حكم الشرع في انفصال الزوجين بدون طلاق

كتابة امينة مصطفى - تاريخ الكتابة: 5 أكتوبر, 2021 9:50
حكم الشرع في انفصال الزوجين بدون طلاق


حكم الشرع في انفصال الزوجين بدون طلاق نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم حكم الزوجين المتخاصمين وآداب الخصام بين الزوجين ونصائح لزواج صحي ناجح.

حكم الشرع في انفصال الزوجين بدون طلاق

-إن من حق الزوجة على زوجها أن يعاشرها بالمعروف بأن يبيت عندها ويعفها بالجماع، ويجب على الزوج العدل بين الزوجتين، أو استرضاء من لا يبيت معها ومصالحتها، فإن الصلح بين الزوجين على إسقاط المبيت كله أو بعضه جائز، لقول الله تعالى: فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْر {النساء:128}.
-فإن تنازلت هي عن حقها في ذلك فلا مانع، ولكن الأولى بالرجل ما دام زوجا لها أن يجاهد نفسه في معاشرتها ليعفها، ولا ينبغي أن تكون المشاكل السابقة سببا في نفوره من معاشرتها وإعفافها، فإن الحب العاطفي والألفة بين الزوجين قد يحتاج أحياناً إلى الصبر وإلى التغافل عن بعض الأمور والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19} وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِي مِنْهَا آخَرَ. رواه مسلم.
-قال النووي في شرح صحيح مسلم: ينبغي أن لا يبغضها، لأنه إن وجد فيها خلقا يكره وجد فيها خلقا مرضيا بأن تكون شرسة الخلق، لكنها دينة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك. انتهى.
-وأما انفصال الزوجة عن زوجها في السكن بموافقة من الزوج من غير تطليق لها: فلا يأخذ حكم الطلاق ولا يسقط شيئا من حقوق الزوجة الواجبة لها إلا أنه إذا كان بسبب نشوز الزوجة سقط حقها في المبيت والنفقة، كما أن لها أن تسقط حقها في المبيت برضاها، ويسلم هو من الإثم ولها أن تطالب بحقها متى شاءت، كما أنه أيضا على زوجها أن ينفق عليها وعلى أولاده بالمعروف، فعن عمرو بن الأحوص ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:  ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
-وعلى كل حال، فهذه المرأة لا تزال زوجة لذلك الرجل ما دام لم يصدر منه لها طلاق، ولها حقوقها كزوجة وعليها لزوجها حقوقه كزوج والله أعلم.

حكم الزوجين المتخاصمين

يحرص الإسلام ويحثّ على إقامة حياةٍ زوجيةٍ مستقرةٍ مستمرةٍ، وذلك يتأتى بمحافظة كلا الزوجين على إقامة حياةٍ مستقرةٍ بكل الوسائل والطرق الممكنة، وممّا يقوّي أواصر العلاقة بين الزوجين أداء كلٍّ منهما للحقوق الواجبة عليه للطرف الآخر، والتغاضي عمّا يُمكن التغاضي عنه، وخير الرجال ما كان خيره لأهله، ومؤدّي حقوق زوجته الواجبة عليه، فللنساء حقوق مثلما عليهنّ واجبات، ومن أوّل الحقوق الواجبة على الزوجة معاشرتها بالمعروف وإكرامها والإحسان إليها، ولذلك كان التقاطع بين الزوجين من الأمور المنهي عنها، وخاصةً إن استمّر التقاطع لأكثر من ثلاثة أيامٍ، ولكنّ الهجر يجوز للزوجة الناشز دون أن يكون لمدةٍ طويلةٍ تُلحق الضرر بها.

آداب الخصام بين الزوجين

-الزواج في الإسلام آية ربانية، وسنة نبوية، وفطرة إنسانية، وضرورة اجتماعية، ولكي ينجح الزواج لابد له من منهج قويم وتخطيط سليم ووصيتنا اليوم تتناول حدثا مهما قد يحدث في بعض العائلات بين الأقارب وبين الأخوات، وخاصة بين الأزواج.. ألا وهو «الخصام» وعلى الرغم من أن الخصام كان أسلوبا متعارفاً عليه لمعالجة بعض السلبيات لدى الأطراف الأخرى، إلا أن للخصام آداب تم تجاهلها ونسيانها، وأصبح الخصام يطبق في أسوأ صوره، فأصبحت مدته غير محددة، وآدابه غير واضحة.
-وبالرجوع إلى الهدي النبوي في هذا الأمر نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث». متفق عليه ونلاحظ هنا أن مدة الهجر لا تزيد على ثلاثة أيام في حديث آخر لأنس، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ».
-وهنا نجد أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يؤكد لنا في هديه أن الخصام لا تطول مدته عن ثلاثة أيام ؛لا كما يفعل البعض بأن تستمر مدة الخصام إلى أيام وليال يمتنع فيها كل طرف عن التحدث أو حتى التعامل مع الطرف الآخر بحجة الخصام غير آبه بأثر ذلك على زوجته وأولاده بل وعلى نفسه هو أيضاً.
-ويؤكد علماء النفس أنَ الخصام يؤدي إلى تآكل الشخص داخلياً ويجعله في أضعف حالاته المعنوية بل والعقلية أيضاً فالتحدث وتبادل الحوار يزيد من تدفق الدماء إلى المخ وبالتالي ينير مناطق جديدة في العقل ويجعله صاحب أفق واسع وقلب متفتح والشخصية التي تجعل من الخصام منهجاً لها وطريقاً لا تحيد عنه لاشك أنها شخصية غير سعيدة ومنعزلة عن الآخرين وتبالغ في تضخيم المشكلات ولا يوجد هناك وصف للمتخاصم أبلغ من وصف القرآن الكريم الذي يصفه بأن صدره ضيق حرج تضيق به الأرض بما رحبت.
-فكم ممن يعيشون بيننا الآن تضيق صدورهم ولا تنطلق ألسنتهم لأسباب واهية لا تستحق كل هذا العناء لهم ولشركائهم، وما هذا إلا لضعف في الإيمان والبعد عن الهدي النبوي القويم الذي يحثنا على اختصار أيام الخصام والهجر، بل ويذهب إلى أبعد من ذلك بأن يحثنا على البدء بالتصالح، فيقول صلى الله عليه وسلم: «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»، فلا فائدة من طول الخصام ولا طائل من وراء الصمت والسكون، ولنتذكر أنه بالتواصل والكلمة الطيبة تحلو الحياة الدنيا والآخرة كذلك.
-يقول تعالى: «ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة، كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها» ويبشر الله سبحانه وتعالى أصحاب الكلمة الطيبة بالثبات في الدنيا والآخرة فيقول تعالى: «يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء». سورة إبراهيم 24-27.

نصائح لزواج صحي ناجح

1-حافظي على مسافة معينة من الأهل بطريقة لا تظهري فيها وكأنكِ غريبة عنهم، وألا تدفعينهم إلى التدخل في كل تفاصيل علاقتكما.
2-لا تترددي في دعوة والديه على العشاء فذلك الأمر سيفرح قلبه كثيرًا.
3-احرصي على أن تكون العلاقة الحميمية بينكما مرضية جدًا، فهي شيء مهم وأساسي لدى الزوج، لأن الرجال يفكرون في الجنس أكثر مما نعتقد.
4- لا تتعاملي مع زوجكِ بندية.
5-اتركي زوجكِ يقضي بعض الوقت مع أهله دون تذمر منكِ.
6-كوني له صديقة وزوجة وعشيقة وأم، فالأزواج يحبون التجديد دائمًا.
7- تعاملي مع زوجكِ بلين وحنان ورقة، فالأسلوب الهين اللين السهل يأثر القلب.
8-احرصي على أن تكون الأمور الشخصية بينكما فقط، لا تخبريها لأهلك أو أهله. تعاملي مع أهل زوجكِ كما تحبين أن يعامل أهلكِ. تجنبي الدخول في مشاحنات مع أهل زوجكِ.



481 Views