نهاية الزواج عن حب

كتابة هنادي الموسى - تاريخ الكتابة: 11 يناير, 2021 6:52 - آخر تحديث : 28 ديسمبر, 2022 6:05
نهاية الزواج عن حب


نهاية الزواج عن حب نتحدثعنه في هذا المقال ونتعرف أيضا أسباب تدعو للبعد عن الزواج عن الحب وتعريف الزواج تابعوا السطور القادمة.

نهاية الزواج عن حب

في أحدى الدراسات دراسة لأستاذة علم الاجتماع على 1500 أسرة كانت النتيجة أن أكثر من 75 % من حالات الزواج عن حب انتهت بالطلاق ، بينما كانت تلك النسبة أقل من 5% في الزيجات التقليدية يعني التي لم تكن عن حبٍّ سابق ويمكن ذكر أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذه النتيجة :
– الاندفاع العاطفي يعمي عن رؤية العيوب ومواجهتها  كما قيل : “وعين الرضا عن كل عيب كليلة”  وقد يكون في أحد الطرفين أو كلاهما من العيوب ما يجعله غير مناسب للطرف آخر ، وإنما تظهر تلك العيوب بعد الزواج
– العاشقان يظنان أن الحياة رحلة حب لا نهاية لها ، ولذلك نراهم لا يتحدثان إلا عن الحب والأحلام .. إلخ ، أما المشكلات الحياتية وطرق مواجهتها ، فلا نصيب لها من حديثهم ، ويتحطم هذا الظن بعد الزواج ، حيث يصطدمان بمشكلات الحياة ومسؤولياتها .
– العاشقان لم يعتادا على الحوار والمناقشة وإنما اعتادا على التضحية والتنازل عن الرغبة ، إرضاءً للطرف الآخر ، بل كثيراً ما يحصل بينهما خلاف لأن كل طرف منهما يريد أن يتنازل هو ليرضي الطرف الآخر ! بينما يكون الأمر على عكس ذلك بعد الزواج  وكثيراً ما تنتهي مناقشاتهم بمشكلة ، لأن كل واحد منهما اعتاد على موافقة الطرف الآخر على رأيه من غير نقاش .
– الصورة التي يظهر بها كل واحد من العشيقين للآخر ليست هي صورته الحقيقية ، فالرفق واللين والتفاني لإرضاء الآخر هي الصورة التي يحاول كل واحد من الطرفين إظهارها في فترة ما يسمى بـ “الحب” ولا يستطيع الاستمرار على هذه الصورة طول حياته  فتظهر صورته الحقيقية بعد الزواج وتظهر معها المشكلات.
– فترة الحب مبنية غالباً على الأحلام والمبالغات التي لا تتناسب مع الواقع بعد الزواج . فالعاشق يَعِدها بأنه سيأتي لها بقطعة من القمر ، ولن يرضى إلا أن تكون أسعد إنسانة في الدنيا كلها .. إلخ . وفي المقابل .. هي ستعيش معه في غرفة واحدة ، وعلى الأرض وليس لها أية طلبات أو رغبات ما دامت قد فازت به هو ، وأن ذلك يكفيها !! كما قال قائلهم على لسان أحد العاشقين : “عش العصفورة يكفينا” ، و “لقمة صغيرة تكفينا” و “أطعمني جبنة وزيتونة” !!! وهذا كلام عاطفي مبالغ فيه . ولذلك سرعان ما ينساه الطرفان أو يتناسياه بعد الزواج ، فالمرأة تشتكي من بُخل زوجها ، وعدم تلبيته لرغباتها ، والزوج يتأفف من كثرة الطلبات والنفقات.

لهذه الأسباب احذري الزواج عن حبّ فقط!

الحب هو عاطفة متغيرة
يمكن للحب الذي تشعرين به تجاه شخص معيّن أن يتبخر في الهواء بالسرعة نفسها التي وقع بها قلبك أسير أحدهم. ولكن ما العمل بعدها؟ إما أن تنتهي العلاقة والزواج الذي يجمعك به أو قد تصبح علاقة سامّة، لأنه ببساطة إن كان الحب هو السبب الوحيد الذي يربطك بالآخر، فسرعان ما سيذوب ويختفي.
الحب لا يصنع أسساً قويّة تكفي للارتباط
نعم، يمكن للحب أن يكون قوياً، ولكنه في الحقيقة عرضة للتبخر، أي إنه لا يمكن أن يشكل قاعدة متينة لارتباط يدوم مدى العمر بمعنى آخر، أيّ زواج مبنيّ على الحب فقط، سيكون عرضة للانهيار.
الحب بعيد عن كل حاجات الإنسان
إن كل شخصين يرغبان في الزواج يحتاجان أولاً إلى الاحترام المتبادل، والأهداف المشتركة، والتوافق أكثر من مجرد الحاجة إلى الحب في علاقة طويلة الأمد. كل شخص يحتاج إلى الشعور بأنه محبوب ومرغوب، ولكن العلاقة القوية والمتينة تحتاج إلى أمور أكثر من ذلك.

تعريف الزواج

يعرف الزواج في كلّ المجتمعات الإنسانيّة على أنّه إشهار ارتباط شخصين ببعضهما البعض وذلك بغرض تكوين أسرة مستقلّة جديدة تنطوي داخل المجتمع الإنسانيّ الكبير، وتتأسّس على التفاهم والتواصل الصحّي والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة جميعهم الذين يربطهم الحبّ بدءاً من أساس الأسرة ألا وهما الزوجان المسؤولان بشكل أساسيّ عن جودة حياتيهما وحياة أطفالهما، ويعرف الزواج أيضاً على أنّه انتقال المرء من حياة العزوبيّة والفرديّة إلى حياة الشراكة التامّة وهو ما سيحتاج الكثير من الجهد لإبقاء هذه الشراكة على مستوى عالٍ من النجاح والوفاق ممّا سينعكس إيجاباً على أطراف العلاقة المعنيّين وعلى المجتمع ككل، ويعرف الزواج أيضاً بأنّه عقد رباط بين رجل وامرأة يستمرّ مدى الحياة كما يفترض ولا ينفسخ إلّا بالطلاق أو الهجر بقرار أحد الطرفين أو بالاتّفاق بينهما، ولكنّه في الأساس يعرف على أنّه عقد يقوم على الأبديّة، وعلى الزوجين احترام هذا المفهوم احتراماً تامّاً وإعطائه ما يجب من أجل تحقيق استقراره واستمراريّته، وبالطّبع فقد اختلفت الآراء حول تعريف الزواج تعريفاً موحّداً ولكنّه في النهاية يؤدّي إلى نفس المفهوم.

حكم الزواج

بيّنت الشريعة الإسلامية حكم الزواج، إلّا أنّ حكمه يختلف باختلاف حال الشخص، والقدرة المالية والجسدية الخاصة به، وقدرته على تحمّل المسؤولية، وفيما يأتي بيان أحكام الزواج بشكلٍ مفصّلٍ:
الزواج الواجب
يكون النكاح واجباً عند عامة الفقهاء، عند الخوف على النفس من الوقوع في المحرّمات والمحظورات، فالواجب إعفاف النفس ومنعها من الوقوع فيما نهى الله عنه، حيث لا يوجد أيّ سبيلٍ لعدم الوقوع في ذلك، إلّا الزواج، كما أنّ بعض أهل العلم قالوا بأنّ ذلك الحكم لا يختلف باختلاف قدرة الشخص المادية، سواءً أكان قادراً أم عاجزاً عن الإنفاق، وقالوا بأنّ الله -تعالى- وعد العاجز بالغنى إن تزوّج.
الزواج المستحب
وذلك إن كان لدى الشخص شهوّةً، ولكنّه لا يخاف على نفسه من الوقوع في الأمور المحرّمة، فالنكاح مستحباً في حقّه؛ لأنّ الزواج له العديد من الغايات الأخرى، كما أنّ العلماء بيّنوا أنّ الزواج أولى من الانقطاع لأداء النوافل من العبادات، وذلك ما ذهب إليه جمهور العلماء، كما أنّه ما ورد من فعل الصحابة رضي الله عنهم.
الزواج المباح
وذلك في حالة عدم رغبة الزواج، أو عدم وجود الشهوة، وربما يكون الزواج مكروهاً؛ لأنّ فيه تضييعاً لحقٍ من حقوق المرأة؛ بعدم إعفافها، وتزول الكراهة برضا الزوجة؛ وذلك لأنّ الزواج له العديد من الأهداف والغايات من تحصيل السكينة والمودة، والاستقرار النفسي والعاطفي. الزواج المحرّم
وهو زواج المسلم في بلاد الكفّار الحربيين؛ لأنّ فيه إلحاقاً للضرر بالزوجة والأولاد.
الزواج المكروه
ويتمثلّ ذلك بخوف الزوج من ظلمه للزوجة، ومنعها من حقوقها، أو في حالة انعدام الشهوة لدى الزوج، أو إن كان الزواج يمنع الزوج من أداء العبادة المستحبّة.



400 Views