موضوع عن بر الوالدين

كتابة امينة مصطفى - تاريخ الكتابة: 22 سبتمبر, 2021 10:24
موضوع عن بر الوالدين


موضوع عن بر الوالدين نقدمها لكم من خلال مقالنا هذا بالفقرات الكاملة له ويتكون من مقدمة عن بر الوالدين وأهميّة برّ الوالدَين في السنّة النبويّة وطرق بر الوالدين وخاتمة عن بر الوالدين.

موضوع عن بر الوالدين

عناصر الموضوع
1- مقدمة عن بر الوالدين
2-أهميّة برّ الوالدَين في السنّة النبويّة
3-طرق بر الوالدين
4- خاتمة عن بر الوالدين

مقدمة عن بر الوالدين

-مما لا شك فيه ولا يقبل التهاون أن الوالدين هم أفضل ما من الله به على الإنسان، فلولاهم كانت الحياة غابة، فالمشاعر الإنسانية وحدها لا تكفي لكي تنشأ رضع على الحنو والعطف، فالأبوين هم خزائن الرحمة التي وضعها الله في الأرض لتغذي الأبناء، فالغذاء الأول للطفل ليس الطعام ولا الشراب، بل الحنان، الطفل يهدأ حين يأمن، ويسكن حين يطمأن، فالأم بداخلها عطف يجتاح العالم، وخوف على رضيعها لا يضاهيه خوف، لذلك فخير ما يقدمه الإنسان لوالديه ذلك العطف في الكبر، كما امرنا الله تعالى، فالتأفف من الوالدين وقول الكلام الغير لائق لهم، ليس فيه من الإسلام شيء.
-فخير الناس خيرهم لأهله، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” مما يدل على مكانة الأبوين، وعظمة وجودهم في حياة الأبناء، وكثيراً ما نرى من مخالفات في الشرع من الأبناء، حيث يوجد من يعوق والديهن ومن يهينهم، فوالله لم ترى الجنة ولا تشم رائحتها، فباب الجنة لا يفتح لعاق، ولا الله يرضى عن فاجر، فخذوا أبويكم سلماً للجنة، وأتقو الله فيهم ما داموا أحياء، فهي نعمة لا يدركها إلا كل ذي عقل وحكمة.

أهميّة برّ الوالدَين في السنّة النبويّة

أكّدت نصوص السنّة النبويّة المطهرة على أهميّة برّ الوالدَين في العديد من الأحاديث، فالإحسان إلى الوالدَين، ورعايتهما، وتلبية حاجاتهما أهمّ وأفضل من العديد من الأعمال التي تُؤدّى في سبيل الله، كما أخرج الإمام مُسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- أنّه قال: (أَقْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: أُبَايِعُكَ علَى الهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ، قالَ: فَهلْ مِن وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قالَ: فَتَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فأحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا) فالجدير بالمسلم السَّعي لنَيْل برّ بوالدَيه، ورعايتهما،
وتتأكّد أيضاً أهميّة برّ الوالدَين في الإسلام؛ باعتباره سببٌ من أسباب دخول الجنّة، والفوز برضا الرحمن، وممّا يدلّ على ذلك من السنّة النبويّة: قَوْله -عليه الصلاة والسلام-: (رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ)،فالبرّ بالوالدَين استجابةٌ لأوامر الله، وطاعةٌ له، فالله -سُبحانه- وصّى الإنسان بوالديه إحساناً، والأخذ بالوصيّة علامةٌ على طاعة العبد لربّه، وتعبيرٌ عن شُكْر الابن لوالدَيه على ما قدّما في حياتهما، وهو عملٌ يؤدي إلى مقابلة الإحسان بالإحسان حينما يجد البارّ بوالدَيه آثار عمله الصالح في سلوك أبنائه، وبرّهم به، قال -تعالى-: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ).

طرق بر الوالدين

– إنّ أبواب البرّ واسعةٌ لا حصر لها، وذلك لحكمة ربّما هي أنّ النفس تملّ لو كان البر محصورًا في أبواب معيّنة، والنفس في الحياة هي أكثر ما يملّ من الروتين والأمور المكرورة، فلذلك ينبغي التجديد المستمر في الحياة لتتجدّد النفس ويتجدّد معها عطاؤها، فمن هنا كان باب البرّ واسعًا ليتكيّف الابن معه ويؤدّيه على النحو الذي ينبغي له بكلّ ما أوتي من روح مبدعة تتوق إلى الجديد وتنبذ القديم الذي لا حياة فيه، ولكنّ هذا التجديد يكون في الهيئات وكيفية الأداء لا في الجوهر، فالطاعة والتوقير والاحترام والمحبة وغيرها من المشاعر والواجبات تجاه الوالدَين يجب أن تبقى ثابتة راسخةً رسوخ ثبير وأحد والتوباد.
– وإنّ درجات بر الوالدين تتفاوت، فليست كلّها لها نفس الوقع في قلوب الوالدين؛ إذ منها ما يقع منهم موقع الإجلال، ومنها ما يقع موقع المحبة، ومنها ما يقع موقع الاحترام، فكلّ فعل له ردّة فعل تناسبه وتليق به، فمن طرق بر الوالدين في حياتهما أن يلبّي احتياجاتهما بسرعة خاطفة مهما كان الذي يشغله عنهما؛ فالطاعة هي من حقوق الوالدين على أبنائهم، ومن طرق البر كذلك أن يكرمهما ويصونهما عن الأذيّة ولا سيّما المعنويّة منها حين يسبّهما شخص ما بسبب ما يفعله الابن، وأيضًا من صور البر أن يعلم كيف يتعامل معهما، فليس التعامل مع الوالدين يشبه التعامل مع الآخرين؛ فللوالدين أسلوب معيّن في المعاملة ينبغي للابن معرفته جيّدًا.
-مثلًا من البر أن يمشي الابن خلف والده أو على طرفيه، ولا يجوز للابن أن يمشي أمامه، وعند التحدّث مع أحد الوالدين ينبغي للابن أن يخفض صوته وألّا ينظر في وجه أحدهما، بل يصوّب بصره إلى موضع قدم كلّ منهما، وأن ينادي كلّ واحد منهما بأبي أو أمّي، ولا ينادي أيًّا منهما باسمه، وأيضًا أن يبالغ ويغالي في الإنفاق عليهما إن كانا بحاجة لذلك، وألّا ينتظرهما ليطلبا ما يشتهيان، بل الواجب أن يبادر هو وأن يحضر لهما ما يشتهيان، ومن تمام البرّ أيضًا إدخال السرور والسعادة عليهما وعدم إغضابهما ولو بشقّ كلمة، ومن صور البرّ التي لا ينتبه الناس إليها عادة هي المشاورة في شؤون الحياة كلّها.

خاتمة عن بر الوالدين

وفي خاتمة موضوعنا عن بر الوالدين هؤلاء العظماء الذين بذلوا الغالى والنفيس من أجل تربية أبنائهم والإحسان لهم في الصغر والكبر أنه ينبغى على الأبناء رد الجميل والإحسان لوالديهم بكل الطرق قبل فوات الأوان والإعتذار عن الإساءة إليهم بل والدعاء لهم طول الوقت بوافر الصحة وطول العمر ، قال تعالى : ” وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” (24) الإسراء .



516 Views