الفنون الادبية النثرية

كتابة Alaa Mubarak - تاريخ الكتابة: 1 أكتوبر, 2019 6:48 - آخر تحديث : 18 ديسمبر, 2022 2:34
الفنون الادبية النثرية


سنتعرف على اهم الفنون الادبية النثرية وما هو تعريفها الصحيح وماهي اهم انواعها وتعريف كل منها.

نثر
النثر هو الكلام الفني الجميل، المنثور بأسلوب جيد لا يحكمه النظم الإيقاعي – كما هو حال الشعر – تميزه اللغة المنتقاة والفكرة الجلية، والمنطق السليم المقنع، المؤثر في المتلقي.من فنون النثر: القصة والمقالة والخطبة والمسرحية النثرية وفنون النثر الوصفي كالنقد الأدبي وتاريخ الأدب والأدب المقارن. والنثر أدب إنشائي.
أنواع النثر
النثر العادي
الذي يدور في كلام الناس أثناء المعاملة أو هو الذي يعرف بلغة التخاطب والتفاهم بين الناس أو هو الكلام اليومي الذي يتحدثه الناس وهو غير فاقد نهائيا لبعض عناصر النثر الفني.
النثر الفني
الذي يخضع لنظرية الفن أو هو الذي يغلب عليه الأسلوب الفني والذي يحتوي على عناصر فنية نذكر منها الأفكار وحسن الصياغة وجودة السبك ومراعاة جودة اللغة ومع ذلك لا يفقد العاطفة والخيال.
مصطلح الأدب:


قبل أن نتعرف على كلمة (النثر) أو النثر الفني ودلالاتها، نعرج على كلمة (الأدب) التي تعني في تداولنا اليومي لها فن الشعر وفن النثر بأوسع المعاني. وهذه المدلولات لم تكن معروفة على هذا النحو عند عرب الجاهلية ولا في صدر الإسلام،
أصل كلمة أدب في اللغة الدعاء، ومنه الدعاء إلى وليمة: يقال أدب القوم يأدبهم أدبا إذا دعاهم إلى طعام يتخذه، إذن لفظ “الأدب والمأدبة” في عرف الجاهليين واحد، يفيد الدعوة عامة، وإلى إلى الطعام خاصة، والداعي إليها يدعى “الآدب”.
وقد تطور معنى الكلمة بتطور حياة العرب، وانتقالها من دور البداوة إلى المدنية والحضارة، وفي العصر الإسلامي تأكد هذا السلوك النفسي الحسن لمدلول (الأدب) وتوسعت دلالاته؛ فأصبحت تعنى الكلمة فيما تعني: الترويض والتهذيب، بتقويم الأخلاق، والكرم والتسامح ومحبة الفضيلة وحسن التناول، وبهذا المعنى كان في بداية الإسلام، فقد ورد لفظ الحديث الشريف، (أدبني ربي فأحسن تأديبي).
قبل أن ينحصر بعد ذلك في الدلالة على طبقة المعلمين والمؤدبين للصبيان، أي رجال التربية والتعليم أواخر العصر الأموي وبداية العصر العباسي، والذين أطلق على مهنتهم تلك مصطلح (حرفة الأدب).
ومع الوقت، وباتساع الدراسات، ضيق مدلول الكلمة فاقتصرت على ما أجيد من الكتابة والكلام، سواء أكان ذلك المنظوم أم المنثور.
ولعل الجاحظ المتوفى سنة 55 ه أول من رسم المعنى الصحيح الذي نتداوله اليوم من كلمة الأدب من خلال اشتغاله بالبيان العربي وفصاحة القول من جهة،
مصطلح النثر أو “النثر الفني” العربي:
النثر أحد قسمي القول، فالكلام الأدبي كله إما أن يصاغ في قالب الشعر المنظوم وإما في قالب القول المنثور. ولابن رشيق المسيلي القيرواني
” وكلام العرب نوعان: منظوم ومنثور، ولكل منهما ثلاث طبقات: جيدة، ومتوسطة، ورديئة، فإذا اتفق الطبقتان في القدر، وتساوتا في القيمة، لم يكن لإحداهما فضل على الأخرى، وإن كان الحكم للشعر ظاهرا في التسمية.
ويشرح ابن رشيق أن أصل التسمية في المنظوم وهي من نظم الدر في العقد وغيره، إما للزينة أو حفظا له من التشتت والضياع، أما إذا كان الدر منثورا.لم يؤمن عليه ولم ينتفع به.
من هنا حصلت عملية تشبيه الكلام الأدبي بالدور والمجوهرات وتوهم الناس أن كل منظوم أحسن من كل منثور من جنسه في معترف العادة. وذلك بالنظر إلى سهولة حفظ الكلام المنظوم واستظهاره بسبب الوزن، وانعدام الوزن في الكلام المنثور يجعه عرضة للنسيان والضياع، وذلك في وقت كان الناس فيه يتداولون النصوص الأدبية مشافهة دون الكتابة في هذا العصر الجاهلي والإسلامي الأول، وقد زال هذا التفاضل في عصور التدوين وكتابة النصوص كما في زماننا الحاضر، بحيث اختص كل من النثر والشعر بمجالات في القول تجعله أليق به.
ويعتقد ابن رشيق محقا: إن ما تكلمت به العرب من جيد المنثور أكثر مما تكلمت به من جيد الموزون، وهو يقصد بذلك تلك الحقبة الزمنية قبل الإسلام وبدايات العهد الإسلامي تخصيصا.
وجاء هذا ردا كافيا علي الذين ينفون وجود نثر فني عربي جيد قبل الإسلام، وإنما كان ضياع ذلك النثر الجاهلي أو اختلاطه بسبب طبيعته الفنية الخالية من الوزن.
وهو لم يعن بذلك إلا النثر الفني أي الأدبي الذي يتوفر – كما ذكر بروكلمان – “على قوة التأثير بالكلام المتخير الحسن الصياغة والتأليف في أفكار الناس وعزائمهم”. أما النثر الاعتيادي الذي يستعمل بين الأفراد في التداول اليومي الغرض الاتصال وقضاء الحاجات والثرثرة مما ليس فيه متانة السبك والتجويد البلاغي ولا قوة التأثير فلا يعتد به، وليس له قيمة اعتبارية في الدراسة الأدبية.
ما أسباب قلة النثر الجاهلي؟


إن ما روي من النثر الجاهلي قليل بالنسبة لما روي من الشعر وذلك للأسباب الاتية:
– سهولة حفظ الشعر لما فيه من إيقاع موسيقي.
– الاهتمام بنبوغ شاعر في القبيلة يدافع عنها ويفخر بها.
– قلة أو إنعدام التدوين، والإعتماد على الحفظ والرواية.
أنواع فنون النثر
تمكّن العرب منذ فجر التاريخ من صبّ جُل اهتمامهم على مختلف أنواع الأدب العربي، فكان للشعر نصيبٌ من الاهتمام، وبالإضافة إلى فنون النثر، حتى برز لكل منهما عدد من الأنواع التي تخدم المجالات الأدبية كافة، ومن أهم هذه الأنواع:
-القصة: عبارة عن حكاية تمثل أحداثها مجموعة من الشخصيات بطريقةٍ نثرية، وتنقسم القصة من حيث الطول إلى: قصة قصيرة والرواية.
-المسرحية: أهم فنون الأدب النثري التي ترتكز على تقديم فكرة رئيسة يرغب الكاتب في إبرازها، ويعتمد في ذلك إلى توزيع الأدوار على شخصيات لها أبعاد معينة تقدم الفكرة بطريقة منطقية.
-المقامة: يعود الفضل في ابتكار هذا الفن إلى بديع الزمان الهمذاني، وتوصف المقامة أنها إحدى أنواع القصص القصيرة التي تعجّ بالحركاتِ التمثيليّة والمحسنات البديعيّة، وتحتوي بين سطورِها على نكتة أدبيّة أحيانًا.
-الخطبة: توظيف الفصاحة والبلاغة والبيان في اللغة لغايات إيصال رسالة ذات مغزى وهدف سامٍ للمستمع، ويعدُّ الخطيب في كلّ عصر فخرًا وعزًّا للقبيلة، ومن أشهر خطباء العرب: خويلد بن عمرو العطياني، وقُسّ بن ساعدة الإيادي.
-الرسالة: بزغَتْ بشكلٍ جَليّ في القرن الرابع، حيث طغَتْ عليها في تلك الفترة كلٌّ من الزخارف اللفظيّة والألوان البديعية ومُحسنّاتها، وانشطرت إلى رسائل ديوانية وأخرى إخوانيّة.
-المقالة: من الأنواع النثرية المحدودة الأفكار، حيث يستعرض فيها الكاتب سلسلة من الأفكار التي تتمحورُ حول موضوع محدد بأسلوبٍ أدبي شيّق، وقد ظهر هذا الفن قبل قرونٍ طويلة من ظهور الطباعة، ومن أبرز روّاده: الجاحظ في رسالة التربيع والتدوير.
-الخاطرة: ضربٌ من ضروب النثر، وتمتازُ بقصرها واستخدام الأساليب العذبة في توظيف الخيال والعواطف فيها، وتعكس ما يشعر به الكاتب في سياقٍ محدد.
-الوصايا: وتتمثل بتقديم مقولة تحمل بين طياتها حكمة وعبرة بقصد التحريض من الوقوع بأخطاءً معينة، والتوجيه إلى الطريق الصحيح، ومن أبرز روادها قيس بن زهير العيسى.
تطور فنون النثر
بقيَ النثر في غضون العصر المملوكيّ والعثماني مُقيدًا، كما أن الكُتّاب قد ركّزوا اهتمامهم على السجع والجناس والطباق في كتابته، ومع قدوم العصر العباسي اتخذ طابع القوة وسهولة الألفاظ وجزالتها، ومن أبرز روّاده في هذه العصور كلٌّ من: الجاحظ وابن المقفع ورفاعة الطهطاوي، والمويلحي، واليازجي وغيرهم، لذلك فإن النثر خلال العصور الإسلامية كان يختلف تمامًا عنه في العصور الجاهلية، وكما يقال بأن الحياة الأدبية قد تعرضّت لتغيّر جذري وشامل وبعيد المدى في العصر الإسلامي، ومن الجدير بالذكر أن التطور كان أكثر وضوحًا على النثر من الشعر؛ ويُعزى ذلك لاعتبار الشعر بمثابة فن تقليدي يُظهر فيه الشاعر خطأ سابقيه مع انتهاج أصول محددة؛ لذلك يعد أقل تأثر لعوامل الطور، بينما التغير المحسوس قد طرأ على النثر وأغراضه ومعانيه؛ فتلوّن بألوان الحياة الحديثة كافّة.
نثر عربي
النثر هو خلاف الشعر، وهو شكل أدبي للكتابة قد يكون فيه سمات جمالية كالطباق والسجع وغيرها، وتعتبر معظم الأعمال الأدبية نثرا. يتكون النثر من الكتابة التي لا تلتزم بأية هياكل رسمية خاصة (غير القواعد النحوية) أو هو كتابة غير شعرية.النثر هو الكتابة ببساطة عن شيء دون المحاولة بالضرورة أن يكون ذلك بطريقة جميلة، أو باستخدام الكلمات الجميلة. كتابة النثر يمكن بالطبع أن تتخذ شكلاً جميلاً ليس بفضل الميزات البلاغية التجميلية للكلمات (القوافي، الجناس ) ولكن بدلا من ذلك استخدام النمط، والتنسيب، أو إدراج الرسومات. هناك منطقة واحدة من التداخل هي “شعر النثر” والذي يحاول أن ينقل المعلومة والفكرة باستخدام النثر فقط مع إثراء الجمالية النموذجية للشعر.



1091 Views