وتتعرض للكراهية، والقطيعة، والخيانة، ومفهوم الصداقة مشتق من كلمة الصدق التي تسمح للأصدقاء بأن يتبادلوا أطراف الحديث والهموم بكل صدقٍ بعيدًا عن الكذب والنفاق.

أهمية الأصدقاء في حياتنا

1. اختيار الصديق هو انعكاسٌ لِذَاتِنَا ولحياتنا، فنختار إما طريق السعادة، وإما طريق الوقوع في المشاكل.
2. تُعتبر الصداقات مأمنًا لتبادل جميع الأسرار التي تحدث لنا، سواء الصغيرة أو الكبيرة.
3. تعزيز ثقتنا في أنفسنا، وتشجيعنا على القوة، ومتابعة المسير، من أهم الأمور التي تبنيها الصداقة.
4. الصديق ملجأ نقصِده للشعور بالراحة والحرية، فلا تقييد ولا تصنُّع ولا تزييف للشكل والحديث والأسلوب.
5. يحمينا الصديق من الوحدة، فبه ومعه نتجاوز الوحدة والشعور بالضيق من الحياة ومشاكلها.
6. الضحك والسعادة التي تَعْتَرِينَا حال جلوسنا مع الأصحاب، فالمشاعر مفعمة بالحب والراحة بين الجميع.
7. الصديق شريك دائم في شتى ذكريات الحياة، سواء الذكريات السعيدة أو السيئة في حياتنا.

خصائص الصداقة

الاعتمادية المتبادلة التي تبرز من خلال تأثير كل طرف على مشاعر ومعتقدات وسلوك الطرف الآخر
الميل إلى المشاركة في مختلف النشاطات والاهتمامات بخلاف العلاقات السطحية المتركزة غالبا حول موضوع أو نشاط واحد
قدرة كل طرف على استثارة انفعالات قوية في الطرف الآخر وهي خاصية مترتبة على الاعتمادية، إذ تعد الصداقة مصدرا لكثير من المشاعر الإيجابية السارة أو غير السارة حيث تعتبر الصداقة مهمة في حياتنا إذ يحتاج كل منا إلى إنسان يبادله المشاعر والأحاسيس وينصحه ويرشده إلى الصواب وأهم عامل أساسي للصداقة هو الصدق لأن الصداقة من دون صدق لاقيمة لها مصالح ومن ثم تنقطع بانقطاع المصالح.

أشكال الصداقة

تتعدد أشكال الصداقة اليوم وتختلف درجاتها، حيث يمكن تقسيمها إلى :
صداقة المحبة :
هي الصداقة التي تتحول إلى محبة بين الطرفين، حين يبذل كل شخص ما لديه من أجل الطرف الآخر.
صداقة العمل :
هي التي تنشأ بين الزملاء داخل أماكن العمل، وغالبا لا تستمر خارجه.
صداقة الهدف :
هي التي تنشأ من أجل تحقيق هدف معين كـ الانتخابات مثلا، وتنتهي هذه الصداقة بتحقيق هذا الهدف.
صداقة المصلحة :
هي التي يكون دافعها شيء معين مثل حاجة الإنسان للمساعدة.
صداقة الرأي :
هي التي تنشأ بسبب التوافق في الآراء حيال قضية معينة من قضايا الساعة.
صفات الصّديق الحقيقي
أن يكون صادقًا:
وهو أساس الصّداقة الحقيقيّة، فالصّديق الحقيقي هو من يصارح صديقه بالحقيقة بلباقة، دون جرح مشاعره، ويتجنّب الكذب عليه، أو مراوغته لإخفاء الحقيقة، فالكذب أو كما يُسمّيها البعض المجاملة، قد تُسعد الصّديق لفترة قصيرة، ولكنّها تعود لتسبّب له شعورًا بالخذلان، والحزن، أمّا الصّدق حتّى لو كان قاسيًا في حينه، ولكنّه يُثمر على المدى البعيد.
أن يكون منفتحًا على الآخر:
فالصّديق الحقيقي يقبل صديقه ويقتنع به كما هو، دون محاولة تغييره ليصبح نسخة عنه، أو كما يحب، ويحترم قرارات صديقه، وخياراته، مع نصحه بالرّأي الأصوب دون فرض الأمر عليه، فهو يتقبّل الاختلاف، ويشجّع صديقه للمضي لتحقيق أهدافه، وطموحاته، وأن يكون سعيدًا في حياته.
أن يكون متفهّمًا وغير متطلّب:
فالتزامات الحياة كثيرة، وقد يحتاج الشّخص بعض الوقت لنفسه لينجز بعض المهام، وهنا الصّديق يجب أن يراعي ويتفهّم هذا الأمر، ولتحقيق ذلك يُنصح بالبحث عن صديق ضمن الفئة المشابهة له، فمثلاً الأشخاص الذين يقضون أوقاتًا طويلة في العمل، يناسبهم الأصدقاء الذي يضعون عملهم وحياتهم المِهْنيّة في سلّم أولويّاتهم، أو إن كان الشّخص يملك أسرة وأطفالًا، فمن الجيّد أن يكون صديقه مثله، يراعي أنّ الأسرة هي الأولويّة، ولها الكثير من الحقوق لأدائها التي تتطلّب الكثير من الوقت.
أن لا يُصدر أحكامًا:
أي أن لا يطبع الصّديق على صديقه صفة سلبيّة بمجرّد أن وجد ما لا يُعجبه من صديقه، فقد تكون ظروفه أجبرته على ذلك، وأن يجد له المبرّر والعذر، ويحاول قلبها لصفة إيجابيّة، فمثل هذا الصّديق يجعل الشّخص واثقًا من نفسه، لا يخجل من أخطائه، أو زلاّته، أو حتّى صفاته التي يراها الصّديق سلبيّة، ولكنّها حريّة شخصيّة للفرد نفسه، فتهديد الخصوصيّة، والتّشكيك الدّائم من قبل صديق متسلّط يجعل الشّخص غير مرتاح بالعلاقة، ولا يشعر بالأمان، ويتحيّن الفرص لإنهائها.
أن يكون وفيًا:
وهي من أهم صفات الصّديق الحقيقي، إذ يجب أن يكون مخلصًا لصديقه، أمينًا على أسراره، ودائم التّواجد مع صديقه في أوقاته الصّعبة، قبل الجيّدة، ولا ينحصر الوفاء بما سبق، فهو مفهوم شامل وواسع لا يمكن حصره ببعض كلمات.
أن يحترم صديقه:
الاحترام يعزّز الصّداقة، وينمّيها مع الوقت، فالصّداقة التي تفتقر للاحترام مهدّدة بالفشل، وحدوث الخلافات، والانتهاء بالافتراق، فالاحترام المتبادل بين الصّديقين لا يقل أهميّة عن الصّدق، أو الوفاء.
أن يكون جديرًا بالثّقة:
بأن يكون أهلًا للصّداقة، بالالتزام بالمبادئ الأخلاقيّة، وأن يكون الحائط القوي الذي يستند صديقه عليه، ويحفظه في غيبته، ويعده صديقًا دائمًا، وليس مرحلة في حياته.

نصائح للحفاظ على الصداقة مدى الحياة:

– التعامل مع الصديق بمرونة والتخلُّص من القيود التي تؤثر سلبًا على العلاقة.
– الإحترام المتبادل بين الأصدقاء.
– انتشار التسامح والعفو في علاقات الصداقة.
– الحفاظ على الأسرار التي يبوح بها الأصدقاء لبعضهم البعض.
– التعامل مع بعضهم البعض بحسن نية دون وضع أهداف أو مصالح.
– الصبر على تصرفات الصديق التي قد تصدر منه نتيجة مروره بفترة من الأزمات والضيق.
– الإعتذار في حال ارتكاب الأخطاء بطريقةٍ مهذبة بعيدًا عن الشجار والصوت المرتفع.
– السؤال الدائم والاطمئنان على الصديق.
– الخروج في رحلاتٍ ترفيهية ونزهاتٍ مميزة.
– إبعاد الصداقة عن كل ما يمكن أن يُسيئ لها.
– احترام أهل الصديق وتقديم المساعدة لهم وقت الحاجة.
– استماع الصديق لمشاكل صديقه وتقديم العون له وقت الحاجة.
– التركيز على إيجابيات الصديق وعدم التركيز على عيوبه.
– عدم التدخل بشؤون الصديق الخاصة إلا برغبته.

قواعد الصداقة الحقيقية

يفضل البعض عدم إدراج بعض أشكال الصداقة السابقة الذكر ضمن مفهوم الصداقة، نظرا لكون الهدف من بعضها هو تحقيق منفعة معينة، لذلك يرى الناس أن الصداقة الحقيقية بين الأصدقاء يجب أن ترتكز على عدة قواعد كالحب في الله ، حيث يحب كل فرد الخير وما يبتغيه لنفسه لصديقه أيضا، إضافة إلى الاخلاص والعمل على استمرارية الصداقة وتجاوز الأخطاء والزلات والتغاضي عنها أحيانا، مع ضرورة تقديم النصح للصديق، وعدم التدخل في شؤونه الخاصة تجنبا لانهيار الصداقة.



761 Views