هل الحب قبل الزواج ناجح

كتابة هنادي الموسى - تاريخ الكتابة: 11 يناير, 2021 7:18 - آخر تحديث : 28 ديسمبر, 2022 6:06
هل الحب قبل الزواج ناجح


هل الحب قبل الزواج ناجح نتعرف على إجابة هذا التساؤل الهام من خلال مقالنا هذا ونذكر لكم أيضا نصائح لخلق الحب بين الزوجين.

هل الحب قبل الزواج ناجح

سؤال هام وتتوقف إجابته على الكثير من الأمور حيث أنهم يقولون إن المحبين نيام فإذا تزوجوا استيقظوا بمعنى أن الحب يقضي على الزواج وهذا قول متشائم وغير صحيح أو أنه يصف شيئاً غير الحب الحقيقي فإن حبا يزول بعد الزواج لم يكن في واقع الأمر حبا في يوم من الأيام.. وإنما هو نزوة أو مجرد شهوة عابرة أو وهم من الأوهام وفي كل الأحوال فإن الحب الذي يتبخر بعد الزواج لم يبن على أساس ولذلك فإنه ينهد فهو يشبه البناء الذي أقيم على غير قواعد أو شيِّد على جرفٍ هارٍ لا يحتمل وعن الحب قبل الزواج أو بعده يفضل كثيرون الحب بعد الزواج وأفضل شخصياً الحب قبل الزواج بشرط أن يكون حبا لا مجرد إعجاب أو وهم من الأوهام فإذا لم يكن هناك حب قبل الزواج فمن يضمن أن يأتي الحب بعد الزواج؟ ومن يتحمل نتائج تلك المغامرة الخطيرة؟ فإن الذين يفضلون الحب بعد الزواج يفترضون أنه – أي الحب – سوف يأتي الزواج، وهو افتراض خطير، لا يصدق في أكثر الحالات هذا عن الموضوع بشكل عام.
-أما من حيث الحالات الفردية فإن الحب إذا تم بعد الزواج يكون أقوى وأبقى ويكون مبنياً على الحقائق أما مجرد الحب قبل الزواج فقد يكون مبنياً على الخيالات وتوهم محاسن في الطرف الآخر لن يجدها الذي تخيلها بعد أن يتزوج..وهنا تكون صدمة وقد يبدو في قولنا تناقض فقد فضلنا الحب قبل الزواج على الحب بعده ثم ذكرنا أن الحب بعده يكون أقوى وأبقى، ولا تناقض في هذا، لأن الحب الذي يتم بعد الزواج قد تم قبله في الواقع ولكن الظروف لم تتح له الظهور، فالحب الحقيقي هو الحب، والوهم يظل وهما، ومحظوظ جداً من يجد الحب بعد الزواج مع أنه تزوج بناء على الحظ وحده، ولكننا لا نستطيع أن نبني الآراء على الحظ، فمن ينتظر مائدة الحظ يمت جوعاً وبمعنى آخر فإن الذي يتزوج وهو لم يجد الحب فمن يتزوجها مقدماً، يغامر، فقد يجده بعد الزواج أو لا يجده، وعدم وجوده أقرب، والآراء لا تبنى على نتائج المغامرات حين تنتهي سعيدة، والمثل الشعبي يقول: “لا تمدح مخاطراً ولو سلم”.

عوامل استمرار الحب بعد الزواج

كسر الملل في العلاقة الزوجيّة:
حيث يتسلل الملل إلى الحياة الزوجية بسبب الروتين الدائم، ويحتاج كسر الروتين إلى مزيدٍ من الطاقة، وعدم الاستسلام له، ولذا من الضروري التدخل في الوقت الصحيح والحصول على تغيير مفاجئ في كلّ من الأماكن، والنشاطات، والهوايات، واكتساب صداقات جديدة، والدخول في حوارات تفتح أبواباً أخرى للنقاش.
تقديم الدعم والمشاركة:
يُعدّ دعم شريك الحياة أمراً مهماً؛ لاستمرار الحب في العلاقة الزوجيّة، ويكون ذلك بمؤازرته في العديد من المواقف، مثل: الوقوف إلى جانبه في حالات الضعف الجسدي أو النفسي، أو عند فقدانه وظيفة، أو صديق، أو قريب، بالإضافة إلى الدفاع عنه وتأييد رأيه في لحظات الاختلافات العائليّة، كما أنّ الحب يزدهر بالمشاركة وتقاسم اللحظات الشخصيّة، وتكون المشاركة من خلال المساعدة في أعمال المنزل، والأمور الحياتيّة، بالإضافة إلى التشارك في بعض الأمور المادية، ففي الحقيقة مشاركة الزوجين في حياتهما الشخصيّة والعملية معاً يُديم الحبّ والامتنان بينهما.
الاحترام المتبادل:
ينشأ الاحترام المتبادل بين الزوجين بدايةً بتقبل كلّ منهما للطرف الآخر، والرفع من شأنه، واحترام رأيه، وتقديم الاعتذار عند الخطأ، ومراعاة أفكاره وخصوصيّاته، حيث يُعدّ الاحترام بين الأزواج أحد أهم العوامل الرئيسية لاستمرار الحب في العلاقة الزوجيّة.
حُسن الاستماع:
يُعتبر الاستماع وسيلةً رائعةً لتعزيز التواصل بين الزوجين، ويحدث ذلك بتوجيه الحواس للطرف المتحدث وإبداء الاهتمام بحديثه، وطرح بعض الأسئلة؛ لإظهار التفاعل معه.
الثقة المتبادلة وكتم الأسرار:
تُعدّ الثقة للإنسان مثل الروح للجسد، فبَعد التعمّق في العلاقة الزوجيّة والوصول إلى المرحلة السعيدة التي يطمح لها جميع الأزواج؛ تذوب الحدود بين الزوجين وتنشأ الثقة القويّة، التي توطد الارتباط بينهما، كما أنّ الحرص على قداسة العلاقة الزوجية يحتاج أيضاً إلى المحافظة على الأسرار وعدم إفشائها، أو اتخاذها كسلاح ضدّ شريك الحياة عند النزاعات أو الغضب.
التناغم العاطفي:
إنّ حدوث التناغم والانسجام بين الرجل والمرأة يُسقط الشكليات بينهما، حيث إنّ التناغم بين الزوجين يبدأ بإحساسهما ببعضهما، وملاحظة أيّ تغيّر يطرأ على مشاعر شريك الحياة، ومُحاولة حلّه بطريقةٍ سريعةٍ بكلّ حبٍّ واهتمام.
إظهار المحبة:
يكون إظهار المحبة بالقول والفعل، وقضاء المزيد من الوقت مع شريك الحياة والتواجد إلى جانبه.
التقدير:
عندما تجري الحياة بطابعها الروتيني يقوم الزوجين بأداء واجباتهما اليوميّة، وبذل الكثير من الجهد في إنهاء الأشغال المنزلية، أو المكتبيّة، أو غيرها من الأمور الأخرى المترتّبة على عاتقهما، فإظهار التقدير والامتنان لبعضهما يدفعهما للمزيد من العطاء بكلّ حب.
الصبر وتقبل الطرف الآخر:
في بعض الأوقات يدخل أحد الزوجين بحالة مؤقتة تجعل منه مُقصّراً في أحد واجباته، أو نفسه، أو شريكه، فلا بُدّ من تقبّل بعض الزلات والتأكّد من أنّ الحياة الزوجيّة فيها أوقات جميلة وأخرى عصيبة، بالإضافة إلى التركيز على إيجابيّات الطرف الآخر وصرف النظر عن سلبياته، ممّا يُوطّد العلاقة ويجعلها أكثر واقعيّة.

أهمية الحب بين الزوجين

الحب يولد الاحترام
الاحترام حجر الأساس في أي علاقة صحية، وبدونه لا يمكن أبدًا أن يزداد الحب أو الثقة بين الأشخاص. عندما تشعر بأن الطرف الآخر يحترمك فإنك ستشعر بأن كلماتك وأفكارك ومشاعرك مُقدّرة، وبالتالي تزداد ثقتك به، وتصبح علاقتكما أكثر قوة وترتبط أهمية الحب والاحترام في الزواج أيضًا بالدعم العاطفي، فعندما يقدّر شريكك آراءك ومواقفك إزاء الأمور المختلفة ويعاملك بشكل جيد، ستكون أكثر قدرة على إظهار ضعفك أمامه وستزداد ثقتك به، وبالتالي تصبح علاقتكما أكثر قوة.
تحظى بنوم مُريح إلى جانب من تحب
أظهرت دراسات أن الأزواج الواقعين في الحب يحظون بقسط مُريح من النوم، لأن النوم إلى جانب من تحب يقلل من معدلات الكورتيزول في الجسم، كما أنه يساعد على النوم أسرع من الأشخاص الذين ينامون بمفردهم.
الحب يطيل عمرك
أظهرت الدراسات أن الأزواج يعيشون لفترات أطول من العزاب، ووجد بحث أجري في قسم التنمية البشرية في جامعة ميسوري أن الأزواج الواقعين في الحب يعيشون حياة صحية ومريحة مقارنة بالأشخاص العزاب أو المتزوجين بالطريقة التقليدية بدون حب،فقد وجدت دراسة أجريت في جامعة هارفارد أن الرجال المتزوجين يعيشون لفترات أطول من الرجال المُنفصلين أو اللذين لم يتزوجوا أبدًا.
العلاقات الحميمية تزيد من ارتباطكما
العلاقات الحميمية الصحية أحد أشكال الحب في الزواج، ليس فقط بسبب الشعور الرائع الذي ينتابك عندما تكون بالقرب ممن تحب ولكن لأنها تعزز الرابطة الكيميائية فيما بينكما ويُشار إلى هرمون الأوكسيتوسين أحيانًا باسم “عقار الحب” وهو الهرمون المسؤول عن الترابط الذي يتم إطلاقه عندما تلمس شريكك، وبالتالي تتعزز مشاعر الحب واحترام الذات والثقة المتبادلة.

نصائح لزيادة الحُبّ بين الزوجين

الإخلاص
يُعدّ الإخلاص من أهمّ الأمور التي يجب أن يحافظَ عليها كلا الزوجين، فمن المهم أن يُخلصَ الزوج لزوجته والعكس صحيح في جميع الأوقات والأماكن والظروف والمواقف الصغيرة منها والكبيرة؛ إذ إنّ الإخلاص يزيد الحُبّ بين الزوجين، ويضمن نجاح استمرار زواجهما، ويبعد الفشل عن حياتهما.
قضاء الوقت سويّاً
تكثر الأعباء والمسؤوليّات مع الزواجِ، وينشغلُ كلُّ طرفٍ بأمورِ الحياة وواجباتها المختلفة، مثل تربية الأطفال، والالتزامات المهنية، والواجبات الاجتماعيّة، ويصبحُ الوقتُ الّذي يقضيه الزوجان معاً قصيراً وقليل البهجة؛ لذلك يترتب عليهما تخصيص جزءٍ من الوقت للمُشاركة معاً في الأنشطة المختلفة، وقضاءِ بعضِ الوقتِ للحديث معاً كلّ يوم، وتناولِ وجباتِ الغداء أو العشاء سويّاً، فلا بدّ للشريكين من الاستمتاع بحياتهما معاً، وتعزيز أجواء المرح وتجربة كلّ جديد؛ حتّى يشعرا بجمالِ الحُبّ والعلاقة الوديّة التي تجمعهما تحت سقفِ بيتٍ واحدٍ.
التعبير عن الامتنان
تصبح الحياة الزوجيّة مع مرور الوقت مبنية على الالتزامات والواجبات، وقد ينسى الزوجان استخدام كلمة شكراً البسيطة في التعامل بينهما، فيجب على كلا الزوجين الحرص على التعبير عن امتنانهما لبعضهما بعضاً، مثل أن يشكر الزوج زوجته لوجودها في حياته.
الاعتذار وعدم العناد
يكابرُ بعض الأزواج ويتجنّبون الاعتذار رغم وقوع الخطأ منهم، وهو ما يُسبّب احتداماً وجدالاً متعباً للزوجين، فإذا بادرَ المخطئ بتقديم الاعتذار رفع ذلك من شأنه ومكانته لدى الطرّف الآخر لا العكس كما يعتقد البعض، وفي شكلٍ آخرَ يجب تجنّب العناد المرتبط بالجدال القائم على قناعةٍ قد تكون صحيحة أو خاطئة، لكنّ صاحبها لا يصمّم على رأيه فحسب بل يحاولُ إقناع الطرف الآخر به، وهذا النّوع من العناد لا يجلب إلّا البُعد بين الزوجين، فكسب قلبِ شريك الحياةِ أهمّ من كسب المواقف.
الحدّ من استخدام التكنولوجيا
يؤثّر الإكثار من استعمال الوسائل التكنولوجيّة، وأجهزة الحاسوب، ومواقع التواصل الاجتماعيّ سلبياً في السعادة الزوجيّة، فالانشغال بالهاتف الذكيّ أو التلفاز يخلق مسافة بين الزوجِ وزوجتهِ، فاستعادة الحُبّ بين الزوجين وزيادته تعتمد على التقليل من استخدام التكنولوجيا، واستبدالها بلغةِ التواصل المُباشرِ بينهما.



418 Views